ليســت آخـــر الأحـــزان
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان !

 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان

بقلم :طلال عوكل

لم تدم طويلاً حالة التفاؤل المفاجئ الذي طغى على المشهد الفلسطيني الداخلي، قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا. التصريحات المتفائلة جاءت من الاتجاهين، من «فتح» والأكثر منها من قبل «حماس» في الضفة، والأهم ما صدر منها من قطاع غزة. كان مقال الأخ المحترم أحمد يوسف الأشد تفاؤلاً، والأكثر يقينية من سواه، ولكنه ربما أضفى قدراً من صدقيته الوطنية، ورغباته الحقيقية، على ما صدر منه من تفاؤل مفرط. انتهت الزيارة

ولم يصدر عن المؤتمر الصحافي للرئيسين رجب طيب أردوغان والرئيس محمود عباس، ما يفرِّج الكرب ويبرِّد القلوب الملتهبة. من المؤكد أن الرئيسين تداولا بالنقاش موضوع المصالحة، وأراد الرئيس عباس من تركيا أن تقدم يد المساعدة، لإقناع «حماس»، بالموافقة على خارطة الطريق التي تقدم بها ويصر عليها. تركيا تحظى بعلاقة جيدة مع حركة «حماس»، ولكن حسابات «حماس» وخياراتها لا تتطابق بالضرورة مع حسابات الحليف التركي. أحد الكتّاب المقرّبين من حركة «حماس»، كان قد عقّب على ما دار من تكهنات بشأن دور تركيا في المصالحة، فأشار إلى أن الطلب الفلسطيني من تركيا بشأن المصالحة، هدفه تحريض تركيا على «حماس»، ونسف التفاهمات التي تلتزم بها الحركة مع القاهرة والنائب محمد دحلان.

تعرف تركيا، كما تعرف القيادة الفلسطينية طبيعة المشكلات التي تحول دون تحقيق المصالحة، والضمانات المطلوبة، والجهة التي تملك القدرة على الحسم، ولذلك ما كان يمكن لتركيا أن تتعهد بالتزامات لا قبل لها على تنفيذها. تركيا أو غير تركيا يمكن أن تشكل عاملاً مساعداً، ولكن جهة الحسم في مكان آخر. ليس سوى القاهرة، من يستطيع تحمُّل أعباء هذا الملف، سواء من حيث القدرة على التأثير، أو من حيث التعهد بضمان التنفيذ. الكل يدرك هذه الحقيقة، ما يعني أن الذهاب شرقاً وغرباً، لا يفيد في تحريك ملف المصالحة، بل ربما يزيد الأمر تعقيداً من حيث أن ذلك يشكل استفزازاً للنظام في مصر. «حماس» تدرك هذه المسألة ولذلك فإنها لن تفرط بخيار الالتزام بالتفاهمات التي أبرمتها في القاهرة، كخيار لا تجد له بديلاً في الظروف الراهنة. صحيح أن «حماس» تتذمر إزاء تباطؤ السلطات المصرية في تنفيذ ما تعهدت به من التزامات، سواء فيما يتعلق بفتح معبر رفح أو التبادل التجاري، أو فيما يتعلق بتخفيف أزمة الكهرباء، غير ان تؤثر الصبر، وتبدي استعداداً عملياً جدياً لتنفيذ ما يترتب عليها من التزامات دون النظر إلى التبادلية.

يبدو هكذا أن موضوع الانقسام، قد اتخذ طابعاً ستاتيكياً، وثابتاً إلى حين، وما رفع وتائر التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المصالحة، إلاّ من باب رفع العتب، وإلقاء المسؤولية على الآخر، ولتبرير بعض الرؤى السياسية.

لقد جرى خلال السنوات العشر الأخيرة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة تكثيف المبادرات، وتدوير الزوايا، وتغيير الأولويات، لكن أزمة الثقة أعمق من أن يتم تجاوزها، ولم يبق إلاّ أن يسلم طرف بأمره للطرف الآخر، وهذه مسألة غير واردة.

إذن، على كل طرف أن يوطّن سياساته، وخياراته، وعلاقاته، استناداً إلى حقيقة أن الانقسام باق إلى أمد ليس قصيراً، وأن إجراءات الرئيس عباس حتى لو استمرت وتصاعدت فإنها لن تنجح في إخضاع حركة تتحدث ليل نهار عن أنها حركة مقاومة وعميقة الالتزام بعقيدتها الإسلامية، ستنجح هذه الإجراءات فقط في زيادة معانيات سكان قطاع غزة، وبدون أن تهزّ قناعات الناس بأن غزة هي حاملة وحامية المشروع.

الناس في قطاع غزة يعتبرون ذلك قدراً لا يمكن الفكاك منه، وأن ذلك القدر هو سبب رئيسي من أسباب معاناتهم من الشقيق والصديق قبل العدو.ولعلّ ما تسرّب على لسان مسؤول أميركي، من أن إدارة ترامب، تتوفر لديها رؤية لتسوية إقليمية، يشكل أحد التفسيرات، لما يجري بين الفلسطينيين. التسوية الإقليمية تفترض أصلاً أن قطاع غزة أصبح على الرفّ إلى حين، إذ أن المفاوضات الإقليمية وغير الإقليمية، تتصل بالضفة الفلسطينية والقدس. لقد خرجت أو أخرجت غزة من طاولة أية مفاوضات، والأرجح أن حالها سيظل كما هو الحال اليوم إلى أن تتبين ملامح تلك المفاوضات ومآلاتها. غير أن المشكلة الأساسية تكمن في أن القيادات السياسية الفلسطينية لا تجرؤ أو أنها لا تريد مصارحة جماهيرها ولذلك فإن خيبة الأمل الأخيرة من الدور التركي، لن تكون الأخيرة حيث ستواصل الأطراف عملها المعتاد، بين الحين والآخر، طالما كانت الأهداف تبريرية، وتعمل في سبيل تبرئة الذمة من الانقسام وآثاره الخطيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليســت آخـــر الأحـــزان ليســت آخـــر الأحـــزان



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday