لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة
أخر الأخبار

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

 فلسطين اليوم -

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

في وقت صعب يمر فيه لبنان، حتى أصبح على حافة الهاوية، يشكل الانفجار الضخم الذي تعرضت له بيروت، نقلة خطيرة، في الصراع على لبنان وفي لبنان. الاحتجاجات لم تتوقف، والشلل يصيب الدولة بكل مفاصلها، في ظل انهيار اقتصادي وتدهور قيمة الليرة اللبنانية، من دون أن يملك أي طرف وصفة للحل أو وقف حالة الانهيار.

«حزب الله» في الواجهة، فهو متهم بالسيطرة على السلطة وهو متهم بتنفيذ أجندات خارجية، ومتهم، أيضاً، بحماية نظام الفساد، وهو الآن متهم من قبل فرق لبنانية بالمسؤولية عن الانفجار.
التجاذبات اللبنانية الداخلية تجد من يقف وراءها، ويحرض على انفجار الوضع، ورفع الغطاء عن المقاومة.

لا شك أن لإسرائيل والولايات المتحدة دوراً أساسياً فيما يتعرض له لبنان. هذا الحلف، يعمل كل الوقت بصورة مباشرة ومكشوفة عبر اعتداءاته على لبنان وسورية، وإحراج «حزب الله»، وتصعيد التحريض الشعبي، والحزبي ضده. وبالاضافة إلى ذلك تتعاون بعض الدول العربية، التي دفعت مبالغ ضخمة، وقدمت أسلحة للمعارضة السورية العنيفة بكل مسمّياتها، لإسقاط نظام الأسد، وإقفال سورية، أمام إيران، و»حزب الله».

تراقب هذه المجموعة الدولية والإقليمية، تدهور الأوضاع في لبنان من دون أن تقدم يد المساعدة، إلاّ بشرط يعلن عنه البعض، ويتحفز بشأنه بعض آخر، ويتعلق بإنهاء المقاومة، وسحب سلاح «حزب الله». إذاً هو صراع وتصفية حسابات إقليمية ودولية على لبنان الدولة، ولبنان الميدان.

من الواضح أن ثمة مواد شديدة الانفجار، مخزّنة في مرفأ بيروت منذ عام 2014 بحسب تصريح رئيس الوزراء، الذي يصفه مناوئو «حزب الله»، بأنه دمية في يد الحزب، ويحمّلونه جزءاً من المسؤولية، طالما أنه يعرف بوجود هذه المواد ولم يفعل شيئاً.

الانفجار الضخم ترك دماراً كبيراً وخسائر تقدّر بنحو ثلاثة إلى خمسة مليارات من الدولارات، فضلاً عن أكثر من مئة ضحية، وأربعة آلاف جريح. الخزانة اللبنانية فارغة، ولا تقوى على تحمُّل مثل هذا العبء، بينما المساعدات التي تقدم للبنان على خلفية الكارثة، لا تحمل سوى مواد علاجية وإغاثية، أو مجرد تعاطف لغوي لا يضمّد جراحاً. مرّة أخرى الكارثة رغم ضخامتها، لن تجد من يمدّ يد المساعدة الحقيقية لإنقاذ لبنان.

فالإنقاذ الحقيقي الممكن مرهون بشرط إزاحة «حزب الله» وسلاحه عن المشهد. بالتأكيد يشكل الانفجار فرصة إضافية لتصعيد التحريض على «حزب الله» والدولة اللبنانية. ولذلك فإن الباب أصبح مفتوحاً على مصراعيه، لإشعال المزيد من النيران في التركيبة اللبنانية الهشة.

من تابع تصريحات وردود أفعال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يصاب بالذهول ولا يترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة تعرف بالضبط ما الذي حصل. في أوّل تصريح له قال ترامب إن الانفجار يبدو وكأنه هجوم ثم تلا ذلك تصريح يقول بأن بعض الجنرالات يرجّحون وقوع هجوم أو انفجار قنبلة في بيروت. بعد ذلك قال ترامب إن انفجار بيروت ناجم عن قنبلة ما بحسب اعتقاد خبراء عسكريين، أتبعه بتصريح يتجاوز الاعتقاد، ويتحدث عن ترجيح خبراء عسكريين بأن الانفجار ناتج عن قنبلة ما.

يبدو أن «حزب الله» سيجد نفسه أمام خيارات محدودة، كلها تؤدي إلى واحد من أمرين؛ فإما استمرار الصمود على حاله، الصمت والامتناع عن الرد الفاعل ضد إسرائيل، وإما أن يجد نفسه مجبراً على القيام بعمل كبير لوقف حالة الاستنزاف التي تمارسها إسرائيل كل الوقت.

من الواضح أن إسرائيل في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بالحكومة ورئيسها، ستواصل حرب الاستنزاف، للتغطية على تلك الأزمات من خلال استدعاء خطر قومي وجودي، لا تتوفر مقوماته في هذه المرحلة. إذا كان لبنان يتعرض لمؤامرة خارجية تستجيب لها قوى داخلية، فإن حدة الصراع الإقليمي، لا بد وأن تدفع المنطقة إلى شفير حرب واسعة.

لبنان مستهدف بدوره ومقاومته، ومستهدف بثرواته من الغاز والنفط في شرق المتوسط، وإسرائيل هي الطامع الأساسي. الذي يسعى بكل وسيلة لوضع اليد والسيطرة على كل تلك الثروات، وإخراج لبنان وسورية من دائرة التأثير الإيراني.

العرب منشغلون بعضهم في ترميم أوضاعه الداخلية، وبعضهم ينخرط بطريقة مباشرة وغير مباشرة، في الصراعات التي تجتاح المنطقة، والأغلبية منهم يعرفون الحقيقة ولكنهم إما لا يجرؤون أو يتواطؤون مع استراتيجيات وأهداف إسرائيل التوسعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كاريكاتير سعيد الفرماوي

GMT 08:37 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 04:55 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 13:27 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 04:23 2019 السبت ,04 أيار / مايو

النجاحات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday