المراجعة تعني أن كل شيء سيتغير
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

المراجعة تعني أن كل شيء سيتغير

 فلسطين اليوم -

المراجعة تعني أن كل شيء سيتغير

بقلم : طلال عوكل

لا تختلف التحضيرات لعقد المجلس المركزي في دورته الثامنة والعشرين عن ما تعود عليه الفلسطينيون في مثل هذه المحطات المهمة على الرغم من أن مرحلة جديدة تستدعي تغيير أشكال وأساليب العمل الداخلي وذلك في إطار الحاجة لتغيير كل شيء بما يتناسب وطبيعة المرحلة.

إذا كان على المجلس المركزي كمحطة تشريعية في غياب المجلس الوطني، أن يراجع بجد ومسؤولية المرحلة السابقة التي تمتد لحوالى ربع قرن من الزمان فلقد كان من المفروض أن ينخرط كل الفاعلين، مؤسسات وفصائل وأفراداً مثقفين وأكاديميين ومفكرين ونشطاء سياسيين واجتماعيين في حوار عميق من أجل التوصل إلى استنتاجات تحظى بثقة وإجماع الشعب الفلسطيني.

نشطاء المجتمع، يعقدون الندوات، والمؤتمرات، واللقاءات، ويجرون النقاشات بعيداً عن استعداد القيادات العليا، للاستفادة من مخرجات تلك النشاطات ما يُعمِّق أزمة الثقة بين الرأي العام الفلسطيني وبين قياداته وفصائله الوطنية.

لا أحد يستمع إلى أصوات المعبّرين عن الرأي العام، فكل طرف يعتقد أنه هو الذي يمثل الرأي العام، وأنه الأكثر أهلية، لاتخاذ القرارات التي تخدم الشعب والقضية.

حتى النقاشات التي تدور في أروقة المجلس على مدار يومين، لا تخرج عن سياق الخطب والكلمات، والمطالبات، وفي النهاية يجد الأعضاء أنفسهم أمام بيان تقدمه لجنة صياغة، تكون قد حضرت مسوّدته قبل انعقاد المجلس كما يتضح من واقع الحال.

هكذا هي آلية اتخاذ القرارات، كما تعودت عليها المؤسسات الوطنية العامة، وهي آلية لا تتفق والحاجة الماسة، التي تفرض الاستفادة من الخبرات الوطنية في مرحلة خطيرة، هي جديدة كل الجدة عن المرحلة السابقة. 

اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كان عليها أن تنخرط في سلسلة اجتماعات مباشرة بعد أن أعلن ترامب عن قراره بشأن القدس، لكنها لم تعقد سوى اجتماع واحد، عشية انعقاد دورة المجلس المركزي، ليصدر عنها بيان عام لا يحمل مؤشرات الانتقال إلى مرحلة جديدة مختلفة.

يزداد المشهد ارتباكاً وتشوشاً، وسلبية، بسبب امتناع حركتي حماس والجهاد الإسلامي عن المشاركة، ومشاركة رمزية من قبل الجبهة الشعبية، التي تكتفي بإرسال مذكرة أو بيان تقدم فيه وجهة نظرها إزاء القرارات المطلوب اتخاذها. 

لم نكن نتوقع أو نتمنى أن تتخذ هذه الأطراف الفاعلة، مثل هذا القرار بالمقاطعة، ذلك أن مشهد توحد الفلسطينيين أمام شعبهم وأمام المجتمع العربي والدولي، أكثر أهمية من المبررات التي تطرح لتفسير قرار الامتناع عن المشاركة. 

يطالب الفلسطينيون العرب والمسلمين بأن يتوحدوا على حماية الحقوق الفلسطينية والعربية، فيما الفلسطينيون غير موحدين ولو شكلياً ويطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي بإنصاف الحق الفلسطيني والتوحد حول قرارات الأمم المتحدة، فيما الفلسطينيون مختلفون حتى على حضور اجتماع. 

الانقسام إذاً لا يزال يشكل العنوان الأبرز للعلاقات الداخلية الفلسطينية، ولا تزال الحسابات الفئوية هي التي تسيطر على طريق التفكير السياسي للفصائل في وقت تشكل فيه الوحدة الوطنية الرد الأول وربما الأهم في مواجهة تحديات المرحلة القادمة.

المرحلة القادمة، تحمل في طياتها وعلى نحو واضح وصريح، سياسة أميركية إسرائيلية، تقوم على مصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية الواحد تلو الآخر فبعد القدس، حق العودة، وملف الحدود.

هي الحرب يعلنها التحالف الأميركي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقوقه وعلى قرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص، ما يستدعي تكاتف كل الفلسطينيين، وإعادة بناء كل حجر فلسطيني وكل مؤسسة وابتداءً بتعريف المشروع الوطني.

لا سبيل للمراوغة واللف والدوران، إزاء ضرورة إقفال مرحلة أوسلو بالشمع الأحمر، فلقد سبق أن فعلت إسرائيل ذلك قبل سنوات طويلة، لا بد من الخروج من نفق أوسلو، والقيود التي يفرضها على الفلسطينيين، وإعادة النظر في طبيعة وجوهر وأشكال العلاقة مع الاحتلال بما يستدعي وقف كل أشكال التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية. 

وبالتقييم الموضوعي العلمي، لأشكال العلاقة مع إسرائيل لا بد من الإعلان الواضح والصريح، عن وقف أي مفاوضات سياسية وغير سياسية في إطار البحث عن السلام إن كان هناك مجال لسلام. 

المجلس المركزي مطلوب منه أن يحدد الرؤية المستقبلية للصراع وأشكال خوضه في هذه المرحلة، إذ لم يعد ثمة وقت يمكن هدره وتستفيد منه إسرائيل.
هذا يعني أن على المجلس أن يتخذ قرارات إبداعية، ذات طبيعة عملية إجرائية ملزمة للمنظمة والسلطة الوطنية، والكل الفلسطيني. 

إذا كان الأمر على هذا النحو، فإن التاريخ سيحاسب كل من يتخلف عن المشاركة، النظرية والعملية، وبما يقصي مناخات الاشتباك بدعوى أن هناك من لم يشارك في صياغة القرار.

معلوم أن مثل هذه المراجعة، النقدية، التي يفترض أن تفضي إلى سياسات جديدة، وممارسات مختلفة، لن تمر هكذا من دون ثمن، فالتحالف الأميركي الإسرائيلي، سيستخدم كل ما لديه من قوى ووسائل لتدفيع الفلسطينيين ثمن هذا التمرد على سياساتهم ومخططاتهم.

الزمن مهم، فالقرارات ينبغي أن تجد طريقاً سريعاً إلى التنفيذ العملي من دون أي تردد أو تأخير، فالوقت من دم ودموع وحقوق فإن كان على الفلسطينيين أن يدفعوا مثل هذا الثمن فليكن في ساحة المواجهة الشاملة مع الاحتلال وحلفائه، وليس في انتظار التدخلات من هنا أو هناك، أو المراهنة على تغييرات ووعود كاذبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراجعة تعني أن كل شيء سيتغير المراجعة تعني أن كل شيء سيتغير



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday