تفاءلوا بالخير قد تجدوه
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تفاءلوا بالخير قد تجدوه

 فلسطين اليوم -

تفاءلوا بالخير قد تجدوه

بقلم - طلال عوكل

هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي تتوفر لها الظروف ومقومات إنهاء الانقسام.

ساعة الانقسام توقفت، بغض النظر عن الأجواء السلبية التي تسود الوضع الفلسطيني، منذ ان اتخذت حكومة الوفاق القرار بالخصم من رواتب الموظفين.

لا ضرورة للسؤال حول الاتفاقيات السابقة، فتلك تمت في ظروف ووفق موازين قوى وحسابات مختلفة كما هو عليه الحال اليوم، فما كان يصلح بالأمس قد لا يصلح اليوم، بخلاف بعض القراءات التي تتسم بالسلبية ازاء ما ورد في خطاب عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، فقد تضمن خطابه رسائل إيجابية واضحة. الشروط التي طرحها الحية، ليست شروطا بما تعنيه الكلمة، وانما هي عملياً طلبات بأن تتراجع حكومة الوفاق عن الخطوات التي اتخذتها حتى اللحظة فيما يتعلق برواتب الموظفين، او فيما يتعلق بموضوع تشغيل محطة توليد الكهرباء.

من غير المتوقع ان يكون رد حماس، متجاهلا كرامة وكبرياء الحركة، ولكنه في الجوهر يتجه نحو التوافق مع خارطة الطريق التي طرحها الرئيس وينتظر جواباً عليها بنعم او لا.
من المرات القليلة التي يصدر فيها اعتذار من الناطق الرسمي باسم حماس فوزي برهوم، وعلنياً إزاء الإساءة للرئيس التي صدرت عن بعض أعضاء ومناصري حركة حماس إبان الاحتجاجات على قرار خصم الرواتب.

الاعتذار اتخذ طابعاً فرديا، اسنده باعتذار مماثل الدكتور احمد يوسف، الأمر الذي يعكس نظرة جديدة. اذ تعودت قيادات الحركة الإساءة للرئيس والحديث عن عدم شرعيته، ولا داعي بالتذكير بأقرب هذه التصريحات التي كان آخرها على لسان الدكتور صلاح البردويل الذي صدرت عنه تصريحات إيجابية متوازنة بعد لقاءات وفد من الحركة مع عضوي اللجنة المركزية لفتح روحي فتوح واحمد حلس. ينطوي ما تحدث به البردويل الذي اشار الى توافقات لم تستكمل بعد، ولن يكون مستبعداً ان يتم استكمالها خلال المدة التي حددها الرئيس في الخامس والعشرين من هذا الشهر.

على خط مواز تتحرك قطر ووفق مبادرة سابقة، تأخرت عن الرد عليها الى ما قبل نحو عشرة ايام. والى جانب ذلك وعلى صلة بالأمر يجري إعادة تلميع المبادرة السويسرية بشأن رواتب موظفي حركة حماس. ما يجري من مداولات بعيداً عن الإعلام، يشير الى ان الوفد السداسي الذي شكله الرئيس من أعضاء اللجنة المركزية ينتظر نتائج اللقاءات التي يجريها كل من فتوح وحلس. حتى يأتي للتوقيع في اطار احتفالي، بما يلبي موقف الرئيس الذي يطرح معادلة النعم او اللا بدون حوارات جديدة من قبل لجنة مركزية فتح.

من الواضح ان حركة حماس قد أدركت عمق الأزمة، والظروف والعوامل الدولية والإقليمية والعربية الضاغطة على السلطة وعلى الوضع الفلسطيني برمته. وتدرك حماس اليوم اكثر من اي وقت مضى، أبعاد الخطر الشديد الذي تحدث عنه الرئيس عباس واستخدمه في إطلاق تهديداته الجدية، لإنقاذ الوضع الفلسطيني بأقل الخسائر الممكنة، وتدرك حماس ان ثمة قرارا دوليا وعربياً واقليمياً بوضعها على لائحة الشطب السياسي، ما لم تتحرك الحركة نحو الاندراج في النظام السياسي الفلسطيني وفق شروطه، مع الاحتفاظ بمواقفها واستراتيجياتها، وحتى معارضتها للعملية السلمية واتفاقية اوسلو.

المعادلة المطروحة، التي طرحها خليل الحية، تتصل بما الذي توافق عليه حركة حماس، مما طرحه الرئيس، وله صلة بالمبادرة القطرية.

الحديث عن المبادرة القطرية، يتصل بالاستعجال في تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، اي برنامج الرئيس، وبأن تسلمه حماس الحكم فعليا لحكومة التوافق الوطني، ثم تحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، بعد ستة اشهر. موضوع المجلس الوطني، من المرجح ان تكون له صيغة مختلفة وآليات ومواعيد مختلفة.

هذا يعني ان الحوارات التي تتم من خلال فتوح وحلس، ستشمل أيضا الاتفاق على كيفية إخراج ما يتم الاتفاق عليه، بدون ان تشعر حماس بأنها تخلت عن كبريائها، واختارت الخضوع لشروط الرئيس عباس واللجنة المركزية. من المهم جدا، ان لا تبدو المسألة على انها محكومة لمعادلة منتصر ومهزوم، او ان تبدو حركة حماس وفصائل اخرى على انها تزحف على بطنها توسلاً للخلاص من قدر يعتقد البعض انه اصبح محتوماً، لذلك فإن مطالبة حماس بأن يكون الاتفاق وطنيا اي بحضور ومشاركة فصائل العمل الوطني، تبدو انها مطالبة منطقية ومقبولة.

نعم من الافضل للجميع ان يتخذ الاتفاق طابعا وطنيا، حتى لو كان انضاجه من خلال حوارات ثنائية بين فتح وحماس، ذلك ان المسؤولية الوطنية والمصلحة الوطنية تقتضي عدم التضحية بأي فصيل وبأية امكانيات فلسطينية، خصوصا في ظل المجهول القادم.

اذن، موضوع انهاء الانقسام لم يكن له علاقة لا بالرغبة ولا بالنوايا ولا بالمناشدات، وانما يتصل في الجوهر، بكون ذلك يشكل استحقاقاً وطنياً لا مجال لتجاهله والابقاء على حالة الانقسام.

ومرة أخرى بعد الألف، افترض بداهة، ان تتوفر لدى كل القوى الفلسطينية القناعة بأن استعادة الوحدة وإعادة غزة الى غلاف السلطة، تستحق ان يضحي الكل الفلسطيني من اجل تحقيقها، الانقسام كلف الفلسطينيين اثماناً باهظة رغم انه يشكل خسارة صافية للقضية، فكيف وما هو الثمن الذي يتطلبه هدف إنجاز الوحدة الوطنية ووحدة المؤسسة والقرار وبناء شراكات على أسس جديدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاءلوا بالخير قد تجدوه تفاءلوا بالخير قد تجدوه



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday