هل يتحول العرس إلى مأتم
أخر الأخبار

هل يتحول العرس إلى مأتم؟

 فلسطين اليوم -

هل يتحول العرس إلى مأتم

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

الجولات المكوكية، التي قامت بها لجنة الانتخابات المركزية برئاسة الدكتور حنا ناصر، لم تخرج عن التوقعات، ومآلاتها تكرر عملياً النتائج التي وقعت اكثر من مرة خلال مسيرة البحث والحوار عن معالجات لواقع الانقسام المرير.في كل مرة، وفي هذه المرة، أيضاً، يبدأ العرس بأغان طربية تسعد السامعين، لكنها تنتهي إلى نواح وندب، وتبادل الاتهامات لمن يفسد العرس الذي يجتهد كل طرف في الهروب من المسؤولية عن إفساده.

الدعوة للانتخابات هذه المرة تختلف عن سابقاتها، وليست مبادرة فلسطينية مدروسة، تستهدف ضمان الخروج من مأزق الفشل في البحث عن معالجات للواقع الفلسطيني.
إن كثرة الحديث عن أن الانتخابات استحقاق فلسطيني ينطوي على احترام لإرادة الشعب وحقه في اختيار قياداته وممثليه، لا يمكن له، أن يخفي حالة الارتباط، التي تعم الساحة الفلسطينية خلال تداول هذا الملف.

من بين أحاديث وتصريحات كثيرة، كلها تنضح بالإيجابية لم نسمع من أحد شرحاً لمدى أهمية إجراء الانتخابات، إزاء تغيير الواقع القائم. لم نسمع من أحد، شرحاً لما سينجم عن تلك الانتخابات سوى موشحات الاحترام الكاذب لدور الشعب الذي جرى تغييبه لنحو اثني عشر عاماً.من يجيب عن السؤال الذي يتعلق بمآلات الوضع الفلسطيني بعد الانتخابات، وما إذا كانت تلك الانتخابات ستؤدي إلى تعميق الواقع القائم، أم انها ستقود إلى إعادة صياغة النظام السياسي على أساس الشراكة، التي تقررها صناديق الاقتراع؟.

في الأساس، فإن تكليف لجنة الانتخابات للقيام بدور الوساطة ونقل الرسائل، إزاء ملف معقد جداً، ولا يتوقف عند حدود قضايا وخلافات وعقبات صغيرة ذات طابع فني، في الأساس فإن هذا التكليف كان يرفع علامة استفهام، حول إمكانية النجاح في تذليل العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات.وترفع علامة استفهام أخرى، الأداء الفصائلي، الذي لا يشير لا من قريب ولا من بعيد إلى التعامل الإيجابي مع الناس من أجل تحقيق الفوز في أي انتخابات ستجري.

ردود حركة حماس الابتدائية بالموافقة على اجراء الانتخابات، التشريعية والرئاسية، على نحو متتال، وليس متزامنا، لم يكن بالتأكيد موقفاً نهائياً، فلقد ارفقت حماس وعديد الفصائل موافقتها بما يمكن اعتباره شروطاً، مقنعة عملياً، لكنها لم تكن مقبولة من حركة «فتح».المطالبة بحوار وطني رفيع المستوى مسؤول ومقرر، أمر لا يخرج عن المنطق، بما انه يستهدف تحقيق توافق وطني هو شرط أساسي لإنجاح الانتخابات، لكنه عملياً، يعيد الأوضاع إلى النقطة التي وقفت عندها اتفاقيات المصالحة، وحكمت بالفشل على مبادرة الفصائل الثمانية.

الرد من قبل حركة فتح كان متوقعاً، فلو انها وافقت من قبل على انعقاد  اجتماع قيادي من هذا المستوى، لكان الوضع الفلسطيني، على نحو مختلف عما هو عليه الآن.
هي مسألة حسابات متناقضة، ومتصادمة، تحول دون الخروج من مأزق الانقسام الذي لم يعد فلسطيني واحد لا يدرك مدى خطورته على الشعب والقضية الفلسطينية.
عند هذه النقطة، والخلاف حولها، نعتقد ان لجنة الانتخابات المركزية ستتوقف عن دورها في الوساطة، ذلك أن الخلافات تفوق قدرتها على المعالجة.

والآن ما هي السيناريوهات المتوقعة، لتخطي ذلك الخلاف، فهل سيتم إقفال هذا الملف، والعودة إلى مربع تبادل الاتهامات لمن يصادر حق الشعب، أم ان ثمة امكانية لإجراء الانتخابات، وان جرت فأي نتائج ستتولد عنها؟هذا بطبيعة الحال قبل أن نصل إلى العقبة الاسرائيلية التي تتعلق بالقدس، والتي لا يمكن اجراء الانتخابات دون مشاركة المقدسيين.
إن كان لأحد أن يتهمني باستدعاء الأسوأ، فإنني أشير إلى احتمال ان يصدر الرئيس مرسوما باجراء الانتخابات التشريعية فقط، وتحديد زمانها، وعلى اساس قانون النسبية الكامل، الذي جرى إقراره عام 2007.

الاراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس تكون دائرة واحدة، الأمر الذي سيضع حماس، ومن يؤيدها من الفصائل في حيص بيص، فإن هي شاركت في الانتخابات بقوائم تكون قد خضعت للامر الواقع، وان قاطعت تكون فقدت فرصة تجديد الشرعية. في هذه الحالة فإن إجراء الانتخابات التشريعية على هذا النحو من شأنه أن يقدم لنا مجلساً تشريعياً، شبيهاً بالمجلس الوطني، الذي تغيب عن المشاركة فيه فصائل أخرى عدا «حماس» و»الجهاد الإسلامي».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتحول العرس إلى مأتم هل يتحول العرس إلى مأتم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

GMT 13:04 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

معلول يكشف أن معدن لاعب "الأهلي" يظهر وقت الأزمات

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday