في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

في ذكرى رحيله .. ماذا أنتم فاعلون؟

 فلسطين اليوم -

في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

الذكرى الخامسة عشرة، لاغتيال الزعيم ياسر عرفات «أبو عمار»، هذا العام لا تختلف كثيراً، عن سابقاتها، فالحال هو الحال، والحسرة على غيابه، لا تمحوها السنون. منذ رحيله، وخلال الخمسة عشر عاماً، يشعر الفلسطينيون بأن واقعة الاغتيال والغياب قد وقعت بالأمس بالرغم من أن الاحتلال بقي على طبيعته، عدوانياً، توسعياً، عنصرياً، لا يتورع عن اغتيال كل شيء، كل الحقوق، كل الأرض، كل الأحلام والأجيال. لكن الفلسطينيين لم يبقوا على حالهم.

غريب ومحل استنكار ورفض، التعامل مع عرفات، وكأنه ينتمي إلى هذه الفئة أو تلك، والأغرب أن يصبح إحياء ذكرى رحيله، موضوعاً للاختلاف، والتجاذبات.يمكن أن نحصي أسماء القادة الكبار، الذين تركوا بصمات واضحة على صفحات التاريخ، والوطنية الفلسطينية، غير أن عرفات مسألة مختلفة. عرفات صاحب شرف إطلاق الفكرة الأولى لتأسيس حركة فتح، باعتبارها حركة تحرر وطني فلسطينية، وهو صاحب شرف إطلاق الرصاصة الأولى، التي أشعلت الثورة الفلسطينية المعاصرة. عرفات هو أحد أبرز بُناة الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وهو من وضع الحصان الفلسطيني أمام العربة القومية والإسلامية.

لم يكن عرفات زعيماً لحركة فتح على أهمية ذلك، لكنه كان، أيضاً، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الشعب الفلسطيني، انه قائد فوق فئوي، ولذلك كان من الواجب، ألا يقتصر الاهتمام بمسيرته وذكرى رحيله، على حركة فتح.
المكانة التي يحظى بها عرفات، ويعترف له الجميع بأحقيته فيها، تستدعي من كل فصيل، وكل جماعة، أن تبادر إلى إحياء ذكرى رحيله. أما أن يختلف الفلسطينيون على هذا الأمر، فإن ذلك مؤشر من عديد المؤشرات، على مدى رداءة الحال الذي وصل إليه الفلسطينيون بعد رحيله.ذات مرة، في إحدى المناسبات الاحتفالية، قدم الشهيد عرفات المرحوم جورج حبش على أنه قائد فلسطين، فبادره حبش بالإعلان أن للثورة الفلسطينية قائدا واحدا هو ياسر عرفات. مثل غيره، اختلف حبش وعديد القادة الفلسطينيين مع عرفات ومراراً وقع ذلك، ولكن ثمة إجماعا عليه كقائد لمنظمة التحرير وللثورة الفلسطينية، في مثل هذه المناسبات يتجاوز الأمر، المحاكمات والتقييمات الشاملة، الظاهرة من مستوى ياسر عرفات، فهو بما أنه إنسان، والإنسان خطّاء، فإن يخطئ، أيضاً، لكن أخطاءه نسبية تختلف بين كل من يحاول أن يفعل ذلك.

غير أن الموضوعية تقتضي، وبعيداً عن المقارنات، أن ميزان إيجابياته، ومواصفاته، ودوره، يرجح كثيراً على ميزان سلبياته وأخطائه، حتى لو جاء التقييم من قبل أكثر معارضيه سلبية.في كل عام، حين تمر ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات، يتذكر الناس، المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

صحيح أن التحقيقات الدولية والوطنية، بخصوص أسباب وفاته والطرف أو الأطراف التي تقف وراء ذلك، قد توقفت، ولم تعد موضوعاً للتداول، بسبب تواطؤ قوى دولية مع الكيان الاحتلالي، لكن ذلك لا يغير من قناعة الشعب الفلسطيني. ثمة إجماع فلسطيني، بأن زعيمهم، قد تعرض للاغتيال على يد المجرم المحتل، وأن ثمة تواطؤا دوليا، بعضه بسبب الضغط الذي مارسته وتمارسه الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعضهم الآخر، من موقع الشراكة في الجريمة، والبعض لا يجرؤ على أن يقول كلمة حق في وجه استعمار ظالم.

بعد عشرات المحاولات التي قام بها «الموساد» لاغتيال عرفات، كان لا بد من أن يتوقع الفلسطينيون أنهم سيصلون إليه، ذلك أن تغييبه تغييب لنهج، وتغييب لقيم، وإنهاء لمرحلة، لتدشين مرحلة أخرى. مع رحيل عرفات، انتهت مرحة الزعيم الذي لا يغلق الخيارات، وانتهت مرحلة التوافق الوطني، لتبدأ مرحلة التمزق والانقسام. عرفات تعرض للاغتيال نهاية العام 2004، وفي العام التالي يقرر شارون إعادة الانتشار في غزة والتخلي عن المستوطنات، وفي العام الذي يليه تجري انتخابات تشريعية، تشرع الأبواب أمام بداية مرحلة الانقسام الخطير الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ويلحق أضراراً استراتيجية بوحدة وقدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة.

إن من يتتبع تطورات الأحداث، منذ قرار تغييب ياسر عرفات حتى اليوم، سيصل إلى نتيجة واضحة، لا مجال للاختلاف حولها، وهي أن اغتيال الزعيم الفلسطيني، كان مقدمة لتنفيذ مخطط إسرائيلي توسعي، يدرك الجميع، إلى أين وصل، وما الذي تحقق منه. وبغض النظر عن رواد وقادة هذه المرحلة، فإن المنطق يقول إنه كان على الفلسطينيين، التصرف على نحو مختلف تماماً لما وقع ويخدم مخططات الاحتلال، التي كان أولى خطواتها إنهاء حياة زعيم الشعب الفلسطيني.

 

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل يتحول العرس إلى مأتم؟

لبنان في الطريق إلى المجهول

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday