نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم ...

 فلسطين اليوم -

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم

طلال عوكل

قليل من العقل والموضوعية يكفي لأن يدرك السذج من الناس، أن إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً، نحو تنفيذ مخططاتها التي لا ترى فيها حقوقاً للفلسطينيين، لا عودة ولا قدساً، ولا دولة قابلة للحياة. كل من يتجاوز هذه الحقيقة، إنما يسعى لمنح الإسرائيليين المزيد من الوقت اللازم لهم لحسم الأمور على الأرض، عبر وقائع سيكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل تجاوزها.
هذا هو ما تفعله الولايات المتحدة، وحلفاء إسرائيل، الذين لم تعد تسعفهم الذرائع والمبررات للتغطية على تواطئهم وسوء نواياهم تجاه الإقليم برمته، وتجاه القضية الفلسطينية التي تشكل مركز وجوهر الصراع في المنطقة العربية.
قد يعول البعض على الوعود الأميركية، أو على بعض الظواهر الثانوية في المجتمع الإسرائيلي، التي أخذت تطالب نتنياهو وحكومته، بتبني المبادرة العربية، والعودة إلى طريق السلام، غير أن لا هذه الوعود ولا تلك الظواهر، غائبة عن حسابات الحكومة اليمينية المتطرفة التي تمضي قدماً في مخططاتها وهي تدرك ما تعنيه كل هذه المراهنات.
قبل أيام تظاهر نتنياهو بأنه يرغب في تهدئة الأوضاع في القدس، وبأنه تراجع عن مخططاته بشأن ولاية الأوقاف الأردنية على المسجد الأقصى، كان نتنياهو كعادته كاذباً مراوغاً، وكان الرئيس محمود عباس الذي قابله الرغبة في التهدئة صادقاً، لكن ما يجري في القدس، يؤشر إلى وجهة واحدة وهي التصعيد إلى أبعد مدى ممكن.
البعض يذهب في تفسير الأمور على نحو يعفي أو يقلل من مسؤولية نتنياهو وحكومته، بالحديث عن أن دور المستوطنين وحركتهم تجاه القدس والمسجد الأقصى، قد خرج عن قدرة الحكومة ورئيسها عن السيطرة. بعض آخر يحاول استظهار معركة أو أبعاد أخرى لما يجري في القدس، من حيث أن ما يجري يظهر سيطرة الحركات الإسلامية عليها، غير أن لا هذه ولا تلك من الذرائع تصلح لإعفاء حكومة نتنياهو من مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع.
إسرائيل في القدس لتنفيذ مخططاتها، واستثمار الوقت بكل ما أوتيت من قوة، كثفت من إجراءاتها الأمنية والقمعية عبر المزيد من قوات الجيش والشرطة والأمن الداخلي، الذي يؤدي إلى المزيد من البيوت المدمرة للفلسطينيين والمزيد من القتل والقمع والاعتقال. كان من الطبيعي إذاً أن ينهض الفلسطينيون لحماية مدينتهم، واقصاهم، وأن يدافعوا عن كرامتهم وحياتهم من خلال استخدام ما يقع تحت أيديهم. معتز حجازي استخدم مسدسه، للثأر من الحاخام يهودا غليك، ودفع حياته ثمناً لذلك، ولكن ابناء القدس تسلحوا بإرادتهم وحبهم لوطنهم، ودافعوا عن أنفسهم بأشكال تنتمي إلى المقاومة الشعبية. من يملك الحق في إدانة فلسطيني يقوم بدهس بعض غلاة المتطرفين، حين يصحو في الصباح الباكر على صراخ هؤلاء وهم يقتحمون المسجد الأقصى، وينكلون بالمرابطين فيه؟ الفلسطينيون في القدس لا يملكون أسلحة ثقيلة أو خفيفة لكنهم يملكون إرادتهم، وقدرتهم على الإبداع في استخدام أشكال من المقاومة لا تستطيع قوات الاحتلال المدججة بالسلاح من ردعها إلاّ عبر إجراءات عنصرية كمنع الفلسطينيين من ركوب حافلات النقل العام كما هو حال اليهود.
بعد تصريحه الكاذب حول رغبته في التهدئة، أعلن نتنياهو الذي يرى القدس في مكانة لندن وباريس بالنسبة للإنجليز والفرنسيين أعلن عن الموافقة على بناء خمسمائة وحدة استيطانية جديدة، ويوم أمس أعلن رئيس بلدية القدس عن بناء نحو مئتين وخمسين وحدة أخرى.
كانت تلك الطريقة التي يعبر عنها نتنياهو وحكومته عن رفضهم لما قيل عن مبادرة يحضر لتقديمها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، لحمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى المفاوضات استناداً إلى رؤية معينة وتوقيت محدد. وكانت تلك الطريقة المعهودة، لحكومة نتنياهو، حين يصل إلى المنطقة مسؤول أميركي أو أوروبي للبحث عن السلام.
المسؤولة الجديدة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قادمة للمنطقة، يسبقها تصريح تتحدث فيه عن أن مهمتها البحث عن تحقيق رؤية الدولتين، ولذلك كان على نتنياهو أن يقرر سلفاً نتائج زيارتها بالإعلان العملي عن الفشل.
أمام هذا التصعيد الخطير في أوضاع القدس، كان لا بد من أن يحسم الطرف الفلسطيني المسألة بدون تأخير، فكل تأخير لا يفيد إلاّ في تنفيذ المزيد من المخططات الإسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
انتهت الانتخابات النصفية الأميركية للكونغرس بفوز الجمهوريين الذين يتذرع بهم نتنياهو، ويضغط من خلالهم على الإدارة الديمقراطية، التي تظهر قدراً من الاحتجاج، وتعاني قدراً أكبر من الحرج. الفلسطينيون ذاهبون بملف القدس إلى مجلس الأمن الدولي وهذه المرة على نحو حاسم، فيما يمكن تأجيل تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال إلى ما بعد، حتى لا يتركوا للأميركيين أي مبرر لاستخدام الفيتو، وقد ترافق ذلك مع قرار أردني باستدعاء السفير من تل أبيب. إذا كان من غير المحتمل أن تتراجع حكومة نتنياهو فإن من غير المحتمل أن تجرؤ الإدارة الأميركية على إرغام الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط مناسبة، ما يترتب عنه أن تتحمل واشنطن المسؤولية عن الموقف الذي ستتخذه في الأمم المتحدة، والذي سيشكل مفصلاً هاماً وحاسماً تجاه كل موضوع المفاوضات والبحث عن السلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم نهاية العام نهاية فصل طويل من الوهم



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday