هل يتحول العرس إلى مأتم
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

هل يتحول العرس إلى مأتم؟

 فلسطين اليوم -

هل يتحول العرس إلى مأتم

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

الجولات المكوكية، التي قامت بها لجنة الانتخابات المركزية برئاسة الدكتور حنا ناصر، لم تخرج عن التوقعات، ومآلاتها تكرر عملياً النتائج التي وقعت اكثر من مرة خلال مسيرة البحث والحوار عن معالجات لواقع الانقسام المرير.في كل مرة، وفي هذه المرة، أيضاً، يبدأ العرس بأغان طربية تسعد السامعين، لكنها تنتهي إلى نواح وندب، وتبادل الاتهامات لمن يفسد العرس الذي يجتهد كل طرف في الهروب من المسؤولية عن إفساده.

الدعوة للانتخابات هذه المرة تختلف عن سابقاتها، وليست مبادرة فلسطينية مدروسة، تستهدف ضمان الخروج من مأزق الفشل في البحث عن معالجات للواقع الفلسطيني.
إن كثرة الحديث عن أن الانتخابات استحقاق فلسطيني ينطوي على احترام لإرادة الشعب وحقه في اختيار قياداته وممثليه، لا يمكن له، أن يخفي حالة الارتباط، التي تعم الساحة الفلسطينية خلال تداول هذا الملف.

من بين أحاديث وتصريحات كثيرة، كلها تنضح بالإيجابية لم نسمع من أحد شرحاً لمدى أهمية إجراء الانتخابات، إزاء تغيير الواقع القائم. لم نسمع من أحد، شرحاً لما سينجم عن تلك الانتخابات سوى موشحات الاحترام الكاذب لدور الشعب الذي جرى تغييبه لنحو اثني عشر عاماً.من يجيب عن السؤال الذي يتعلق بمآلات الوضع الفلسطيني بعد الانتخابات، وما إذا كانت تلك الانتخابات ستؤدي إلى تعميق الواقع القائم، أم انها ستقود إلى إعادة صياغة النظام السياسي على أساس الشراكة، التي تقررها صناديق الاقتراع؟.

في الأساس، فإن تكليف لجنة الانتخابات للقيام بدور الوساطة ونقل الرسائل، إزاء ملف معقد جداً، ولا يتوقف عند حدود قضايا وخلافات وعقبات صغيرة ذات طابع فني، في الأساس فإن هذا التكليف كان يرفع علامة استفهام، حول إمكانية النجاح في تذليل العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات.وترفع علامة استفهام أخرى، الأداء الفصائلي، الذي لا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى التعامل الإيجابي مع الناس من أجل تحقيق الفوز في أي انتخابات ستجري.

ردود حركة حماس الابتدائية بالموافقة على اجراء الانتخابات، التشريعية والرئاسية، على نحو متتال، وليس متزامنا، لم يكن بالتأكيد موقفاً نهائياً، فلقد ارفقت حماس وعديد الفصائل موافقتها بما يمكن اعتباره شروطاً، مقنعة عملياً، لكنها لم تكن مقبولة من حركة «فتح».المطالبة بحوار وطني رفيع المستوى مسؤول ومقرر، أمر لا يخرج عن المنطق، بما انه يستهدف تحقيق توافق وطني هو شرط أساسي لإنجاح الانتخابات، لكنه عملياً، يعيد الأوضاع إلى النقطة التي وقفت عندها اتفاقيات المصالحة، وحكمت بالفشل على مبادرة الفصائل الثمانية.

الرد من قبل حركة فتح كان متوقعاً، فلو انها وافقت من قبل على انعقاد  اجتماع قيادي من هذا المستوى، لكان الوضع الفلسطيني، على نحو مختلف عما هو عليه الآن.
هي مسألة حسابات متناقضة، ومتصادمة، تحول دون الخروج من مأزق الانقسام الذي لم يعد فلسطيني واحد لا يدرك مدى خطورته على الشعب والقضية الفلسطينية.
عند هذه النقطة، والخلاف حولها، نعتقد ان لجنة الانتخابات المركزية ستتوقف عن دورها في الوساطة، ذلك أن الخلافات تفوق قدرتها على المعالجة.

والآن ما هي السيناريوهات المتوقعة، لتخطي ذلك الخلاف، فهل سيتم إقفال هذا الملف، والعودة إلى مربع تبادل الاتهامات لمن يصادر حق الشعب، أم ان ثمة امكانية لإجراء الانتخابات، وان جرت فأي نتائج ستتولد عنها؟هذا بطبيعة الحال قبل أن نصل إلى العقبة الاسرائيلية التي تتعلق بالقدس، والتي لا يمكن اجراء الانتخابات دون مشاركة المقدسيين.
إن كان لأحد أن يتهمني باستدعاء الأسوأ، فإنني أشير إلى احتمال ان يصدر الرئيس مرسوما باجراء الانتخابات التشريعية فقط، وتحديد زمانها، وعلى اساس قانون النسبية الكامل، الذي جرى إقراره عام 2007.

الاراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس تكون دائرة واحدة، الأمر الذي سيضع حماس، ومن يؤيدها من الفصائل في حيص بيص، فإن هي شاركت في الانتخابات بقوائم تكون قد خضعت للامر الواقع، وان قاطعت تكون فقدت فرصة تجديد الشرعية. في هذه الحالة فإن إجراء الانتخابات التشريعية على هذا النحو من شأنه أن يقدم لنا مجلساً تشريعياً، شبيهاً بالمجلس الوطني، الذي تغيب عن المشاركة فيه فصائل أخرى عدا «حماس» و»الجهاد الإسلامي».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتحول العرس إلى مأتم هل يتحول العرس إلى مأتم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday