الحكومة الجديدة هي الإنذار الأخير
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الحكومة الجديدة هي الإنذار الأخير..

 فلسطين اليوم -

الحكومة الجديدة هي الإنذار الأخير

بقلم - طلال عوكل

الإعلان عن قبول الرئيس محمود عباس استقالة حكومة الوفاق الوطني بما ينطوي عليه من دوافع ودلالات وأهداف، يشكل في حقيقة الأمر إعلانا عن بدء مرحلة جديدة فيما يتعلق بملف الانقسام، وأيضا بالملف السياسي الوطني العام.
الأصل هو أن الحكومة لم تستقل، وإنما تمت إقالتها بقرار ابتداء من اللجنة المركزية لحركة فتح، ومصادقة الرئيس، دون أن يتضمن القرار، أي عملية تقييم سلبي لأداء الحكومة، البعض ارجع الموضوع، إلى التنافس بين أعضاء اللجنة المركزية، على موضوع رئاسة الحكومة في اطار الاستعدادات لمرحلة ما بعد الرئيس، غير ان الأمر من وجهة نظري يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.
لعل أهم سبب ورد على لسان اكثر من مسؤول بما في ذلك رئيس حكومة تسيير الأعمال، هو أن حل الحكومة يستهدف فك الارتباط مع حركة حماس، بما أن هذه الحكومة هي حكومة وفاق انتجها اتفاق الشاطئ في نيسان ٢٠١٤.
وعلى الرغم من أن هذه الحكومة لم تحظ برضا حركة حماس، التي وصفتها بالفشل، ورمتها بكثير من الاتهامات، إلا أن هذه الحكومة تحمل وتتحمل مسؤولية عن إنهاء ملف الانقسام، واعتماد شكل الحوار، من اجل تحقيق ذلك، حل الحكومة يعني أن ملف إنهاء الانقسام بالطرق التقليدية التي جرى اتباعها، قد وصل إلى طريق مسدود سواء فيما يتعلق بالحل، أو بالوسائل التي تم اعتمادها.
ملف الانقسام، هو ملف سياسي بامتياز، وليس ملفا إداريا أو فنيا، ولذلك فإن التعاطي مع هذا الملف يستوجب أدوات، سياسية من بينها الحكومة. فنيا وإداريا، قد لا تكون حكومة، سياسية، فصائلية، اكثر كفاءة من حكومة الدكتور رامي الحمد الله، لكنها حكومة تعني شراكة سياسية في تحمل المسؤولية من كافة جوانبها وهكذا تصبح جهات القرار السياسي والإداري، من طبيعة سياسية. 
في الحديث عن مهمات الحكومة المقبلة، ثمة ارتباك حول ذلك لسبب كثرة التصريحات المتعارضة من قبل اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ولكن لعل اهم ما ذكر في هذا المجال، هو ان مهمات هذه الحكومة، هي اجراء الانتخابات وترقية السلطة الى دولة، واعادة سيطرة الحكومة على قطاع غزة.
اذا حاولنا اعادة ترتيب الاولويات من بين هذه الاهداف، الثلاثة، فإن الهدفين الاولين، اي اجراء الانتخابات، وترقية السلطة الى دولة، يحول دون تحقيقهما استمرار الانقسام، كيف يمكن لاحد ان يتصور اجراء الانتخابات، واي انتخابات في ضوء ازمة الثقة، والتناقض الصارخ بين السلطة في رام الله وغزة؟ وعن اي انتخابات يجري الحديث هل ستكون انتخابات تشريعية، وان كانت كذلك فما معنى ترقية السلطة الى دولة، ام انها ايضا رئاسية وانتخابات للمجلس الوطني.
كيف اذاً يمكن الحديث عمليا عن هدف ترقية السلطة الى دولة في ظل الغموض الذي يكتنف ملف الانتخابات، وفي ظل استمرار الانقسام؟
اذاً المسألة سياسية والهدف الاساسي هو انهاء الانقسام، وعودة السلطة للسيطرة على قطاع غزة، وهو امر لم تقو كل الاتفاقيات السابقة، والوساطات على تحقيقه بالوسائل والآليات التي جرى اتباعها منذ اثني عشر عاماً.
لقد سبق لحركة فتح، ان اعلنت عن انغلاق الطريق امام المصالحة ما يعني انها تنوي اعتماد اليات وادوات اخرى لاستعادة غزة الى حضن الشرعية، ومن اجل قطع الطريق على الاهداف الاميركية الاسرائيلية التي تعمل على فصل القطاع، وتأهيله ليكون مقر الكيان الفلسطيني.
ربما نصدق او لا نصدق ان لا احد في الساحة الفلسطينية يسعى لفصل الضفة عن غزة، او التساوق مع الهدف الاميركي الاسرائيلي بتحويلها الى دولة، لكن السياسة لا تعتمد على النوايا الحسنة وانما على الوقائع المتراكمة التي تعكس موازين قوى.
ينبغي عدم الاستخفاف بقدرة التحالف الاميركي الاسرائيلي على فرض الوقائع بالقوة، كما لا ينبغي الاعتماد على الشعارات، والرغبات لافشال صفقة القرن التي تستهدف مصادرة الحقوق الفلسطينية وبسط السيطرة الاسرائيلية على معظم اراضي الضفة الغربية بالاضافة الى القدس.
ولكن هل تنجح اللجنة المركزية في حشد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في اطار هذه الحكومة السياسية ام ان الواقع يشير الى ضعف هذه الامكانية بسبب الاشكاليات التي تسود العلاقة مع بعض الفصائل الرئيسة في المنظمة، والتي دفعت هذه الفصائل للاعلان حتى قبل بدء المشاورات، عن رفض المشاركة في الحكومة المقبلة؟
في ضوء الوقائع، فإن حركة فتح تأخرت كثيرا في العمل من اجل رأب الصدع بين فصائل المنظمة وفي اطارها، ما يعني ان الحكومة ستقتصر على حركة فتح، وبعض الفصائل، وشخصيات مستقلة ما سيضعف طابعها السياسي.
المؤشرات كلها تقول إن القيادة والحكومة المقبلة، ستأخذ بطريق الاجراءات المتتابعة من اجل تضييق الخناق حول حركة حماس ماسيفاقم الازمات الاجتماعية والانسانية التي يعاني منها اصلا سكان قطاع غزة.
من الواضح ان العلاقة بين السلطة وحركة حماس، تسير في اتجاه تعميق التوتر، وتعميق الازمة، بل والاشتباك وربما يؤدي ذلك الى فوضى، يحتم ذلك على الفصائل التدخل الفعال لاعادة الاطراف الى طاولة الحوار من جديد، بالاستفادة من الدعوة الروسية، وقبل ان يتم تشكيل الحكومة السياسية، والا فإن الاوضاع تذهب الى مزيد من التدهور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الجديدة هي الإنذار الأخير الحكومة الجديدة هي الإنذار الأخير



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday