أميركا هي من يدير الحرب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أميركا هي من يدير الحرب

 فلسطين اليوم -

أميركا هي من يدير الحرب

بقلم : طلال عوكل

ليس غريباً أن تبدي إسرائيل اطمئناناً إزاء تقدم قوات النظام السوري نحو الجنوب والجنوب الغربي، وحتى لو أنها نجحت في تطهير محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، واستعادت السيطرة عليها من الجماعات الإرهابية والمسلحة، المهم بالنسبة لإسرائيل هو ألا يشكل ذلك فرصة، لاقتراب قوات إيرانية، أو مقاتلي حزب الله، أو أي طرف فلسطيني أو غير فلسطيني من منطقة الجولان. 
ومهم، أيضاً، ألا تؤدي المعارك الطاحنة في محافظة درعا، لنزوح عشرات آلاف السوريين الهاربين من النيران، إلى منطقة الجولان، التي ينبغي أن تبقى منطقة غير مأهولة، وحتى تظل مكشوفة أمام عيون إسرائيل.
تسعى إسرائيل من خلال الاتصالات الحثيثة التي تجريها مع الولايات المتحدة وروسيا، إلى أن تكون قوات النظام السوري، هي الوحيدة المتواجدة والمسؤولة عن استمرار سريان اتفاقية الهدنة التي تم إبرامها بعد حرب تشرين. 
منذ توقيع تلك الاتفاقية العام 1974، ظلت الجولان منطقة آمنة وهادئة بالنسبة لإسرائيل حيث لم يسمح النظام السوري لأي جماعة أو فصيل بتفعيل المقاومة ضد إسرائيل التي تحتل الجولان السورية.
حرصت سورية على أن تقاوم الاحتلال الإسرائيلي من خلال الفلسطينيين واللبنانيين، وأن تظل هي بمنأى عن توتير جبهة الجولان، أو التورط في حرب مع إسرائيل، خاصة بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد.
ورغم أن إسرائيل لم تتوقف عن تسديد الضربات العسكرية الموجعة للنظام السوري وقواته على الأراضي اللبنانية، ومنذ اندلاع الصراع في سورية العام 2011، على الأراضي السورية إلاّ أن الجواب كان دائماً، أنها سترد في الوقت والزمان المناسبين.
حتى الآن لم يأتِ الوقت والأرجح أنه لن يأتي خلال سنوات، كثيرة قادمة، إذ إن الصراع في سورية وعليها، الذي تكالبت عليه قوى إقليمية ودولية، من شأنه أن يترك النظام بلا حول ولا قوة. 
إذا كان حال سورية بعد كل هذه الصراعات أو الحروب الدامية يشكل العامل الأهم الذي يدعو إسرائيل للاطمئنان فإن القيادة الإسرائيلية تسعى لتعزيز ذلك من خلال الحصول على ضمانات روسية وأميركية.
في وقت سابق تمنّينا لو أن النظام السوري، حوّل الصراع والمعركة نحو إسرائيل، وتحت شعار وهدف تحرير الجولان، إذ كان ذلك سيضع المعارضة والجماعات المسلحة، في وضع حرج جداً، وكانت التكلفة ربما ستكون أقل من الثمن الذي تدفعه سورية. 
غير أن حسابات السياسة الرسمية للأنظمة العربية، التي تضع حماية النظام على رأس أولوياتها، لا يمكن أن تفكر انطلاقاً من أولوية حماية الوطن والدولة، فالهزيمة والانتصار يحددهما بقاء أو رحيل رأس النظام.
إسرائيل الآن تركض في كل اتجاه، لضمان ألا تؤدي المعركة في جنوب سورية، إلى اقتراب قوات إيرانية، أو مقاتلي حزب الله، فها هو رئيس الأركان الإسرائيلي ايزنكوت يذهب إلى الولايات المتحدة التي عليها أن تضغط على روسيا، ويتابع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان اتصالاته وتواصله مع وزير الدفاع الروسي.
ومن باب الحذر تعلن إسرائيل الاستنفار على الحدود الشمالية، وتعزز قواتها بمزيد من الدبابات والآليات والأسلحة والجنود. 
من الواضح أن الحذر الإسرائيلي لا يخفي الشعور بالانتصار جزئياً بعد أن تحدت العالم، حين تم التوقيع على اتفاق الستة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
العالم لم يتغير ولكن الذي تغير هو الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق، ما أدى بالإضافة إلى إجراءات وقرارات أخرى اتخذتها إدارة ترامب إلى توتير العلاقة مع أوروبا، التي لم تنجح حتى اللحظة في الحفاظ على الاتفاق، وحمايته.
الولايات المتحدة، واصلت فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وتعمل بكل قوة للضغط على الشركات الأوروبية، لإرغامها على سحب استثماراتها وعملها مع إيران، ما يحرج دول الاتحاد الأوروبي، التي قد تعجز عن تلبية حاجات إيران الاقتصادية وتعويضها عمّا لحق ويلحق بها بسبب العقوبات الأميركية.
وعلى أرض الواقع يستطيع نتنياهو أن يتبجح بأن سياسته التي تبنتها الولايات المتحدة إزاء إيران، قد أدخلت الأخيرة في أزمة اقتصادية تسببت في اندلاع موجة من الاحتجاجات الداخلية، التي قد تتسع يوماً بعد الآخر نظراً لعجز الاتحاد الأوروبي وحلفاء إيران عن إنقاذ الوضع.
فضلاً عن ذلك فإن روسيا لا ترغب بالتأكيد في أن تكون إيران شريكاً قوياً لها وموجوداً على الأرض السورية، ولذلك فإنها تستخدم هذه الورقة في المساومة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يعني أن ما يبدو أنه تحالف إيراني روسي، ليس سوى الاستجابة لضرورات اللحظة حيث تتقاطع المصالح، لكن الأوضاع تتغير، وتتغير معها التحالفات بسبب تغير المصالح.
ليست إسرائيل وحدها التي تفرك يديها فرحاً نتيجة ضعف إيران، ومؤشرات المزيد من الضعف والارتباك، فثمة عديد الدول العربية التي تسعى وتنتظر انهيار القوة الإيرانية وانحسارها، على أن العرب وغير العرب، لا يدركون حتى اللحظة أن عدوهم الأساسي هو الولايات المتحدة الأميركية، التي تدير السياسة في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من التزامها القوي بحماية أمن إسرائيل، ومساعدتها على تنفيذ كل مخططاتها التوسعية.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا هي من يدير الحرب أميركا هي من يدير الحرب



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday