إسرائيل الآن وإسرائيل دائماً
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

إسرائيل الآن وإسرائيل دائماً

 فلسطين اليوم -

إسرائيل الآن وإسرائيل دائماً

بقلم :طلال عوكل

محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت المسؤول الأول عن الأمن في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم، تثير الكثير من الأسئلة، التي قد تحمل الإجابات عنها بعض المؤشرات، التي تنتظر قطاع غزة في عهد المصالحة.

ثمة أهمية كبيرة، لا أظنّ أن حماس تتجاهلها، لمعرفة وإلقاء القبض على الجُناة، ومن يقف خلفهم ذلك أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حصر الهدف بالانتقام من اللواء أبو نعيم.

من وجهة نظر موضوعية، يشكل أبو نعيم هدفاً دسماً للقوى المعادية، سواء كانت إسرائيل أو الجماعات المتطرفة والسلفية، فهو أسير مُحرَّر، والمسؤول المباشر عن تنفيذ التفاهمات الأمنيةمع مصر، فضلاً عن أنه أحد أبرز المتحمّسين للمصالحة، والمحاورين من أجل إتمام الاتفاق بشأنها من طرف حركة حماس.

استهداف أبو نعيم، ينطوي على رسالة قوية، فإذا كان من السهل الوصول للمسؤول الأول عن الأمن، فإن الوصول إلى غيره من المسؤولين في قائمة المستهدفين.

والأرجح أن لا تكون المحاولة الفاشلة التي استهدفت أبو نعيم هي الأخيرة، ذلك أن الفاعلين، لا تتوقف أهدافهم عند شخص مسؤول بعينه.

أما الرسالة الأخرى، فإنها تذهب إلى، ضعف الإجراءات الأمنية، في حماية المسؤولين، ما يضرب اعتزاز حركة حماس بمنظومتها الأمنية، وبقدراتها على هذا الصعيد، خاصة بعد اغتيال الشهيد فقهاء وهو الآخر أسير محرر قبل بضعة أشهر.

وثمة رسالة أخرى لا يجوز إغفالها، عن مجريات التحقيق الذي أكدت التجربة أنها على الأرجح ستنتهي بإلقاء القبض على الفاعل، وهي أن على حركة حماس أن تتحسّب إزاء احتمال وجود اختراقات أمنية من قبل أطراف معادية.
أما عن الجهة المسؤولة، أو المرجح أن تكون مسؤولة عن هذا العمل الإجرامي فإنها لا تتعدّى ثلاثا هي: إسرائيل، والجماعات السلفية المتطرفة، وأصحاب المصلحة في بقاء الانقسام.
إسرائيل صاحبة مصلحة في إجهاض وإفشال جهود المصالحة، ذلك أنها اعتبرت الانقسام ذخراً استراتيجياً، وفر لها الذرائع لإضعاف الحالة الفلسطينية، ومواصلة تنفيذ مخططاتها التوسعية والاستيطانية.

حتى الآن تبدي إسرائيل مقاومة شديدة لأي مبادرة سلام، أو تحرك سياسي، يقوم على أساس رؤية الدولتين. لقد مكنها واقع الانقسام من أن تنكر وجود شريك فلسطيني، وأن تشكك في الشرعية الفلسطينية، ولذلك فإن المصالحة تنزع منها هذه الذخيرة وتبطل الذرائع والمبرّرات التي تعتمدها كل الوقت، وفي الوقت ذاته لا تملك إسرائيل الذرائع والغطاء الدولي، للقيام بعمل كبير من أجل إفشال المصالحة كما فعلت بعد اتفاقية الشاطئ العام 2014.

لقد أصبحت المصالحة لأسباب سياسية دولية وعربية مطلباً ملحاً، ما يشكل ضغطاً كبيراً على إسرائيل، ويضعف قدرتها على إفشال المصالحة. لذلك قد تلجأ إلى القيام بعمليات من النوع الذي وقع بحق أبو نعيم، وفي الوقت ذاته تتهرب من المسؤولية عمّا تفعله.

الحظ وضعف خبرة المنفذ هما اللذان أنقذا أبو نعيم، وأدّيا إلى إصابته، وخروجه من المستشفى وهو في حالة جيدة، خلال وقت قصير.

أما الجهة الثانية المرشحة لأن تكون المسؤولة عن العملية، فهي الجماعات السلفية المتطرفة، التي لا تروق لها وحدة الحال الفلسطينية، لأن أجنداتها وأهدافها بعيدة كل البعد عن الوطنية الفلسطينية.

هذه الجماعات تلقت ضربات موجعة من جهاز الأمن الداخلي المسؤول عنه أبو نعيم، حيث هناك مئات منهم يقبعون في السجون، ليس آخرهم مسؤول هذه الجماعات الذي نجحت أجهزة الأمن في اعتقاله قبل أسابيع قليلة.

وفي الواقع، فإن التزام حماس بتنفيذ التفاهمات مع مصر وأهمها الالتزامات الأمنية، قد شكل الشعرة التي قصمت ظهر البعير، حيث إنها تشكل عائقاً كبيراً أمام حركة الأفراد والسلاح من وإلى قطاع غزة، فضلاً عن أنها قد تتطلب من حماس تقديم معلومات للجانب المصري عن هذه الجماعات.

الحرب بين حماس وهذه الجماعات لم تعد باردة، ولا بقيت طي الكتمان، وهي تضع حماس أمام تحديات ومسؤوليات كبيرة، ذلك أن هذه الجماعات تريد أن تقول إنها تملك إمكانيات العمل، وإلحاق الأذى بأي مسؤول في حماس.

عند هذه النقطة، وإذا لم تبادر حماس إلى ملاحقة واجتثاث هذه الجماعات، فإن الأمر قد يُفضي إلى حالة من الفلتان الأمني والفوضى والصراع الدموي في قطاع غزة، خاصة في هذه المرحلة الرمادية التي تمر فيها عملية انتقال السلطة إلى الحكومة الفلسطينية، بما يستدعي ذلك من تغيرات على مستوى الهيكلية والمسؤوليات.

في كل الحالات ومهما كانت نتائج وآثار وترتيبات المصالحة على المستوى الأمني، فإن حماس لا تستطيع التهرب من مسؤولياتها إزاء إمكانية تنامي نشاط القوى والجماعات السلفية المتطرفة، التي استفادت من مناخ الحكم في غزة خلال مرحلة الانقسام ولا يهمها إن كان ما تقوم به يخدم إسرائيل أو سواها.

أخيراً فإن المتضررين من المصالحة، وهم ليسوا حصرياً في حماس فإنهم لا يملكون الجرأة والإمكانية للقيام بأعمال من هذا المستوى الخطير، وقد يراهنون على تعظيم العقبات التي تقف في طريق المصالحة دون أن يُعَرِّضوا أنفسهم للخطر المباشر.

في كل الحالات فإن إسرائيل هي المستفيدة من وراء هذه المحاولة، سواء كان الهدف انتقاميا، أو لإفشال المصالحة، أو لإرباك الساحة الداخلية بالفلتان الأمني والفوضى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل الآن وإسرائيل دائماً إسرائيل الآن وإسرائيل دائماً



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday