حول ضرورة الحذر من تقويض عوامل الصمود
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حول ضرورة الحذر من تقويض عوامل الصمود

 فلسطين اليوم -

حول ضرورة الحذر من تقويض عوامل الصمود

بقلم :طلال عوكل

لصحيفة الشرق الأوسط أدلى الرئيس محمود عباس بتصريح طويل ما يهمنا منه تأكيده أنه لن يعاقب شعبه الموجود في قطاع غزة، وأن إجراءاته غير المسبوقة تستهدف إنهاء الانقسام من خلال الضغط على حركة حماس من لا يعرف عليه أن يعرف اليوم معنى الشرعية، وعوامل امتلاكها، والمدى الذي يمكن أن تذهب إليه صلاحياتها. 

حتى الآن لم يستخدم الرئيس الأوراق التي بحوزته بالكامل، وهو يتقصّد التدرّج في استخدامها لإرغام حركة حماس على التسليم برؤيته ومبادرته لتحقيق المصالحة، وعودة غزة إلى حضن السلطة الوطنية. 

ما تم اتخاذه حتى الآن من إجراءات للضغط على حركة حماس، ينطوي على أذى حقيقي، تقابله حماس بالثبات والاستعداد للصمود لأحد عشر عاماً أخرى كما قال أحد قيادييها.

هذا يعني أن حماس مستعدة وقادرة على الصمود، ومثلها ربما بقية الفصائل المعنية وغير المعنية، ولكن السؤال هو أليس هناك فرق بين صمود الفصائل، وصمود الشعب الذي يدفع الثمن؟
هل حاولت السلطة، من خلال أدواتها الكثيرة أن تفحص مدى تأثير إجراءاتها غير المسبوقة، ما مرّ منها وما هو قادم وهو كثير، على الناس وعلى حماس والآخرين؟ الإجراءات حتى الآن تعني تقييد الحرية في الحركة طالما أن معبر رفح مغلق وبغض النظر عن الأسباب، فيما معبر بيت حانون لا يصلح إلاّ لفئة معينة من الناس.

والإجراءات تعني حتى الآن، نقصاً كبيراً في الأدوية، ومحدودية في تحويلات العلاج في الخارج، ما يعني تدنياً شديداً في الخدمات الطبية وهو أمر يمس المواطنين بالدرجة الأولى.
والإجراءات تعني حتى الآن، أن يتقلص جدول التيار الكهربائي إلى أربع ساعات وصل وعشرين ساعة قطع، مع كل ما ينطوي عليه ذلك، من خراب للأجهزة الكهربية، والمواد الغذائية، ومن عدم قدرة على التخفيف من وطأة هذا الموسم الذي تشتد فيه الحرارة.

قدوم السولار من مصر لتشغيل المحطة، بعد أن جرت محاولات لتعطيل تشغيلها حتى بوجود السولار المصري، أعطى للناس أملاً بسيطاً، بإمكانية المحافظة على جدول توزيع الكهرباء بمعدل ست ساعات وصل واثنتي عشرة ساعة قطع، في ضوء تناقص الكمية الواصلة من إسرائيل. 

لم يدر في خلد الناس أن السلطة يمكن، أيضاً أن تعطل هذه الإمكانية من خلال منع البنوك من تحويل الأموال اللازمة لشراء الوقود المصري والإجراءات حتى الآن تسببت في كساد واضح في الاقتصاد والأسواق والتجارة، بعد خصم الرواتب الذي يبلغ بين 30 و70% من مرتبات موظفي السلطة والإجراءات حتى الآن تنذر أكثر من ستة آلاف موظف مدني وآلاف الموظفين العسكريين، بتقاعد مبكر، لم يعد هؤلاء واثقين من أن القانون سيترك لهم مرتباً بالقدر الذي يعينهم على حياة كريمة. 

وقبل ذلك جرى قطع رواتب موظفين ومحررين، وحالات اجتماعية وكل هؤلاء من الفئات الشعبية المغلوبة على أمرها، أو من نشطاء السياسة والمجتمع، الذين هم الفئة الفاعلة من المجتمع، قد لا يعرف الكثيرون، أن هذه الأجواء، وفي ظل استمرار الانقسام، بدأ الكثير من المانحين، يحجبون الدعم عن منظمات المجتمع المدني، وتوقفوا عن تمويل الكثير من المشاريع.

هذا كله ونحن ما زلنا في بداية الطريق، ولم نبلغ منتصفها، فكيف إذا استمرت الإجراءات غير المسبوقة، واستمر عناد حركة حماس، وعناد كل طرف، وكل بما لديه فرح؟ بصراحة، ثمة إدراك وطني عام، لما يواجه الفلسطينيين من صعوبات هائلة إزاء إمكانية تحصيل حقوقهم الوطنية. 

لا أعتقد أن ثمة من يثق بالأميركيين، أما الثقة بإسرائيل فهي معدومة، فيما العرب لا ينتظرون، ورؤاهم لمصالحهم تدفعهم للاستعجال في الهرولة نحو العلاقة بإسرائيل. 

في هذا السياق لا يمكن لأحد أن ينكر أثر النضال السياسي والدبلوماسي، الذي كان آخر إنجازاته قرار اليونسكو، الذي ضمّ الخليل إلى قائمة التراث الفلسطيني والإنساني.

غير أن الـ «لكن» اللعينة، تخرج لسانها من جديد، فكل ذلك يندرج في إطار صراع تاريخي مفتوح، لا يمتلك الثقة المطلوبة لتحقيق إنجازات وطنية على مستوى الحقوق والمشروع الوطني. في كل الأحوال لم تعد الأفكار والنصائح والمبادرات، والاقتراحات والصراخ، والشكوى والتحذير يفيد في شيء، أو يحرك لدى أصحاب القرار، قيد أنملة. 

الصراع مفتوح ويفرض على الفاعلين السياسيين أن ينتبهوا إلى أهم عنصر وإنجاز كفاحي وهو تعزيز صمود الناس وثباتهم على الأرض التي تشكل جوهر الصراع. 

بصراحة لم نعد بحاجة إلى المزيد من النصائح، فقط نحذر من أن الفاعلين السياسيين يتحملون مسؤولية تاريخية إزاء تقويض عوامل صمود الفلسطيني على أرضه، حتى يظل قادراً على إدامة وتشغيل أدوات وآليات الصراع. ولا داعي للتذكير بما تستنتجه استطلاعات الرأي حول موضوع الرغبة في الهجرة، بعد أن غادر الوطن الكثيرون ومنهم كوادر وقيادات في السلطة والفصائل. 

الناس تنتظر من المسؤول أن يدلها على كيفية المحافظة على صمودهم، وكيف يمكن للإجراءات والإجراءات المقابلة أن تؤثر فقط على من تستهدفهم هذه الإجراءات، وبحيث لا تمسّ مصالح وحياة الناس بما أنهم أصل البقاء، وأصل الفصائل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول ضرورة الحذر من تقويض عوامل الصمود حول ضرورة الحذر من تقويض عوامل الصمود



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday