متى يصبح للكلام معنى
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

متى يصبح للكلام معنى؟

 فلسطين اليوم -

متى يصبح للكلام معنى

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

كالعادة، حين يتعرض الشعب الفلسطيني وحقوقه إلى انتهاك صارخ من قبل إسرائيل، تكثر الدعوات والمطالبات بإنهاء الانقسام الفلسطيني ومن دون شرح طويل حول خطورته. نظرياً وعملياً يتفق كل الفلسطينيين على رفض ما يسمى بـ "صفقة القرن"، بكل فصولها التي تم تنفيذها والتي تنتظر، ولكن هذا الاتفاق العام، ينطوي على ثغرة كبيرة في ظل استمرار الانقسام، فلا استراتيجية وطنية موحدة، ولا برنامج نضالي موحد، ولا آليات تحرك متفق عليها.

من الواضح أن الاتفاق على رفض "صفقة القرن"، وعنوانها الراهن "خطة الضم"، لا يبرر ولا يعفي أحداً، أو يمنح أحداً صك البراءة إزاء المسؤولين عن استمرار الانقسام.
أكثر من هذا، لا تتفهم الفصائل مدى أهمية السياسة المتبعة لمواجهة "الصفقة" و"خطة الضمّ"، السلطة وحركة "فتح"، والمنظمة بما هي عليه، تجتهد في تشكيل جبهة عالمية لمنع تنفيذ قرار الضمّ، وتواصل خطابها السياسي والدبلوماسي من المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق تشير مصادر مختلفة إلى أن السلطة قدمت لـ "الرباعية الدولية" خطة بديلة لـ "صفقة القرن"، كخط اعتراضي، ولتحشيد المجتمع الدولي للعمل من أجل إفشال ما تبقى من "صفقة القرن"، باعتبارها تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي.
إنه خطاب الضحية، من دون عنجهية، في مواجهة خطاب الغطرسة، وتحدي القانون الدولي من قبل دولة الاحتلال.

ينتج هذا الخطاب، تظاهرات عارمة في سبع عشرة مدينة إيطالية، رفضاً للضم. وينتج هذا الخطاب قراراً للبرلمان البلجيكي يرفض قرار الضم ويدعو الحكومة لاتخاذ إجراءات عقابية في حال تنفيذ الضم. وينتج هذا الخطاب، حراكاً واسعاً في الولايات المتحدة الأميركية، من تصريحات للمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن إلى توقيع العشرات من أعضاء الكونغرس عريضة تتضمن رفضاً لقرار الضم، ومحاولات أولية من قبل أعضاء آخرين يجمعون توقيعات جديدة تنطوي على عقوبات وتطالب بخصم ما يصرف على المستوطنات من المساعدة الأميركية لإسرائيل البالغة 3,8 مليار دولار سنوياً. وينتج هذا الخطاب موقفاً واضحاً من قبل صديق إسرائيل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يعبر فيه عن قلقه من أن هذه المخططات لن تحقق لإسرائيل أهدافها من تحديد حدود لدولة إسرائيل، بل ستضرب المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد.

جونسون هو الآخر يعتبر الضم مخالفاً للقانون الدولي، ويتمنّى أن لا يخرج للعلن، وإلاّ فإنه لن يعترف بالتغيير على حدود 1967، سوى ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.. هذا المنتج يشكل جزءاً من مواقف وردود أفعال المجتمع الدولي، والأهم من بين هؤلاء، أصدقاء إسرائيل تاريخياً، وهم لا يزالون يبدون حرصاً شديداً على بقاء وتفوق الدولة العبرية.

هي بداية تشكل وعياً عالمياً إزاء المخاطر التي تنجم عن السياسة الإسرائيلية التوسعية العنصرية، وبداية تفهم أعمق للرواية الفلسطينية على الأقل كما تطرح اليوم، والتي تقوم على اجتزاء الحقوق الفلسطينية إلى ما تقرره الشرعية الدولية.

لسنا بصدد استعراض كل ردود الفعل والمواقف عربياً وإسلامياً ودولياً على قرار الضم، الذي يصرّ نتنياهو على تنفيذه، حتى لو أنه لم ينجح في أن يفعل ذلك في اليوم الذي حدده سابقاً وهو الأول من تموز الجاري.
وفي المقابل فإن الخطاب الجذري الثوري الذي تنادي به بعض الفصائل ويلحقها العديد من الكتّاب، والذي يطالب المنظمة بقلب الطاولة كلياً ودفعة واحدة، يظل مفيداً، ولكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية، ويتجاهل مدى أهمية الدور الدولي، الأمر الذي قد يفهم البعض منه، انه يستهدف توريط الآخر الفلسطيني، أو التعليم عليه.

من المناسب، جداً أن تكون المعارضة متشددةً وأن تواصل تأكيدها على الأبعاد الاستراتيجية وخطاب الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين التاريخية، لكن ذلك مشروط بوحدة النظام السياسي، وتفهم كل طرف للطرف الآخر، وفي اطار توزيع الأدوار وتكامل الأداء.

في الأخير فإن المعركة لمنع تنفيذ "خطة الضم"، حتى لو نجح الفلسطينيون في تحقيقها، وثمة شك كبير في ذلك، بسبب اصرار نتنياهو على المضي قدماً في استغلال ما تبقّى من وقت لترامب، فإن التقييم الواقعي يشير إلى أن الأمور تندفع نحو الصراع المفتوح على كل الأرض وكل الحقوق. إذاك يبدو من غير الضروري الاستعجال في المطالبة فلسطينياً بالاندفاع نحو هذه المرحلة طالما أن إسرائيل تتكفل بذلك.
المهم في هذه المرحلة، عزل إسرائيل والولايات المتحدة دولياً، ومنع إسرائيل من تحقيق اختراقات على صعيد التطبيع مع بعض العرب، وبما ينسف مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية بالاجماع في بيروت عام 2002.

ثمة درس آخر، وهو أن ثمة ضرورة لإعادة بناء الوعي الفلسطيني والعربي في الاتجاه الذي يعيد النظر في موقع الولايات المتحدة، والتي تضع نفسها على رأس قائمة أعداء الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية، هي كانت كذلك وتستمر في ذلك، حتى لو نجح بايدن الديمقراطي في الفوز برئاسة البيت الأبيض. دروس تاريخية كثيرة تستوجب التجربة استخلاصاً، لكن المقام لا يتّسع للحديث عنها بإسهاب.

قد يهمك أيضا :  

  الفلسطينيون تحت خط المسؤولية

يكثر الطامعون ويغيب المشروع العربي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يصبح للكلام معنى متى يصبح للكلام معنى



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday