حول التطورات السياسية المستجدة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

بقلم :طلال عوكل

التفاهمات التي تم التوصل إليها بين النائب محمد دحلان، ووفد حركة حماس، وبين حماس والجانب المصري، ألقت بحجر كبير في المياه الفلسطينية لتزيدها صخباً واضطراباً، فوق ما تعانيه من صخب واضطراب وقلق فضلاً عن أنها عمّقت الشروخ التي تضرب الجسد الفلسطيني الممزق. حتى الآن لم يتم الإعلان من أي طرف عن التفاصيل الكاملة لتلك التفاهمات، والتي إن لم تكن وصلت إلى الأسئلة الصعبة، فإن ما وقع منها حتى الآن، قد يفتح الباب أمام ضرورة الإجابة عن تلك الأسئلة. بعض السذج، يعتقدون أن تلك التفاهمات، لم تأخذ طابعاً سياسياً، بمعنى أن كل طرف بقي عند رؤيته السياسية، والتزاماته، ولكن هؤلاء لا يتجاهلون حقيقة أن كل صغيرة وكبيرة تتصل بالشأن الفلسطيني، تنطوي على أبعاد سياسية.

المهم في الأمر أن حركة حماس أدركت صعوبة أوضاعها، ومحدودية خياراتها، ما جعلها تذهب نحو خيار الانفتاح على القاهرة وعلى ما هو أبعد من خلالها (القاهرة) والتفاهم مع دحلان وفريقه، وهي أي حماس تدرك أن عليها أن تدفع الثمن. تبدي حماس استعداداً للانحناء أمام العاصفة بخلاف ما فعلت خلال السنوات العشر السابقة منذ وقوع الانقلاب والانقسام. كان مثل هذا التحول في رؤية حماس لكيفية التعاطي مع الحسابات السياسية والفصائلية والخيارات والمراهنات، يحتاج إلى رجل قوي قادر على اتخاذ القرار وإلزام الحركة به. يظهر السنوار، باعتباره المنقذ من سوء الحسابات، ويخيب ظنون الذين فسروا انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة على أنه عنوان تصعيد وحروب ومغامرات غير محسوبة. والحقيقة أن انتقال مركز قرار حركة حماس إلى قطاع غزة، بات يلزم قيادتها على الاقتراب أكثر من الواقعية السياسية، ذلك أن حماس وغزة هما اللذان يدفعان ثمن أية سياسات خاطئة.

عدو الأمس، يصبح صديق اليوم والمنقذ، أمر لا يخرج عن مبادئ السياسة فلا عدو أبدياً ولا صديق أبدياً، وتجربة حماس مع علاقاتها الداخلية والخارجية تقدم الكثير من الأمثلة على صحة هذا الاستنتاج.

دحلان هو الآخر، الذي يتمتع بحضور إقليمي، هو صاحب مصلحة في اللجوء إلى هذا الخيار، بعد أن أغلقت أمامه السلطة وحركة فتح كل الخيارات، لكي يعود لاعباً أساسياً، في وسط الملعب وليس على دكة الاحتياط والبدلاء. يعرف دحلان، بأن حركة حماس تملك كل عوامل السيطرة، المادية واللوجستية على قطاع غزة، وهو لا يتطلع إلى منافستها على هذا الصعيد، لكنه يعرف، أيضاً أن حماس موجودة وفاعلة في المشهد السياسي العام، وأنها واقع لا يمكن تجاهله أو القفز عنه، لكن طبيعة التفاهمات، تضمن له القدرة على التعامل مع الوضع الفلسطيني من داخله. أما مصر فإنها تتصرف انطلاقاً من عدة عوامل أولها أنها لا تسمح لنفسها بأن تتخلّى عن دورها ومسؤولياتها تجاه القضية والشعب الفلسطيني، وهي إذا كانت في بعض الوقت أهملت هذا الملف، فإنها اليوم مركز فعل سياسي إقليمي، ولا يمكنها أن تتجاهل أهمية الملف الفلسطيني.

هذا يعني أن ثمة دوافع عقابية للسلطة، أو قرصة أذن كما يقال. والغريب أن السلطة لا تدرك أبعاد ما تفعل. في ضوء ذلك ما كان للمبعوث الأممي فلاديمير أن ينجح في مسعاه الأخير لرأب الصدع بين السلطة وحركة حماس، فالاقتراحات التي حملها، كانت مرفوضة قبل أن يضاف إليها اقتراح بتخلي حماس عن تفاهماتها مع محمد دحلان وفريقه. كان على السلطة أن لا تتصرف من خلال ردات الفعل والعناد في مواجهة هذه التطورات، التي قد تلقى قبولاً من بعض فصائل منظمة التحرير التي لا تقوى على رفض أية حلول من شأنها أن تخفف عن معاناة الناس في غزة. أول الإشارات على هذا الصعيد صدرت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي رحب عضو مكتبها السياسي الدكتور رباح مهنا بأي عمل من أي كان من شأنه أن يخفف من معاناة أبناء القطاع، فماذا لو أن هذه التفاهمات أدت إلى توسيع دائرة الشراكة لتشمل فصائل أُخرى غير طرفيها؟

ثاني هذه العوامل، رؤية مصر لأمنها الإقليمي، ولدور المحيط القريب في تلبية استحقاقات أمنها، فهي مجاورة لثلاث جبهات إن لم يكن أكثر، في جنوبها السودان بكل مشكلاته، وعلى غربها ليبيا بكل مشكلاتها، فضلاً عن قطاع غزة. من المهم بالنسبة لمصر تأمين جبهتها مع قطاع غزة، وثمة أسباب كثيرة، تدعوها لتحسين العلاقة مع حركة حماس، انطلاقاً من رؤيتها هي لدور حماس في حماية أمنها الاستراتيجي. المعادلة مختلّة لصالح مصر، ولذلك من غير المتوقع أن تكون قدمت لحماس، بدون أن تحصل على أضعاف ما تقدمه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول التطورات السياسية المستجدة حول التطورات السياسية المستجدة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday