العنصرية تفضح كلمة الديمقراطية
آخر تحديث GMT 17:29:13
 فلسطين اليوم -

العنصرية تفضح كلمة الديمقراطية

 فلسطين اليوم -

العنصرية تفضح كلمة الديمقراطية

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

كان لا بد أن تتوحد مشاعر ومواقف وتحليلات الفلسطينيين، إزاء المفاضلة بين نتنياهو وغانتس ليس فقط لأن الاثنين ينتميان إلى نفس الفريق اليميني المتطرف ويتبنيان سياسات واستراتيجيات عنصرية واستعمارية توسعية. ثمة مفارقة مهمة جداً وعميقة في أبعادها، وهي أن نتنياهو كان الأشد وضوحاً وقبحاً إزاء رؤيته لمستقبل الصراع، وبالتالي مستقبل إسرائيل، فهو يدفع الأوضاع نحو صراع مفتوح، وهو أيضاً العنصر الأشد تأثيراً في إنهاء كذبة الديمقراطية، ويستعجل الكشف عن حقيقة الدولة بما أنها دولة استعمارية عنصرية توسعية.

التحولات التي يديرها نتنياهو على النظام السياسي، وإزاء العلاقة مع الفلسطينيين والمحيطين العربي والدولي، تشير إلى حقيقة أن القلعة تهزم من داخلها، وأن العوامل الخارجية فقط تلعب دوراً مساعداً.
في الظروف الراهنة والقريبة لا يمكن المراهنة على تغير جذري في موازين القوى، يسمح بإرغام إسرائيل على التحول نحو التعاطي الجدي مع عملية سلام تستند إلى قرارات الأمم المتحدة، أو إلحاق هزيمة بدولة مدججة بأسلحة الدمار الشامل وتحظى بدعم أميركي مطلق.

ما يقوم به نتنياهو الذي يضع مصلحته الشخصية فوق مصالح الدولة والمجتمع والطبقة السياسية، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى انهيار المنظومة التي تنتسب للديمقراطيات. ينهار القضاء ويتحول إلى أداة سياسية في يد السلطة التنفيذية، ويتخلى عن دوره في الرقابة ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة ليكون جزءاً مكملاً لأدوات وأجهزة البطش الاحتلالي ولتبرير سياساته العنصرية والاستعمارية.

مباشرةً بعد الإعلان عن اتفاق تشكيل الحكومة، صادق المستشار القضائي على قرار يصادر أراضي الحرم الإبراهيمي في الخليل، والأرجح أن القضاء سيتولى تأمين التغطية القانونية لقرار إعلان السيادة الإسرائيلية على الأغوار وشمال البحر الميت، الذي يفترض أن يدخل حيز التنفيذ في أوائل تموز المقبل، كما ورد في اتفاق الشريكين نتنياهو وغانتس.

ثمة من قال، إن الصراع بين زعيمي "الليكود" و"أزرق - أبيض"، لا يدور فقط على الكراسي بل على قضبان السجن، والمستقبل الشخصي لكل منهما. كان من الطبيعي إذاً أن يتوقع المراقبون بأن الانتخابات التي جرت للمرة الثالثة ستنتهي فقط إلى اتفاق على تشكيل حكومة تدعي أنها حكومة وحدة وتتغطى بذريعة جائحة كورونا.

"كورونا" لم تعد صالحة للتبرير، فلقد أصبحت الأمور أكثر من واضحة، ذلك أن كلاً من الرجلين ضحى بسهولة بحلفائه ومارس بالعكس من وعوده ومواقفه وتصريحاته الانتخابية. لا ضرورة إذاً للاستشهاد بردات فعل لابيد أو ليبرمان أو أي مسؤول إسرائيلي، وكلهم يتحدثون عن الانتهازية والذاتية وانهيار المنظومة القضائية وأسس الديمقراطية.

ظاهرة الأعلام السوداء التي خرجت إلى ميدان رابين رغم محاذير "كورونا"، كان دافعها وشعاراتها تعكس مخاوف حقيقية إزاء الديمقراطية. بعض الأصوات المسموعة من قبل المجتمع الإسرائيلي كانت حذرت من حرب أهلية، خاصة بعد تصريحات نتنياهو بأنه سيخرج إلى الشارع مع مناصريه، وسيقاطع الانتخابات المقبلة إذا لم يتم التوافق على حكومة وطنية برئاسته.

كان نتنياهو يعرف بأن الأمور تذهب في الاتجاه الذي يريده منذ أن قرر غانتس الذهاب إلى مفاوضات مع "الليكود" لإبرام صفقة تشكيل حكومة، بالرغم من معارضة حلفائه وانقسام "أزرق - أبيض". حينذاك أدرك الساحر أنه لم يترك لدى غانتس سوى خيار واحد وهو تقديم المزيد من التنازلات لصالح تشكيل حكومة وفق مواصفات نتنياهو لأنه خاسر لا محالة إذا انتهت المفاوضات إلى انتخابات رابعة.

لو انتهت المفاوضات إلى الفشل فإن نتنياهو سيكسب ما لا يقل عن ثمانية أشهر أخرى في رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى أنه على الأرجح يحقق تفوقاً لليمين يمكنه من تشكيل حكومة مرتاحة. وفق معايير التحليل العميق أعتقد أن مثل هذه التحولات من شأنها أن تخدم - رغم خطورتها - الفلسطينيين إزاء سؤال مستقبل الصراع طالما أنها تؤجج الصراعات الداخلية وتعري إسرائيل على المستوى الدولي بما يعني أنه يترتب على الفلسطينيين أن يعززوا صمودهم على الأرض وأن يتجندوا للكشف عن فضائح العنصرية الإسرائيلية وسياساتها التوسعية التي تنطوي على أطماع تتجاوز حدود فلسطين التاريخية.

قد يهمك أيضا :  

   على هامش انتشار فيروس كورونا

   عمار يا فلسطين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنصرية تفضح كلمة الديمقراطية العنصرية تفضح كلمة الديمقراطية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday