متى ينتهي هذا العذاب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

متى ينتهي هذا العذاب؟

 فلسطين اليوم -

متى ينتهي هذا العذاب

بقلم : طلال عوكل

على الرغم من أن الفلسطينيين منشغلون كل الوقت بطبائع العدوان الإسرائيلي ويواجهون بالصبر تارة وبالغضب تارة أخرى جنون المستوطنين، ودهاقنة التطرف والإرهاب، إلاّ انهم لا يفوتون الفرصة لانتظار الفرج من حيث يلتقي ويفترق الأشقاء. 
تخشى العيون الشاخصة نحو القاهرة من أن تصاب بالحَوَل، بعد أن أصيبت العقول بالخمول إزاء إمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية بين ضحايا الاحتلال والعدوان، وهم، أيضاً، ضحايا الانقسام. كثيرة ومتكررة خيبات الأمل، التي رافقت تجوال الوفود بين العواصم العربية وعواصم دولية، بحثاً عن حوار يتجاوز حوار الطرشان، وكثيراً ما احتفل الفلسطينيون الغلابة باتفاقيات ظلت معلّقة على جدران الوقت الضائع.
تشتّت عقول المفكرين والمثقفين، والكتّاب، وذوي الاهتمام، فيما يمكن وينبغي عمله، لردم هوّة الانقسام، وذهب بعضهم من واقع اليأس والشطط إلى اقتراحات من نوع "الكونفدرالية"!، أو الدعوة إلى تمرد محبوس، ومحروس جيداً بالأجندات الفئوية وبالحرّاس. 
صلّى المصلّون وابتهلوا إلى الله، ولم تنقطع دعواتهم لإصلاح ذات البين، وأطنان من الورق، احتوت آلاف الساعات من الحوارات والمناقشات، والمقالات والتصريحات ولكن لا فائدة حتى الآن. 
كل المحاولات لبلورة طرف ثالث يضغط على الطرفين فتح وحماس باءت بالفشل، فلا ما يسمى بالقوى الديمقراطية واليسارية ولا ما هو إطار أوسع، نجح في أن يحرك حجراً، حراكات شبابية، ونشطاء من الجنسين، تحركوا، خرجوا إلى الشوارع في مرات عديدة لكن قوة الشارع الهادرة، إما تسيطر عليها فتح أو حماس أو أن ما تبقّى منها، تفتقر إلى التنظيم، وتخشى البطش. 
جيد أن يتوحّد الفلسطينيون دائماً على مواجهة الاحتلال وجرائمه واعتداءاته. لكنها، أيضاً، وحدة محسوبة، وشكلية في كثير من الأحيان واضطرارية في أحيان أخرى، فيما يبقى الاشتباك بين الأشقاء وتبقى وتتجذّر أزمة الثقة، وتزداد المخاوف.
الشعب يئنّ تحت وطأة المخططات الأميركية الإسرائيلية التي تسعى ليل نهار لتجفيف ومصادرة الحقوق الفلسطينية الواحد تلو الآخر، ويجري نهب الأرض، وتكسير الهوية الوطنية، لكن الشعب الذي يستطيع أن يتحمل كل ذلك وأن يدفع الثمن لا يستطيع تحمّل وطأة الانقسام، الذي يمضي في تعذيب المواطن الفلسطيني ويلاحقه على لقمة عيشه، وعلى مقوّمات صموده.
يذكّرنا الوضع الراهن بما تنطق به صفحات التاريخ، ما قبل قيام دولة إسرائيل العام 1948، حين تسببت الخلافات القبائلية وكانت، أيضاً، تحمل مسمّيات حزبية، بالمساهمة في ضياع الأرض والوطن.
التبريرات دائماً حاضرة، وتجلّياتها في هذا الزمان تأخذ طابع التنظير الحداثي، لكن الأمور في الجوهر لا تختلف بالرغم من سطوة الإعلام، التي يتم استخدامها لتسويق بضائع فاسدة.
اليوم ثمة فرصة يقدمها الأشقاء المصريون، الذين لم ييأسوا ويبدو أنهم مستعدون للتفرُّغ من أجل إكمال مهمة إنهاء الانقسام، يفعلون ذلك رغم حاجتهم الماسّة، لاستثمار كل جهد في مواجهة موجات الإرهاب التي لا تتوقف وتستهدف زعزعة الاستقرار وإعادة مصر إلى زمن الفوضى.
ما تسرّب حتى الآن من خلال وسائل الإعلام، وبعيداً عن أي تصريحات رسمية، هو أن مصر قدمت ورقة جديدة تنطوي على مقاربة جديدة لا بدّ أنها تمت بناء على قراءة مدققة، ومستفيدة، من الحوارات السابقة، منذ تشرين الأول العام الماضي.
تذكر التسريبات أن الورقة تتضمن ما يمكن اعتباره خارطة طريق أو خطوات متدرّجة وفق جداول زمنية متقاربة لتحريك عجلة التحول عن هذا الواقع المرير.
الغريب في الأمر أن الحوارات بين حركتي فتح وحماس تتم بطريقة غير مباشرة وعَبر الوسيط المصري. يحصل هذا بين الأشقاء الذين يعلنون صباح مساء التزامهم بما تم الاتفاق عليه وحرصهم على إنجاز المصالحة والعودة سوية إلى طاولة عمل واحدة. كيف يمكن أن يكون هذا الوضع بينما يبدي كل طرف استعداده لمقابلة وإجراء حوار مباشر مع أي دولة أو طرف في هذه الدنيا حتى لو لم يكن من دائرة الأصدقاء أو الحلفاء.
وسط كل هذه التساؤلات الجارحة، لا يمكن ولا ينبغي أن نفقد الأمل فما يجري تسريبه يبشّر بخير. لقد أعلنت حركة حماس علنياً موافقتها على المقاربة المصرية الجديدة، وها نحن ننتظر موقف حركة فتح التي أرسلت وفدها إلى القاهرة يوم أمس. 
لا يعني ذلك أن الكرة أصبحت في مرمى حركة فتح، فلقد تكررت، إعلانات الموافقة من حماس على أوراق سابقة. لكن النتائج جاءت مختلفة، وفي كل مرة كانت تعود إلى نقطة الصفر. المهم ألا يتطوع أحد من خارج دائرة القرار، بأن يواصل التحريض وبثّ روح التشاؤم والإحباط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى ينتهي هذا العذاب متى ينتهي هذا العذاب



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday