ليس بعد هذا الوضوح وضوح
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ليس بعد هذا الوضوح وضوح

 فلسطين اليوم -

ليس بعد هذا الوضوح وضوح

طلال عوكل

لم يعد ثمة ما يستحق الجدل، أو الخجل، بشأن التطورات التي تنتظر قطاع غزة، بالعلاقة مع كل الأطراف المعنية من إسرائيل حتى مصر، والسلطة الوطنية الفلسطينية. الأمر لا يحتمل المناكفات، ولا المزيد من الاتهامات، والرد عليها، فهذه يمكن أن تستمر طويلاً، بدون أي جدوى طالما أن السياسة الفلسطينية يصنعها الانقسام، الذي يعطي لإسرائيل وحدها القدرة على فرض المزيد من الوقائع لتحقيق أهدافها. على الذين انتقدوا الدكتور أحمد يوسف عندما تحدث عن دردشات أن يبتلعوا ألسنتهم، وأن يعتذروا من الدكتور يوسف، بعد أن اعترف الدكتور صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي من كتلة التغيير والإصلاح، بوجود ما يمكن اعتباره مفاوضات غير مباشرة تستهدف تثبيت وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار والسماح بإقامة ميناء ومطار. ليس ذلك وحسب بل إن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ إسماعيل هنية، طمأن أهل غزة، من أن ثمة انفراجة قريبة، وبأن حركته غير معنية بتصعيد الوضع مع إسرائيل وخوض حروب جديدة.
هذه هي السياسة، وأوحالها، تتحرك «حماس» ضمن الخيارات المتاحة، وهي متاحة مع إسرائيل، فيما تتجمد السياسة الفلسطينية بعد إعلان فرنسا سحب مبادرتها، وتأجيل المساعي نحو مجلس الأمن الدولي.
حتى وقت قصير كانت مصر قد اتخذت خطوة إيجابية باتجاه «حماس» وغزة، نجم عنها فتح المعبر لأيام والسماح بمرور الإسمنت، والسولار القطري للقطاع، لكن هذه الخطوة توقفت بعد عملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات والعمليات الإجرامية التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في جنوب سيناء.
بعض الإعلاميين الجهلة والموتورين وبعض من يدعون الخبرة السياسية والأمنية خرجوا فوراً على الفضائيات لكي يربطوا بشكل واضح واتهامي بين الحدثين الإجراميين في مصر، وبين توقيت فتح معبر رفح، وعادوا ليتهموا حركة حماس.
على الأرجح أن هؤلاء لم يصلوا مرة واحدة إلى معبر رفح، ولا يعرفون طبيعة الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية المصرية، وتغلق أي احتمال لدخول مواد أو حتى عناصر من خلال المعبر.
ربما يعرف هؤلاء أن قوائم حظر دخول الأفراد، الموجودة بحوزة الأجهزة الأمنية المصرية، تشمل ليس فقط المشبوهين بالنسبة لها، وإنما أيضاً أناساً عاديين لا شأن لهم بالأمن ولا بالسياسة، ولذلك فإن من يربط بين فتح المعبر والعمليات الإرهابية لا يتهم فقط «حماس» وإنما يتهم أجهزة الأمن المصرية بالتقصير كحد أدنى.
على هؤلاء أن يقتنعوا بأن إسرائيل عدوة مصر وفلسطين وكل الشعوب العربية، هي المتآمر الأول والحقيقي على أمن مصر، وعلى حقوق الفلسطينيين، وانها ستعمل مرة أخرى على إفساد العلاقة بين «حماس» ومصر وبين الفلسطينيين وأي طرف إقليمي أو دولي فاعل، ومناصر للقضية الفلسطينية.
التسهيلات التي تقدمها إسرائيل، وتلك التي ستقدم عليها، بما في ذلك وفي إطار صفقة متبلورة او تفاهمات مع حركة حماس عن طريق أطراف ثالثة، هدفها تقديم البديل عن معبر رفح، ربما خلال وقت قريب من خلال السماح بمرور الأفراد من غزة إلى الخارج عبر الأردن، ولاحقاً من خلال ميناء أو ومطار.
تهتم إسرائيل، بعودة حالة العداء بين مصر وحركة حماس، حتى تظل الحركة عامل مشاغبة وقلق للأمن القومي المصري، وحتى لا تضطر لتقديم تنازلات، تمس بانتمائها وبسياستها المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، لذلك تبادر المصادر السياسية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية إلى تقديم تقارير ومعلومات تحريضية تتهم «حماس» بأن لها دورا فاعلا فيما يقع من أعمال إرهابية على الأراضي المصرية.
إسرائيل تعرف أن تحريضها لا يذهب هباءً فثمة بعض أصحاب المصالح أو الجهلاء في السياسة، ينتظرون أي مؤشرات أو ذرائع بدون تفحصها، لدفع العلاقات بين مصر و»حماس» نحو التوتر والعدائية وللعودة إلى مربع شيطنة قطاع غزة بأكمله دون حساب النتائج.
إغلاق معبر رفح، واستمرار حالة التوتر في العلاقة بين مصر و»حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، يلحق أضراراً بليغة ليس فقط بالنسبة للجانب الفلسطيني، وإنما أيضاً للجانب المصري، ولا داعي للتفصيل.
عودة إلى ما بدأنا به، أمام حركة حماس تطوران مهمان جداً، الأول ما يتصل بصفقة تبادل أسرى بعد أن اعترفت إسرائيل بوجود عنصرين إسرائيليين وجثتين لدى حركة المقاومة، والثاني ما يجري الحديث عنه من مفاوضات غير مباشرة بشأن الهدنة وما يتبع ذلك، وحتى لا نقع في الخطأ، فإن إسرائيل لا تؤمن بالمواثيق والأوراق المكتوبة، ويكفيها أن تلتزم «حماس» بالهدنة تحت عنوان تثبيت وقف إطلاق النار، حتى تتوصل إلى اتفاق لا يؤدي إلى زوبعة سياسية عارمة.
النوايا الإسرائيلية أكثر من واضحة، بغض النظر عن النوايا الفلسطينية فهي تسعى لتوحيد الضربة القاضية للحقوق الفلسطينية من خلال فرض دولة غزة على المدى الأبعد، لذلك يلزمها تغيير طريقة التعامل مع القطاع ومن فيه، بما يعمق الانقسام وينهي أي آمال بالمصالحة واستعادة الوحدة. لقد حان وقت استثمار سنوات الحصار على غزة، وتشديده على الضفة، لتظل اليد الإسرائيلية هي العليا، وهي التي تملك القدرة على التلاعب بالخيارات طالما أن الخيارات لدى الفلسطينيين متعارضة ومتناقضة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس بعد هذا الوضوح وضوح ليس بعد هذا الوضوح وضوح



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday