هي الحرب وعليكم أن تستعدوا لخوضها
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

هي الحرب وعليكم أن تستعدوا لخوضها

 فلسطين اليوم -

هي الحرب وعليكم أن تستعدوا لخوضها

طلال عوكل
بقلم :طلال عوكل

حاملاً على ظهره الإنجاز الذي حصل عليه من توأمه الرئيس الأميركي، المسمى صفقة القرن، يصول نتنياهو ويجول، بحثاً عن مزيد من الدعم والإنجازات الوهمية، استفادة مما تبقى له من وقت لإنقاذ مستقبله السياسي، المهدد فعلياً سواء بالنتائج المرتقبة للانتخابات، أو بالملاحقات القضائية. نتنياهو يخوض حملته الانتخابية مبكراً، ومستغلاً استمرار

وجوده على رأس حكومة عرجاء، بدون أن يلتفت الى ما يدور حوله في المنطقة والعالم، حيث ينجح الفلسطينيون في إغلاق الدوائر العربية والإقليمية والإفريقية والدولية في وجه الصفقة التي يحتفل بإنجازها. الطريق أمام الفلسطينيين لا يزال مفتوحاً على اتساعه، لمحاصرة تلك الصفقة، وأصحابها الذين يتعاملون بخفة شديدة، مع ما يمكن أن ينجم

عن تطبيق تلك الصفقة على مستقبل إسرائيل، عمرها ووجودها. نعلم أن غطرسة القوة الإسرائيلية المدعومة، بغطرسة القوة الأميركية، يمكن ان تدفع الأحداث نحو الهاوية، بدون إبداء اي اهتمام بقيمة ودور المجتمع الدولي، لكنهما تكرران تجربة النظام العنصري في جنوب افريقيا، الذي سقط تحت وطأة العزلة، والاستخفاف بمواقف وأدوار

الآخرين. كانت تجتاحه رغبة جامحة في ان يبدأ باتخاذ وفرض إجراءات تطبيق القانون الإسرائيلي على منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، والمستوطنات، قبل الانتخابات، لكن نتنياهو اضطر بسبب التدخل الأميركي لتأجيل ذلك، والا لكان اقام احتفالاً عرمرمياً، حتى لو ادى الى اضطراب كبير في الضفة الفلسطينية، وفي كل أنحاء الوطن

الفلسطيني. يخترع بديلاً عن ذلك، البدء برسم خرائط جديدة لإسرائيل، تشمل المناطق في الضفة والقدس التي ستضاف الى حدود عام 1948 لكن الأميركي يقول له مرة اخرى، ان إنجاز مثل هذه الخرائط هو من وظيفة لجنة مشتركة. غير ان النصائح الأميركية لنتنياهو، بتأجيل البدء في تنفيذ الصفقة وإحالة رسم الخرائط الى لجنة مشتركة، لا

يعني ان الإدارة الأميركية قد تفكر بالتراجع عن دعم عملية تنفيذ الصفقة، أو انها يمكن ان تفكر بإدخال تعديلات عليها، حتى تكون مقبولة من الفلسطينيين. ترامب كما نتنياهو، لا يعير اهتماماً لمواقف المجتمع الدولي، فهو منذ بدايات عهده، اعلن الحرب على الأمم المتحدة، واعلن حروبا على الكل بما في ذلك الحلفاء التاريخيون للولايات المتحدة ما

عدا إسرائيل. ولا يعير ترامب كما نتنياهو للأصوات الداخلية الرافضة للخطة والمحذرة من تداعيات السياسة الأميركية المنحازة كليا لإسرائيل، بما في ذلك آراء شخصيات معروفة بولائها الصهيوني مثل مارتن انديك، العضو في "ايباك"، وبما في ذلك مئة وسبعة أعضاء كونجرس من الديمقراطيين الذين عبروا عن رفضهم للصفقة، ليس من باب

تبني الحقوق الفلسطينية وإنما من باب مدى خطورتها على الولايات المتحدة. هذا يعني ان موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسياسة الأميركية إزاء ذلك، سيكون واحداً من القضايا المثارة في برامج الانتخابات الأميركية، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو امر لم يحصل قبل ذلك. وبغض النظر عن طريقة وخلفيات إثارة هذا الملف

خلال الحملات الانتخابية، ان كان من باب التحريض الديمقراطي على المرشح الجمهوري، او كان ذلك بسبب أدراج الصفقة كأحد اهم إنجازات ترامب، فإن المواطن الأميركي سينخرط في هذا الصراع، الأمر الذي يوسع من دائرة وعي الأميركيين لحقائق هذا الصراع، والدور الذي تلعبه بلادهم إزاءه. لقد جرب الإسرائيليون مؤشرات على

ردود الفعل الفلسطينية على تلك الصفقة خلال ما يعرف بأسبوع الغضب، حيث سقط ستة شهداء فلسطينيين، قاموا بعمليات طعن أو دهس، أو إطلاق نار، هذا بالإضافة الى إصابات أخرى، نتيجة المواجهات التي وقعت على مفترقات الطرق في معظم المدن والقرى في الضفة. بعض المسؤولين الأمنيين السابقين، أخذوا يحذرون من أن تنفيذ الصفقة

من شأنه ان يضيف جبهة مواجهة أخرى، في الضفة بالإضافة الى جبهة غزة وجبهة الشمال. أسبوع الغضب كان مجرد مؤشر، ليس أكثر بالرغم من عدم توقف التنسيق الأمني، فكيف حين تشرع إسرائيل في تنفيذ الصفقة، ويضطر الفلسطينيون الى تنفيذ قراراتهم بشأن كل ما يتصل بالعلاقة مع إسرائيل كما رتبتها اتفاقية أوسلو؟ لهذا يصب كل

من كوشنير ونتنياهو غضبهما على الرئيس محمود عباس، على أنه المحرّض على ما يعتبرونه إرهاباً، وكأنهم ينتظرون منه، أن يكتفي بإعلان رفض الصفقة وبأقل قدر ممكن من الكلمات. عجيب أمر هؤلاء الساسة في هذا الزمن الأغبر، إذ يتوقعون ذبح الضحية، دون ان يصدر عنها اي صوت أو حركة. نتنياهو يعلن مفهومه للإرهاب، بما يشمل

السكين والبندقية والدهس والحجر، ولذلك فإنه يحضر لحملة عسكرية وأمنية واسعة في الضفة والقدس، وفي الوقت ذاته يرفع عقيرته، بالتهديد لغزة، ويحضر للقيام بحملة عسكرية كبيرة. والحقيقة أن نتنياهو لو كان في حساباته أن عدواناً واسعاً على غزة، يمكن ان يساعده على انقاذ نفسه، لكان فعلها دون تردد لكنه يخشى أن تطيح الصواريخ،

بما تبقى له من شعبية. ما ينبغي للأميركان والإسرائيليين أن يعرفوه، بأنهم، قد اعلنوا الحرب على فلسطين ومن يناصرها، منذ أن اتخذ ترامب قراره بشأن القدس، وان الفلسطينيين جديرون بخوض هذه الحرب متسلحين بقوة الحق. غير انه إذا كان من اعلنوا الحرب على الفلسطينيين قد جندوا كل إمكانياتهم في المعركة، الا ان الفلسطينيين لا

يزالون يعانون من نقطة ضعف قاتلة، تتصل باستمرار الانقسام، وهو أمر لا يمكن لفلسطيني وطني أن يقبله. أما وان إنهاء الانقسام قد بات واجباً، وضرورياً، فإن إنجاز هذا الملف اليوم، بات أكثر إلحاحاً، حتى لو ان ذلك سيكلف الفلسطينيين ثمناً كبيراً، فوق ما دفعوه من أثمان ستكون أقل تكلفة من ضياع الحقوق.

قد يهمك أيضا :  

التـاريـخ لـن يـغـفـر للمـغفّـليـن

  هم أعادوا الصراع إلى بداياته

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي الحرب وعليكم أن تستعدوا لخوضها هي الحرب وعليكم أن تستعدوا لخوضها



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday