لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

 فلسطين اليوم -

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

في وقت صعب يمر فيه لبنان، حتى أصبح على حافة الهاوية، يشكل الانفجار الضخم الذي تعرضت له بيروت، نقلة خطيرة، في الصراع على لبنان وفي لبنان. الاحتجاجات لم تتوقف، والشلل يصيب الدولة بكل مفاصلها، في ظل انهيار اقتصادي وتدهور قيمة الليرة اللبنانية، من دون أن يملك أي طرف وصفة للحل أو وقف حالة الانهيار.

«حزب الله» في الواجهة، فهو متهم بالسيطرة على السلطة وهو متهم بتنفيذ أجندات خارجية، ومتهم، أيضاً، بحماية نظام الفساد، وهو الآن متهم من قبل فرق لبنانية بالمسؤولية عن الانفجار.
التجاذبات اللبنانية الداخلية تجد من يقف وراءها، ويحرض على انفجار الوضع، ورفع الغطاء عن المقاومة.

لا شك أن لإسرائيل والولايات المتحدة دوراً أساسياً فيما يتعرض له لبنان. هذا الحلف، يعمل كل الوقت بصورة مباشرة ومكشوفة عبر اعتداءاته على لبنان وسورية، وإحراج «حزب الله»، وتصعيد التحريض الشعبي، والحزبي ضده. وبالاضافة إلى ذلك تتعاون بعض الدول العربية، التي دفعت مبالغ ضخمة، وقدمت أسلحة للمعارضة السورية العنيفة بكل مسمّياتها، لإسقاط نظام الأسد، وإقفال سورية، أمام إيران، و»حزب الله».

تراقب هذه المجموعة الدولية والإقليمية، تدهور الأوضاع في لبنان من دون أن تقدم يد المساعدة، إلاّ بشرط يعلن عنه البعض، ويتحفز بشأنه بعض آخر، ويتعلق بإنهاء المقاومة، وسحب سلاح «حزب الله». إذاً هو صراع وتصفية حسابات إقليمية ودولية على لبنان الدولة، ولبنان الميدان.

من الواضح أن ثمة مواد شديدة الانفجار، مخزّنة في مرفأ بيروت منذ عام 2014 بحسب تصريح رئيس الوزراء، الذي يصفه مناوئو «حزب الله»، بأنه دمية في يد الحزب، ويحمّلونه جزءاً من المسؤولية، طالما أنه يعرف بوجود هذه المواد ولم يفعل شيئاً.

الانفجار الضخم ترك دماراً كبيراً وخسائر تقدّر بنحو ثلاثة إلى خمسة مليارات من الدولارات، فضلاً عن أكثر من مئة ضحية، وأربعة آلاف جريح. الخزانة اللبنانية فارغة، ولا تقوى على تحمُّل مثل هذا العبء، بينما المساعدات التي تقدم للبنان على خلفية الكارثة، لا تحمل سوى مواد علاجية وإغاثية، أو مجرد تعاطف لغوي لا يضمّد جراحاً. مرّة أخرى الكارثة رغم ضخامتها، لن تجد من يمدّ يد المساعدة الحقيقية لإنقاذ لبنان.

فالإنقاذ الحقيقي الممكن مرهون بشرط إزاحة «حزب الله» وسلاحه عن المشهد. بالتأكيد يشكل الانفجار فرصة إضافية لتصعيد التحريض على «حزب الله» والدولة اللبنانية. ولذلك فإن الباب أصبح مفتوحاً على مصراعيه، لإشعال المزيد من النيران في التركيبة اللبنانية الهشة.

من تابع تصريحات وردود أفعال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يصاب بالذهول ولا يترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة تعرف بالضبط ما الذي حصل. في أوّل تصريح له قال ترامب إن الانفجار يبدو وكأنه هجوم ثم تلا ذلك تصريح يقول بأن بعض الجنرالات يرجّحون وقوع هجوم أو انفجار قنبلة في بيروت. بعد ذلك قال ترامب إن انفجار بيروت ناجم عن قنبلة ما بحسب اعتقاد خبراء عسكريين، أتبعه بتصريح يتجاوز الاعتقاد، ويتحدث عن ترجيح خبراء عسكريين بأن الانفجار ناتج عن قنبلة ما.

يبدو أن «حزب الله» سيجد نفسه أمام خيارات محدودة، كلها تؤدي إلى واحد من أمرين؛ فإما استمرار الصمود على حاله، الصمت والامتناع عن الرد الفاعل ضد إسرائيل، وإما أن يجد نفسه مجبراً على القيام بعمل كبير لوقف حالة الاستنزاف التي تمارسها إسرائيل كل الوقت.

من الواضح أن إسرائيل في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بالحكومة ورئيسها، ستواصل حرب الاستنزاف، للتغطية على تلك الأزمات من خلال استدعاء خطر قومي وجودي، لا تتوفر مقوماته في هذه المرحلة. إذا كان لبنان يتعرض لمؤامرة خارجية تستجيب لها قوى داخلية، فإن حدة الصراع الإقليمي، لا بد وأن تدفع المنطقة إلى شفير حرب واسعة.

لبنان مستهدف بدوره ومقاومته، ومستهدف بثرواته من الغاز والنفط في شرق المتوسط، وإسرائيل هي الطامع الأساسي. الذي يسعى بكل وسيلة لوضع اليد والسيطرة على كل تلك الثروات، وإخراج لبنان وسورية من دائرة التأثير الإيراني.

العرب منشغلون بعضهم في ترميم أوضاعه الداخلية، وبعضهم ينخرط بطريقة مباشرة وغير مباشرة، في الصراعات التي تجتاح المنطقة، والأغلبية منهم يعرفون الحقيقة ولكنهم إما لا يجرؤون أو يتواطؤون مع استراتيجيات وأهداف إسرائيل التوسعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday