المجلس الوطني بين المعلوم والمجهول
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

المجلس الوطني.. بين المعلوم والمجهول

 فلسطين اليوم -

المجلس الوطني بين المعلوم والمجهول

بقلم : طلال عوكل

المتابع عن قرب للشأن السياسي الفلسطيني، بإمكانه أن يتنبأ إن كان انعقاد اللجنة التحضيرية التي دعا إليها رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، سيؤدي إلى تحسين المناخ الوطني الداخلي، وخطوة نحو البدء بتطبيق المصالحة، أم إنه سيشكل عقبة كبيرة تدفع الانقسام نحو متاهات جديدة.

لم يكن أمام حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، سوى القبول بالمشاركة في اجتماعات اللجنة التحضيرية، خاصة بعد أن تم تجاوز عقدة المكان، حيث تشكل بيروت حاضنة مقبولة للجميع، هذا بالإضافة إلى أن الحركتين تعوزهما المبررات المنطقية المقبولة، في حال قررتا رفض المشاركة؛ حيث سيبدو ذلك على أنه مؤشر غير إيجابي إزاء الحاجة لدفع المصالحة الوطنية.

على أن المشاركة في اجتماعات بيروت لا تحمل دلالة استعداد الحركتين لأن تواصلا المشاركة في كل الخطوات السابقة التي تبدو على أنها تلبي الحاجة لإعادة بناء المؤسسة الوطنية الفلسطينية، ابتداءً من أهمها وهي منظمة التحرير الفلسطينية، ولم شمل التمثيل الفلسطيني.

كان من الفروض أن يكون قد بدأ حوار وطني جامع قبل موعد انعقاد اللجنة التحضيرية للاتفاق على الخطوات اللاحقة، والأهداف المرجوة، لكن من بيده القرار ينطلق من دوافع أخرى، ليس من بينها التخلي عن التحكم في القرار الفلسطيني، أو التوصل إلى شراكة حقيقية من شأنها أن تشكل تحولاً تاريخياً على وفي جسم المؤسسة الوطنية.

قيل إن حركة "حماس" تشترط أو تأمل في أن تحصل على نسبة 40% من عضوية المجلس الوطني، هو شرط قديم، طرحته الحركة في ثمانينيات القرن الماضي حين لم تكن تملك الوزن الجماهيري والسياسي الذي تملكه الآن.

من حق "حماس" أن تفكر بهذه الطريقة كما من حق أي فصيل فلسطيني أن يحترم ويقيم وزنه، طالما أنه لا مجال لسبب أو آخر الاستناد إلى نتائج صندوق الاقتراع. عند الدخول في تفاصيل تشكيلة المجلس الوطني، تصطدم مطالبة "حماس" بجواب يقول: إن حركة "فتح" لا تملك هذه النسبة في تراكيب المجالس الوطنية المتعاقبة.

إذا كانت "حماس" تطالب بنسبة 40% ومثلها "فتح"، والبقية للفصائل، فإن المجلس الوطني لن يكون وطنياً، حيث سيتم إبعاد المستقلين، وممثلي النقابات والمجتمع المدني ومؤسسات الشعب الفلسطيني. وأيضاً كانت "فتح" صاحبة الأغلبية الشعبية والمطلقة في عضوية المجالس الوطنية، وحتى في المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، لكن مصدر هذه الأغلبية لم يكن ناجماً عن النسبة الرسمية لحركة "فتح" كأكبر الفصائل الفلسطينية، سواء في زمن غابر أو في هذا الزمان. رسمياً "فتح" ممثلة في اللجنة التنفيذية للمنظمة بعضوين، بالإضافة إلى رئيسها، لكن هذا التمثيل الرسمي المحدود، لم يكن يوماً ليمنعها من أن تكون صاحبة القرار نظراً لتركيبة اللجنة التنفيذية التي تتشكل من ممثلي الفصائل والمستقلين.

هكذا ستبدو مطالبة "حماس"، على أنها نسف كامل لتركيبة المنظمة وهو أمر غير مقبول البتة من قبل الفصائل الأخرى، ما يضع الحركة أمام خيارين صعبين، فهي إما تقبل الالتحاق والانخراط في مؤسسات المنظمة من موقع ثانوي حتى لو كان بعدد من الممثلين أكثر من بقية الفصائل ما عدا "فتح"، وإما أن ترفض فتكون سبباً في تعطيل مسيرة إعادة بناء الوضع الفلسطيني.

هذه الحسبة غير موجودة بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي التي لا ترى أن ثمة ما يميزها على نحو واضح عن فصائل أخرى، حتى ترفع مطالبها إلى الحد الأدنى الذي يدفعها إلى مأزق الخيارات المغلقة.

في الواقع ليست حركة "حماس" وحدها التي ستواجه مأزق الخيارات المغلقة، فحين يتقرر عقد جلسة المجلس الوطني في رام الله، وعبر تقنية الفيديو كونفرنس، لمن لا يستطيعون الحضور وهم كثر، فإن الفصائل التي أعلنت رفضها للمكان ستجد نفسها في مأزق، ذلك أنها ستجد نفسها أمام قرار: إما المقاطعة وإما المسايرة والقبول بما سيأتي لاحقاً من خطوات.

ثمة مغامرة كبيرة في أن تشترط فصائل في المنظمة تغيير مكان انعقاد المجلس لضمان مشاركتها، فيما هي تعرف أنه لا مجال لدى صاحب القرار لأن يقبل بشرط تغيير المكان، ولكل أسبابه. السؤال المؤجل الذي ينتظر هذه الفصائل هو: هل ستنفض يدها واعترافها بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، في حال لم تعجبها الخطوات اللاحقة أم أنها ستقبل بتهميش نفسها.

من الطبيعي أن هذه الدورة للمجلس الوطني ستنعقد بعضويته الحالية التي تتجاوز السبعمائة عضو، بعد أن تم إغراق المجلس بعضويات كثيرة في العام 1996، على خلفية استغلال المجلس كفرصة للحصول على الرقم الوطني.

مع هذه العضوية الواسعة جداً، سيكون من الصعب إدارة حوار ونقاش حول جدول أعمال كامل، والأرجح أن النوايا لا تتجه لأن تكون دورة المجلس الذي ينعقد بعد ثمانية وعشرين عاماً، كما كانت الدورات السابقة. 

صحيح أن المجلس عقد دورة بغزة في العام 1996، لكنها كانت مخصصة للنظر في تغيير بعض بنود الميثاق الوطني كتلبية لأحد اشتراطات "أوسلو"، ومن قبل لتلبية اشتراطات أميركية أعقبت انعقاد دورة المجلس في الجزائر في العام 1988.

باختصار فإن الدافع لعقد دورة المجلس الوطني، هو إجراء تعديلات وتغييرات على تركيبة المجلس المركزي، وعلى نحو خاص اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. في المجال السياسي لا مجال لقبول حركة "فتح" بمناقشة أي شيء خارج عن إطار البرنامج الذي تقدم به الرئيس محمود عباس أمام المؤتمر السابع للحركة وتمت الموافقة عليه بالإجماع.

كيفما قلبت الأمور، فإن الخطوات اللاحقة المترتبة على اجتماع اللجنة التحضيرية لن تخرج عن الوجهة التي يرسمها الرئيس عباس، والأهداف المطلوب تحقيقها، ما يعني أن الساحة الفلسطينية مقبلة على المزيد من التوتر في العلاقات الداخلية، ونحو تعميق الانقسام، وإضافة المزيد من العقبات أمام إمكانية تحريك قطار المصالحة المتعطل منذ ثماني سنوات.

في المحصلة، فإن ما يجري منذ كثير من الوقت يبين الفارق بين أصحاب الخبرة الطويلة، والحنكة في إدارة الأوضاع الداخلية وبين محدثي التجربة، الذين ما أن يخرجوا من مطب حتى يقعوا أو يوقعهم أصحاب الخبرة في مطب آخر قد يكون أصعب. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجلس الوطني بين المعلوم والمجهول المجلس الوطني بين المعلوم والمجهول



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 05:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 10:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

بطل أسترالي سابق يستبعد كسر حاجز الساعتين في الماراثون

GMT 16:32 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحيم سترلينغ يكشّف تفاصيل صدامه مع خوان ماتا

GMT 05:33 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهر سعد يشارك في مؤتمر الكنفدرالية المغربية للشغل

GMT 11:35 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مميزة لتنسيق الجاكيت للمحجبات من وحي مدونات الموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday