عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز

 فلسطين اليوم -

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز

طلال عوكل

لست ادري ان كان الاحتفال او الشعور بنهاية عام، شكلا من اشكال الرضا عن عام مضى، ام انه تفاؤل بعام قادم افضل. نهاية عام وبداية آخر، ليس مجرد تغيير في رقم، فهو بالنسبة لمن يحترمون الوقت، محطة لمراجعة عام سابق، بهدف استخلاص الدروس، وتجنب الوقوع في اخطاء ما كان ينبغي الوقوع فيها، او ان يتكلف الخطأ اثمانا باهظة.
في الواقع، فإن الحياة السياسية الفلسطينية، بمعطياتها وتفاصيلها وبالفاعلين فيها، لا تعرف شيئاً اسمه المراجعة، ولا تعترف بالنقد الذاتي، ولكنها تبدع في نقد الآخر، حتى تهشيمه.
اول العام مثل آخره، امضينا العام ٢٠١٤، ونحن نعاني من انقسام مديد، لكأن تجاوزه، بالمصالحة يشكل مساسا بكرامات وهويات القائمين عليه. بدأ العام بتنافر شديد، واتهامات متبادلة صعبة، وما كان ان ينتهي حتى انتهى مخزون كلمات التسامح، والتصالح، ومشاعر الاخوة، ودعوات الشراكة والبناء والتنمية واحترام حقوق الناس ومصالح الوطن ومواطنيه.
لم يكن الرئيس عباس في بداية العام رئيساً بالنسبة لفريق حماس، ولم يعد رئيسا بالنسبة لهم في نهاية العام، وكانت حماس في بدايته، مسؤولة عن الانقسام، وانتهى العام بها وهي كذلك بالنسبة لحركة فتح. ضاعت وتلاشت الخطابات الجميلة المتبادلة التي سمعناها من القيادات الفلسطينية اثناء وبعد اتفاق الشاطئ واستمرت حتى ما بعد تشكيل حكومة الوفاق، لينتهي هذا الموال، بشكل الحكومة والمصالحة. انتظر الناس وعد تسلم السلطة للمعابر قبل نهاية العام، عسى ان يؤدي ذلك الى معالجة عديد الازمات والمشاكل التي تتصل بإعادة الإعمار وبقدرة الناس على الحركة، لكن العام ينتهي الى ما بدأ به من خلاف واختلاف وتبديد للأمل.
فليتبادل الطرفان الشتائم وتحميل المسؤوليات عن بقاء الحصار واغلاق المعابر، لكن عليهم ان يدركوا بأن تعطيل تسلم السلطة للمعابر، من شأنه ان يذخر الاحتلال ببراءة ذمة، هو في الاساس ليس بريئاً منها، الاحتلال هو المسؤول الاول عن الحصار، وعن تعطيل عملية اعادة الاعمار، ولكن ثمة من سيقول ان السبب هو الخلاف بين الفلسطينيين الذين لا ينجحون في تسوية امر المسؤول عن تسلم المعابر وتحمل المسؤولية ازاء تسهيل عملية اعادة الاعمار.
العام بدأ واستمر لبعض الوقت، فيما برنامج التيار الكهربائي يقف على، ست ساعات وصل، واثنتي عشرة ساعة قطع، ثم عاد قبل نهاية العام بثلاثة ايام فقط على عهده القديم، رغم تحسن هذا البرنامج لبضعة اسابيع خلت، خلقت قدرا بسيطا من الارتياح النسبي لدى الناس. وفي الشأن الداخلي ايضا ازدادت نسب البطالة والفقر، وازدادت اعداد الراغبين في مغادرة الوطن، ولديهم ما يكفي من الاسباب اولها واهمها تجاهل الفصائل والقيادة السياسية لأمر مقومات الصمود على الارض، الوضع الداخلي الى المزيد من التفسخ والانقسام الذي يطال اكبر الفصائل واصغرها، ويؤدي الى تعميق الفئوية الحزبية والايديولوجية والسياسية حتى باتت الفصائل جزءاً من مركبات البناء الاجتماعي التحتي او تضاهيه في قيمها وارتباطاتها واختلافاتها. ونختم العام، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية اكثر انقساما واختلافا بشأن مشروع القرار الفلسطيني الى مجلس الامن الدولي، وتبدأ عملية الاستقطاب مرة اخرى، بين من يستجيب او على الاقل من يراعي الضغوطات الاميركية، والغربية، وبين من يعود الى قديمه بالبحث عن فرقاء محور الممانعة فيما يخسر الجميع.
على جبهة العلاقة بين المواطن والمسؤول، يطول الحديث عن التجاهل والتهميش والتخلي عن المسؤولية وعن سلبية المواطن وتزايد شعوره بالاحباط من اداء قياداته السياسية على مختلف مسمياتها.
وعدا الصفحة المشرقة التي سطرتها المقاومة الفلسطينية الباسلة في تصديها غير المسبوق لجبروت الاحتلال تلك الصفحة التي بددتها ألاعيب ورهانات السياسيين، فإن مجريات العام بعمومياتها وتفاصيلها قد ادت الى تعميق حالة الإحباط والى تفاقم الأزمات المعروفة وتزايد أعداد وأنواع المعاناة والألم.
لم تتحقق المصالحة، ولم يرفع الحصار، بل تم تشديده ولم يتم اصلاح العلاقة مع الشقيقة مصر، ولم يبق لدينا من العام سوى عشرات آلاف المنازل المدمرة كليا او جزئيا، واكثر من ألفي شهيد وأحد عشر ألف جريح، آلاف من بينهم معطلون حركيا.
على جبهة الصراع، تشتد الهجمة الصهيونية على البشر والشجر والحجر، في كافة انحاء الوطن، هجمة اقتلاعية، وتهويدية واستيطانية، هجمة عنصرية يقودها عتاة المتطرفين، الذين لا يجدون مكانا لحقوق فلسطينية ولا حتى لفلسطينيين على ارضهم.
اسرائيل كما أقرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تنفذ مخطط اسرائيل الكبرى وتظل تحظى بدعم اميركي لا حدود له، وسياسة اميركية تتمسك باحتكارها للملف دون ان يستطيع العرب المتشرذمون على تخليصه منها، عام، ينتهي بضعف وتشرذم فلسطيني، وضعف وتشرذم عربي، وامعان اميركي في التغطية على مخططات الاحتلال، لا تستطيع معه أوروبا الغربية من ان تفعل معه اكثر من تهدئة خواطر الفلسطينيين والعرب.
يستحق هذا العام، من قبل القيادات السياسية على اختلافها مراجعة جريئة ومسؤولة، لتعديل الوجهة عسى ان يكون العام القادم افضل ولكن يبدو اننا ننفخ في قربة مقطوعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز عـام كـحـلـي بـامـتـيـاز



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday