غزة المقفلة على وجع التاريخ
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

غزة المقفلة على وجع التاريخ

 فلسطين اليوم -

غزة المقفلة على وجع التاريخ

طلال عوكل

لا أحد يهتم بشؤون الناس، فهم وما يملكون جزء من السياسة، حتى لو كانت السياسة فوق أو دون خط الوطنية. وحتى الآن يبدو أن ثمة نقصاً في وعي المسؤول الفصائلي الكبير، لمدى أهمية الصمود على الأرض، حتى لو أن هذا المواطن الذي عليه أن يصمد كان مدركاً بأنه ترس صغير في آلة السياسة الوطنية، أو انه يعرف بأنه وقود السياسة ومحل استهدافها.
لقد بدأ فصل الشتاء فعلاً، واستبشر الناس عموماً الخير في هذه البدايات التي تشهد فصلاً قد يكون افضل من الفصول السابقة، وقد يعفي خبراء المياه من كثرة التحذير بالكارثة التي تنتظر سكان القطاع جراء نقص المياه الجوفية وتلوثها.
في العام الماضي، والذي سبق، لبى الناس الدعوة لإقامة صلاة الاستسقاء، خوفاً من الجفاف وبسبب تأخر سقوط الأمطار، وقلة ما سقط منها، لكن الكثيرين منهم، عادوا وندموا بعد المنخفض الجوي القوي، الذي احدث الطوفان والغرق في عديد مناطق قطاع غزة ونجمت عنه أضرار كبيرة عجزت عن احتوائها إمكانيات الدفاع المدني. 
اليوم ثمة عشرات آلاف الأُسر، التي دمر العدوان الإسرائيلي بيوتها، ومصالحها ومنشآتها ودمر البنى التحتية، وهي تنتظر الفرج القريب، والأغلب ان هذه الآلاف، ستصلي من أجل أن يتأخر سقوط المطر، وان يكون فصل الشتاء، تكراراً لفصل الخريف، فالصيف الذي حمل لها بلاءً عظيماً لا يختلف عن الشتاء، الذي يواصل ما لحق بهم في فصل الصيف.
قصة غريبة في هذا الزمان، حين يصلي الناس، حتى يحبس الله الخير عنهم، لأنه فائض بؤس عليهم. المانحون في القاهرة قدروا مبالغ تفيض عما تحتاجه عملية إعادة الإعمار، وفائض عما تقدمت حكومة الوفاق بطلبه، ولكن المانحين أيضاً وضعوا آليات واشتراطات صعبة، لتنفيذ وعودهم وقراراتهم.
الإسرائيلي الذي غاب عن مؤتمر المانحين، وأفعاله تشير الى انه يستحق التغييب عن كل مؤتمر أو تجمع إقليمي أو دولي، يحتفظ لنفسه بحق الفيتو، ويواصل تهديداته، حتى قبل أن تبدأ عملية إعادة الإعمار، بتعطيلها، اذا توفرت لديه معلومات بأن حركة حماس، ستستفيد منها في ترميم وإعادة إعمار الأنفاق التي تعتقد إسرائيل أنها نجحت في تدميرها.
في كل وقت يمكن لإسرائيل ان تجرد هذه الذريعة وتختلقها حتى تعطل عملية إعادة الإعمار، ولتحريض المانحين، الذين لا يحتاجون لمن يحرضهم على تأخير دفع المستحقات التي تعهدوا بها من أجل إعادة الإعمار.
وقد يتكرر سيناريو مؤتمر إعادة إعمار القطاع الذي انعقد في شرم الشيخ عام ٢٠٠٩، الذي خصص نحو أربعة مليارات ونصف المليار من الدولارات، لم يصل منها الا نحو مئتي مليون دولار.
الفلسطينيون انفسهم قد يتكفلون بتعطيل عملية إعادة الإعمار بسبب الخلافات المتزايدة حول ملف وآليات عمل المصالحة، التي تتوقف عند تشكيل حكومة الوفاق، ولا تتحرك الى الأمام. كان تشكيل حكومة الوفاق، واتفاق الفلسطينيين على انها المسؤولة عن ملف إعادة الإعمار ضرورياً حتى تستجيب الدول المانحة، لمتطلبات عملية إعادة الإاعمار، ولكن حتى تنجح العملية وتسير على نحو جيد لا بد من أن يتجاوز الفلسطينيون، الى تمكين الحكومة فعلياً من أداء مهمتها. الحاجة لتمكين الحكومة من أداء مهمتها، هدف تطالب به كل الأطراف السياسية، ولكنها تختلف حول آليات التمكين، وحول من يسيطر وحده، او عبر الشراكة على حركة المعابر.
هكذا تصبح عملية إعادة الإعمار، وما ينطوي عليه ملفها من أموال وآليات جزءاً من عملية الصراع الداخلي، المتصل بعملية المصالحة وهو ما يدركه الناس الذين لم يعودوا سذجاً أو بسطاء الى الحد الذي يجعلهم غير متفائلين حتى بما خصصه مؤتمر القاهرة.
الحكومة حتى الآن لم تحرك ساكناً في قطاع غزة، وكان الناس ينتظرون انجازاً واحداً ملموساً، يخلق لديهم الأمل بأن المصالحة قد بدأت، وبدأت تعطي ثمارها.
كثيرة التصريحات والوعود وكثيرة الخلافات والاختلافات التي تمنع تحقيق الإنجاز، أي إنجاز، وفي قطاع غزة، لا يلاحظ المرء أي وجود أو آثار لحكومة التوافق، بل على العكس من ذلك، فتأخر قضية رواتب الموظفين المدنيين لدى الحكومة المقالة، يؤدي الى شلل الكثير من المرافق والمصالح المتعلقة بحياة الناس.
كان الناس ينتظرون حلاً، ولو جزئياً او مؤقتاً لقضية التيار الكهربائي، غير ان الأمور لا تتحرك الى الأمام، فيما يكثر الحديث والمتابعة للحل التركي، الذي تنتظره الكثير من العقبات، ولا يرقى الى مستوى الحل المأمول. وينتظر الناس حل مشكلة معبر رفح الحدودي، خاصة وان الأمر لا يتعلق بإسرائيل، وان معالجة هذه المشكلة قد تكون أيسر وفي متناول اليد لكونها تتصل بالعلاقات الفلسطينية المصرية. الأوضاع في غزة لم تختلف إلا بحجم العذابات والمعانيات، وهي اشد من ذي قبل، واغلب الظن أن الأسباب فلسطينية فلسطينية، قبل أن تكون من أي طرف آخر، فهل يبرهن المسؤول السياسي عن وعيه لأهمية وأولوية البشر على المصالح الفئوية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة المقفلة على وجع التاريخ غزة المقفلة على وجع التاريخ



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday