هل أجاب مؤتمر فتح عن سؤال المستقبل
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

هل أجاب مؤتمر "فتح" عن سؤال المستقبل؟

 فلسطين اليوم -

هل أجاب مؤتمر فتح عن سؤال المستقبل

بقلم : طلال عوكل

أما وقد انتهى المؤتمر السابع لحركة "فتح" إلى ما انتهى إليه، سواء على الصعيد السياسي أو التنظيمي الداخلي، فإن الاختلافات حول تقييم أعماله ومخرجاته إيجاباً أو سلباً لا تعني سوى مواصلة الجدل حول واقعة انعقاد المؤتمر كتحدٍ اعتبره البعض انتصاراً على مؤامرة أو تأكيداً على استقلالية القرار الفلسطيني.

في الواقع قد يلبي المخرج السياسي توجهات حركة "فتح" دون أي معارضة، ما يجعلها أقرب إلى الحزب السياسي منه إلى الحركة الليبرالية التي اتسمت بها "فتح" منذ انطلاقتها. 

منذ خوضه للانتخابات الرئاسية في العام 2005، وفوزه فيها ظل الرئيس محمود عباس ملتزماً بفكر سياسي وبرنامج وخيار لم يحد عنه خلال الاثنتي عشرة سنةً المنصرمة.

مرةً أخرى يقدم الرئيس للمؤتمر برنامجاً سياسياً وافق عليه الأعضاء بالإجماع، ينطوي على وضوح وصراحة، ويحظى بمصداقية عالية، رغم زخم الأحداث والتطورات، ورغم تصاعد المعارضة السياسية الداخلية لهذا البرنامج الذي تحكم عليه العديد من الفصائل بالفشل.

كان واضحاً أن الرئيس محمود عباس قد أقصى كل المعارضين وعزز قدرته على الإمساك بكل الخيوط، وأنه لا يزال يتمتع بقدرة صحية وذهنية تحيل موضوع الخلاف حول الخلافة إلى موضوع ثانوي، حيث يبدو أن الرئيس لا يفكر في التقاعد أو التخلي عن دوره وصلاحياته.

ثلاث ساعات ونصف الساعة، كان خطابه السياسي أمام المؤتمر وقد أظهر ثقةً عاليةً بالنفس وقدم سياقاً منسجماً، ما يعني أنه لا يعاني من شيء. 

في التقييم ثمة فارق بين أن يكون المؤتمر مرضياً ويجيب عن أسئلة أعضاء وكوادر الحركة وقياداتها وإن كان حقق الأهداف المرسومة لانعقاده وبينما إذا كان المؤتمر أجاب على تطلعات ورغبات القوى والجماعات والمواطنين من غير حركة "فتح".

لا يكفي بالنسبة للمواطن الفلسطيني، سياسياً كان أم عادياً، أن يكون المؤتمر ناجحاً فقط حين ينعقد، ويقرر برنامجاً سياسياً مكرراً، وينتخب قيادةً وينتصر على مؤامرة، إن كانت موجودة حقاً أو متخيلة.
يذهب التقييم إلى اتجاهات تطور موازين القوى الداخلية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، وما إذا كانت "فتح" كقائدة لمنظمة التحرير والمشروع الوطني ستكون قادرة على الاحتفاظ بقدرتها على الإمساك بالدفة الوطنية.

من خارج حركة "فتح" تبدو الصورة مختلفة، ففي حين يتضاءل الأمل في نهوض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون قادرة على كسر حدة الاستقطاب الثنائي والتوازن بين حركتي "فتح" و"حماس" فإن مستقبل القرار الوطني مرهون بمن يتفوق من الحركتين على الأخرى.

أشك كثيراً في أن تتغير قناعات وأفكار الفصائل بشأن الشراكة الوطنية بحيث ينتج ذلك وضعاً فلسطينياً مغايراً لا يعطي الفيتو لفصيل. كل الحديث عن الشراكة والاستعداد لإنجاح مثل هذه الشراكة هو حديث تكتيكي، حديث للاستهلاك، فعقلية إقصاء الآخر ما تزال عميقة الجذور عند الفصائل الأساسية.

التنافس محموم وعلى قدم وساق بين حركتي "فتح" و"حماس"، فثمة توازن دقيق تظهره الانتخابات التي تجري في العديد من القطاعات ولا تقتصر على الأطر الطلابية، وحركة "حماس" يحدوها أمل كبير وطموح في أن تتسيد المشهد الفلسطيني.

وإن كانت لا تمانع في أن تقبل ببعض النتائج أو أن تساير بعض المبادرات فإنها تتطلع إلى مرحلة تنتهي فيها مرحلة تسيد حركة "فتح". قد تنجح في إطالة عمر تحكمها في المنظمة أو السلطة، عبر عمليات وخطوات قسرية، ومن خلال تحجيم دور "حماس" في هذه العملية، لكن المسألة تظل تكتيكية ومرحلية.

"فتح" اليوم تحظى بشرعية عربية ودولية، وتحظى بشرعية منظمة التحرير بعيداً عن صناديق الاقتراع، وهي تحظى أيضاً بشرعية تاريخية ونسبياً شعبية، لكن كل هذه الشرعيات غير راسخة وغير مضمونة على المدى الأبعد.

"حماس" تحظى بشرعية شعبية مستندة إلى صناديق الاقتراع، وهي شرعية يبدو أنها تتعمق يوماً بعد الآخر، حتى لو جرت انتخابات جديدة، وهي تحظى بشرعية ثورية نظراً لتمسكها ببرنامج الكفاح المسلح والمقاومة، وقد قطعت شوطاً لا بأس به على طريق اكتساب شرعية تاريخية.

قد تؤمن هذه الشرعيات لكل طرف القدرة على الاستمرار ومراكمة المزيد من أوراق القوة والدعم، لكن في الأخير فإن اللجوء إلى صناديق الاقتراع من شأنه أن يؤدي إلى تكريس أو إضعاف بعض هذه الشرعيات.

الساحة الفلسطينية لا تعمل على قاعدة التكامل واحترام الآخر وبناء الشراكات الوطنية، فكل تراجع لحركة "فتح" هو تقدم لحركة "حماس" وليس لأي طرف آخر، والعكس صحيح. غير أن السنوات العشر المنصرمة منذ وقوع الانقسام تشير إلى أن حركة "حماس" التي صمدت في أحلك وأصعب الظروف وفي ظل حصار شديد لا تزال تسجل لنفسها المزيد من المكتسبات الشعبية بما في ذلك في الضفة الغربية، حيث تسيطر حركة "فتح" على السلطة.

إذن لا يمكن تجاهل السؤال حول ما إذا كان المؤتمر السابع لحركة "فتح" قد سجّل تقدماً وأعطى مؤشرات واعدة نحو تصعيد وتطوير دور الحركة على المستوى الشعبي، أم أنه شكّل انتصاراً لأعضائه وتراجعاً في الحقل العام خصوصاً الشعبي.

على حركة "فتح" أن تجيب عن هذا السؤال المقلق بالنسبة للوطنيين الفلسطينيين، خصوصاً وأن انتصار المؤتمر على جبهة القرار الفلسطيني المستقل ينطوي على تكلفة عالية ستظهر في قدرة الحركة على استعادة الألق والقوة لعلاقاتها مع الرباعية العربية، خصوصاً مصر والأردن.

إذا لم تكن مجريات ونتائج المؤتمر مقنعة للوطنيين الفلسطينيين فإن مقبل الزمن يحمل الحركة وقيادتها مسؤولية كبيرة وتاريخية إزاء سؤال المستقبل ونقصد مستقبل الحركة الوطنية وصناعة القرار الوطني.

المصدر - جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أجاب مؤتمر فتح عن سؤال المستقبل هل أجاب مؤتمر فتح عن سؤال المستقبل



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday