الناس يريدون حلاً
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الناس يريدون حلاً

 فلسطين اليوم -

الناس يريدون حلاً

طلال عوكل

لا يتوقف الاهتمام والسؤال عن «صفقة محتملة» بين حركة حماس واسرائيل على الرغم من ان بنيامين نتنياهو قد نفى على نحو قاطع وجود اية وساطات او مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع حركة حماس.
معلوم ان نتنياهو سيد ومعلم الكذب والكذابين، ولكن ليس ما هو معروف عنه، ما ينفي او يؤكد مثل هذه الوساطات والمفاوضات، ذلك ان من أهله واتباعه، وكتابه المدافعين عنه والمفسرين لما يصدر عنه، سرعان ما أن يقع في الخطأ حين يستغرق في شرح ما صدر عن سيد الكذب.
في تفسير تصريح نتنياهو المذكور، يشرح داني روبنشتاين أسباب هذا الانكار، بالقول ان إسرائيل ليست مضطرة ولا هي في حاجة للتوصل الى مثل هذا الاتفاق، طالما انها مطمئنة لحالة الهدوء التي تسود الحدود، بعد الحرب الأخيرة، ويضيف ان إسرائيل في حال موافقتها على مثل هذا الاتفاق فإن الأمر يتصل بمعالجة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.
هذا يعني ان إسرائيل غير مهتمة باتفاق كهذا لأسباب سياسية او أمنية، وانما ان حصل فلاسباب إنسانية قد تضطرها لتجاوز محاذير التعامل مع منظمة تعتبرها ارهابية، ومسجلة ضمن هذا التصنيف لدى الولايات المتحدة، وحتى لدى الوسطاء الأوروبيين.
كاذب نتنياهو، وكاذب كل من يسوق او يشرح أكاذيبه، ذلك ان من يرتكب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، يكون قد فقد الحد الأدنى من الأخلاقيات الإنسانية، الأمر بالنسبة لإسرائيل سياسي استراتيجي بالدرجة الأولى، ذلك انها تعمل لتنفيذ مخطط فرض دولة غزة، ما يستدعي ابقاء وتعميق الانقسام الفلسطيني وتأجيج التناقضات بينهم، تعتقد إسرائيل ان إبرام اتفاق كالذي يجري الحديث عنه مع حركة حماس، بشرط التخلص من الأسلحة الموجودة ومن الانفاق، سيجعل قطاع غزة آمنا بالنسبة لها، وسيوفر الظروف لاقامة البنى التحتية للدولة، حتى لو تأخر اعلانها لبعض الوقت.
من الواضح ان نفي بنيامين نتنياهو يندرج في اطار التكتيك التفاوضي، فقد يكون الوسطاء اوحوا لحركة حماس ان الاتفاق قد اصبح ممكناً، عند حد موافقتها على التوقف عن حفر الأنفاق وعن تصنيع السلاح محليا، طالما ان طرق الإمداد الخارجية متوقفة. مثل هذه الإيحاءات، قد تكون وراء التصريحات التي صدرت عن مسؤولين من حركة حماس تبشر بقرب الفرج، واحيانا بقرب التوصل لاتفاق. ان لم تكن مثل هذه التصريحات كافية فإن الحديث عن سفر وفد قيادي من حماس من خلال معبر رفح انما يندرج في اطار توفير الفرصة لاجتماع موسع للمكتب السياسي للبحث في مشروع الاتفاق او افكاره الرئيسية.
حتى كتابة هذه السطور مساء الأربعاء، تكون فرص سفر الوفد قد اقفلها عدم موافقة مصر على مروره عبر أراضيها، ما ينفي ايضا الادعاء الإسرائيلي، بأن مصر تتعامل ايجابيا مع فكرة الاتفاق، لا نريد ان نمضي في تحليل أبعاد ومخاطر اتفاق كهذا بدون توافق وطني، من غير المتوقع ان يتوفر لحركة حماس بما في ذلك من قبل فصائل مقاومة اخرى، وليس فقط حركة فتح.
الفصائل كلها تقريبا، عبرت عن مخاوفها ورفضها لمثل هذا الاتفاق في حال حصوله، وبعضها ذهب بعيدا في كيل الاتهامات لحركة حماس، غير انها جميعاً لم تقدم الجواب على الأسئلة الموجعة التي يطرحها سكان قطاع غزة.
من وجهة نظري فإن إسرائيل هي من سيعطل إمكانية التوصل الى اتفاق، ذلك انها لن تقبل التعهدات الشفهية والالتزامات الورقية، او ضمانات أطراف أخرى، فيما يتعلق بالسلاح والأنفاق وكتائب المقاومة، وهنا تكمن عقدة النجار.
حركة حماس هي الأخرى لا تقبل ولا تستطيع قبول شرط نزع الأسلحة، وذلك ادراكاً منها للمخاطر العملية والسياسية التي تترتب عن مثل هذا القرار، والذي يشكل خطرا عليها.
ثمة اذن قضايا كثيرة، في جوهر الأهداف، لا يستطيع اي اتفاق ان يقدم عليها إجابات مقنعة للطرفين بما يسمح بالتوصل لاتفاق، هذا عدا عن التفاصيل الكثيرة المتعلقة بكل بند من بنود الاتفاق الذي يجري الحديث عنه.
أراهن على ان مثل هذا الاتفاق، الذي تحتاجه إسرائيل لتنفيذ مخططاتها، انما يحتاج الى حرب اخرى قد تكون الأخيرة، تستهدف نرع أسنان وأظافر المقاومة، او استنزاف وتدمير القسم الأكبر من قدراتها القتالية، وتلك الحرب ستكون الوسيلة المناسبة لتمرير اتفاق وفرض دولة غزة.
الحرب السابقة، على كل ما خلفته من دماء، وما سفكته من دماء، وولدته من مآس، قد أصبحت خلف الأحداث وهي وما خلفته لا تصلح كبضاعة للمساومة. في كل الحالات على من يرفض «الاتفاق» كفكرة او كمنجز، ومن يوافق عليه ان يقدم حلولاً لسكان قطاع غزة، لا ان يكتفي هؤلاء بالرفض وتوجيه الاتهامات وإلا فإنهم بالنسبة للناس موضع اتهام. ومن يرفض عليه ان يفعل شيئاً ملموساً لمنع مثل هذا الاتفاق والا كان متواطئاً ومتخاذلا ولا يحق له ان يتحدث من موقع المسؤولية عن الشعب والقضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناس يريدون حلاً الناس يريدون حلاً



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday