لا يـبـــدو أن ثمـة فــائـــدة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

لا يـبـــدو أن ثمـة فــائـــدة!

 فلسطين اليوم -

لا يـبـــدو أن ثمـة فــائـــدة

بقلم : طلال عوكل

تعود إلى الواجهة قضية إبريق الزيت في وقت حرج حيث يتحضر الفلسطينيون للقيام بتحركات شعبية وسياسية واسعة في الذكرى السبعين للنكبة، والذي يتزامن مع إصرار الولايات المتحدة الأميركية على افتتاح سفارتها في القدس، الأمر الذي تراه إسرائيل إنجازاً تاريخياً، حتى لو أنه استحق دفع الثمن.
لم يعد أحد يفهم ما هي قصة الرواتب لموظفي القطاع العام في غزة، لا قبل اجتماعات المجلس الوطني ولا بعده، ما تداولته وسائل الإعلام، يشير إلى أن قضية الإجراءات سواء كانت عقابية لحماس أو للناس، قد استحوذت على اهتمام الكثير من أعضاء المجلس، حتى قال الرئيس محمود عباس، إنه لا يمكن له كمسؤول أن يفكر في معاقبة شعبه، وأن الرواتب ستصرف غداً.

كان غداً يعني يوم الجمعة وهو يوم عطلة رسمية، لكن ذلك يعني أنها ستصرف في أقرب وقت.
أراد الموظفون أن يصدقوا بأن البنوك ستفتح أبوابها بين الساعة الثانية والساعة السابعة من يوم السبت وهو يوم عطلة رسمية، أيضاً، إلى أن جاء توضيح من سلطة النقد ينفي مثل هذه الأخبار، فيسلم الموظفون أمرهم إلى يوم الأحد.

يتفاجأ الموظفون بتوضيح من وزارة المالية ينشر على الموقع الرسمي، يشير إلى أنه بناءً على تعليمات القيادة الفلسطينية فقد تم تنفيذ توجيهات الرئيس محمود عباس بتاريخ 3/5 وأنه قد تم صرف رواتب الموظفين في المحافظات الجنوبية بواقع 50% من إجمالي الراتب الأصلي.

ثمة إضافات أخرى وردت في توضيح وزارة المالية، لكنها لا تشير إلى أن الوزارة ستقوم بصرف راتب شهر آذار، الذي لم يصل منه شيء إلى الموظفين، أو أنها ستقوم بصرف الخمسين في المئة من الراتب التي تم خصمها من مخصصات شهر نيسان.

لا أحد قادر على حل هذا اللغز شديد التعقيد، إذ لا يمكن تفسير كلام الرئيس على أنه يقصد ما تم صرفه قبل حديثه في نهاية الجلسة الأخيرة للمجلس، فلقد أحدث كلامه عن الرواتب حالة من الابتهاج والتفاؤل لدى موظفي القطاع العام، قبل أن يصابوا بالاكتئاب نتيجة الصدمة التي تعرضوا لها بعد توضيح وزارة المالية.
أين هي المشكلة يتساءل الموظفون، هل أن الأمور لا تزال على حالها حيث يجري تطبيق الإجراءات مثلما كان الوضع قبل المجلس الوطني، أم أن وزارة المالية لم تتلق تعليمات وقرارات جديدة، قبل مغادرة الرئيس في جولته الخارجية؟

تتسع دائرة الإرباك وبشدة، حين يسمع أو يقرأ الموظفون تصريحات لمسؤولين في حركة فتح، يتمتعون بالمصداقية، من أن السلطة، ستقوم بوقف الإجراءات والعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل شهر آذار العام 2017، حين بدأت السلطة بتطبيق إجراءاتها. وتستمر حالة الإرباك حين يصدر عن أعضاء في المجلس الوطني، وفي المجلس المركزي الجديد، ما يشير إلى أن البيان الختامي الذي نشرته وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية قد خلا من فقرة تم التوافق عليها وتنص على العودة عن الإجراءات التي تم اتخاذها بحق قطاع غزة.

في توضيح وزارة المالية وتحديداً في البند الخامس، تقول الوزارة: "ما زلنا ملتزمين بسداد كامل كلفة الكهرباء الموردة للقطاع، إضافة إلى كامل كلفة المياه والصرف الصحي".

هذا يعني أن الأمور لا تزال على حالها تماماً كما كانت قبل المجلس الوطني وكلام الرئيس، وأن كل ما قيل ويقال لا يتجاوز في أحسن الأحوال، عدم اتخاذ قرارات وإجراءات جديدة إضافية تعمق الأزمة القائمة.
الأزمة لا تزال قائمة فجدول الكهرباء لا يعرف التغير، إذ هي أربع ساعات وصل مقابل ست عشرة ساعة قطع، والقطاع الصحي يعاني أيما معاناة من نقص المستهلكات الطبية والأدوية، أما المواطن فهو في حال من التأزّم يصعب وصفه.
يُقبل الناس على شهر رمضان، الذي سيستنزف من إمكانيات الناس ضعف ما يستنزفه أي شهر آخر في السنة، وينتهي بالعيد، الذي ينطوي على تكلفة أخرى، بحسب التقاليد الفلسطينية الشعبية المتوارثة.

ما ينبغي أن يدركه صاحب القرار، أن هذه الإجراءات في حال استمرارها وتصاعدها، لن تؤدي إلى تمرد الناس على حركة حماس، حتى لو أنهم لا يتعاطفون معها، وأن الحراك الشعبي الذي يجري على الحدود، يحظى بأولوية الناس والحركة.

ثم إن هذه الإجراءات تضرب في العمق، وعي الناس إزاء القضية الوطنية، وتجعل القضايا الحياتية تتصدر اهتماماتهم وتطلعاتهم وتضبط حركتهم.
قد لا يعلم المسؤول بأن آلاف الموظفين، لم يحصل  أي منهم على مئة شيكل من راتبه الشهري الذي تستنزفه القروض، ويستنزفه قرار الخمسين في المئة وهي من الراتب الأساسي أي بعد عدم احتساب كل العلاوات.

لقد تحول الكثير من الموظفين إلى متسولين، عاجزين أمام أبنائهم، حتى عن تغطية تكلفة مواصلات وليس رسوم طلاب الجامعات الذين تمتنع إداراتها عن السماح لهم بتقديم امتحاناتهم النهائية، قبل أن يسددوا الرسوم.

لقد بلغ الأمر بالبعض التفتيش في حاويات الزبالة، بحثاً عن أشياء يمكن الاستفادة منها. مررت على محل لبيع الفواكه لأشتري بعض مما لديه من البرتقال والليمون، بادرني شاب في الثلاثينيات من العمر تصادف وجوده في المكان وكان ينتقي بعض حبات الليمون من المكان الذي يلقي فيه البائع، الخضراوات والفواكه المعطوبة.

تعرف إلي بأنني من يظهر على القنوات التلفزيونية، وقال: هل ترى يا أستاذ إلى أين وصلنا، فأنا مضطر لانتقاء ما أحتاجه من الفواكه التي يفترض أن البائع يلقيها في الزبالة لأنها لم تعد صالحة للتناول الآدمي، لم أملك إلاّ أن طأطأت رأسي فتداركني صاحب الدكان، بأنه يقصد، أن عليك أن تتحدث عما يعانيه الناس في قطاع غزة وهأنذا أكتب، ولكن لا يبدو أن ثمة فائدة!

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يـبـــدو أن ثمـة فــائـــدة لا يـبـــدو أن ثمـة فــائـــدة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday