الإنجازات كبيرها وصغيرها مرهونة بحالة القلعة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الإنجازات كبيرها وصغيرها مرهونة بحالة القلعة

 فلسطين اليوم -

الإنجازات كبيرها وصغيرها مرهونة بحالة القلعة

طلال عوكل

قد لا يرى البعض منا، أية أهمية ذات قيمة لرفع العلم الفلسطيني بألوانه الأربعة، بين أعلام مئة وثلاث وتسعين دولة، هي الدول التي تتشكل منها الأمم المتحدة، غير أن هذه الخطوة التي تبدو رمزية وذات أبعاد نفسية، تنطوي على حقائق ذات أبعاد تاريخية.
رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة، لن يعيد فلسطين ولن يرغم إسرائيل على تغيير مخططاتها وسياساتها العدوانية الاحتلالية، ولكن إذا كان إنشاء دولة إسرائيل قد تم بقرار من عدد من الدول الاستعمارية فإن قرار دولة فلسطين يتم بموافقة معظم دول العالم، حتى الدول التي لم تصوت إلى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته في عام 2012، باعتبار دولة فلسطين عضوا مراقبا، حتى تلك الدول، تعترف للفلسطينيين بحقوقهم وتتبنى رؤية الدولتين.
إذا عدنا إلى الماضي، فإن المشروع الصهيوني، الذي رفع شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وما جاء بعد قيام إسرائيل من مخططات دولية وإقليمية وإسرائيلية، فلقد كان هدف تبديد الشعب الفلسطيني وإلغاء وجوده، واستيعابه من قبل المحيط العربي، ذلك الهدف كان على رأس أهداف إسرائيل وحلفائها، بعد سبعة وستين عاماً على قيام دولة إسرائيل التي رفعت شعار "من النيل إلى الفرات شعبك يا إسرائيل"، يعبر رفع العالم الفلسطيني في الأمم المتحدة رمزياً عن سقوط كل تلك المخططات والأهداف الاستعمارية.
وجود العلم الفلسطيني يكرس، ويشهد على حقيقة أن الشعب الفلسطيني غير قابل للكسر، وانه شعب موجود على كل الخرائط، وانه شعب حي، يمكن أن يضيف للبشرية، مساهمات ذات قيمة.
وطالما أن هناك شعباً يصل تعداده إلى اثني عشر مليون إنسان، فإن لهذا الشعب حقوقاً تاريخية لا يمكن إنكارها أو مصادرتها، لا اليوم ولا غداً، وبعد أن كرستها قرارات عديدة صدرت عن الأمم المتحدة، فإن المحتل سيرضخ لها يوماً حتى لو بدا وكأن الوضع الراهن، سوداوي، ويدعو إلى الإحباط واليأس والكآبة.
مقبول بحكم طبيعة الأشياء، أن يحاول أعداء الشعب الفلسطيني وحقوقه، تقزيم هذا الحدث، وتبهيت أبعاده ومعانيه ولكن من غير المقبول إطلاقاً أن يتطوع فلسطيني واحد، مدفوعاً بروح المناكفة، والاستعلاء، بأن يضع نفسه مع الأطراف التي لا تريد الاعتراف بأهمية هذه الخطوة.
الناس تخلق انتصارات وإنجازات وهمية في أحيان كثيرة من أجل تعزيز الثقة بالانتصار، ومن أجل رفع المعنويات، وتعميق حالة الصمود والأمل فكيف يمكن تجاهل إنجاز كرفع العلم الفلسطيني بين أعلام الأمم، حتى لو كان مثل هذا الإنجاز محدوداً.
قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً أي في آذار 2002، حين انعقدت القمة العربية في بيروت، وأقرت ما يعرف بمبادرة السلام العربية، جاء الرد الإسرائيلي شديد العدوانية، على المبادرة العربية، حيث شنت إسرائيل ما عرف بحملة السور الواقي، الذي قامت من خلاله بإعادة احتلال الضفة الغربية، وحاصرت الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى أن تمكنت من اغتياله.
اليوم وفيما يرفع العلم الفلسطيني أمام مقر الأمم المتحدة ترد إسرائيل بذات الروح العدوانية، من خلال الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ومواجهة الشبان بالنار والقتل، في الخليل وجنين ورام الله والقدس، ويعاود الطيران الإسرائيلي شن غاراته على مواقع مختلفة في قطاع غزة، وآلياته تتوغل في بعض المناطق شرق القطاع.
هذه هي طبيعة الردود الإسرائيلية على كل مبادرة، أو حركة أو نشاط أو إنجاز يتحقق للشعب الفلسطيني، أو يناصر حقوقه، والسؤال الذي يعود مجدداً إلى الواجهة وهو سؤال متكرر وموجع، لكل وطني فلسطيني وهو: إلى أي مدى يمكن تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل الوضع الفلسطيني الراهن والذي لم يتبق إنسان واحد راض عنه؟
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا إلى توسيع عملية السلام والأرجح أنه يقصد، العودة إلى المبادرة العربية للسلام بما أنها قدمت لإسرائيل عرضاً سخياً، فمقابل عملية سلام تؤدي إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، تحظى اسرائيل باعتراف الدول العربية والإسلامية. يعني انه مقابل اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية ستكسب إسرائيل تطبيع علاقاتها مع سبع وخمسين دولة هي ثلث عدد الدول التي تتشكل منها الأمم المتحدة ولكنها ترفض مثل هذا العرض. رفض إسرائيل للعرض العربي بحد ذاته، يقدم دليلاً إضافياً على أنها ترفض بأي حال من الأحوال الاعتراف بحقوق لشعب يعترف به العالم أجمع، ما يعني أن خيار المفاوضات هو خيار عبثي لا طائل من ورائه سوى تبديد الوقت والجهد والدم. وبغض النظر عما يفكر به هذا الطرف أو ذاك من سياسات وتغييرات، وما قد يتخذه من قرارات، فإن كل ذلك سيبقى بلا معان حقيقية طالما أن البيت الفلسطيني الداخلي مدمر على النحو الذي هو عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنجازات كبيرها وصغيرها مرهونة بحالة القلعة الإنجازات كبيرها وصغيرها مرهونة بحالة القلعة



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday