هامش تحولات مدينية
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

هامش تحولات مدينية

 فلسطين اليوم -

هامش تحولات مدينية

حسن البطل

أغارُ على تلال رام الله من هذه الطفرة المعمارية، لولا أن هناك تعادلاً بين الإزاحة الحجرية للغطاء النباتي وحدائق العمارات المشجرة.
قال لي واحد من «الأيام» ان طفرة البناء في رام الله تدخل سباقاً مع طفرة الخليل، وباقي المدن تمشي ولا تهرول.
من سنوات قليلة، وحّدت بلدية رام الله رصيف مركز المدينة، بعد أن كانت كل رقعة شكلا ولونا وملمسا، ثم وحدّت لاحقاً رصيف المدينة القديمة (رام الله التحتا). بقي شيء واحد متنافر «تنظمنا يد الفوضى» هذا في بال شاعرنا، وفي بالي أمور أُخرى شتّى. الدنيا حرّ وحم وشوب هذه الأيام، وفيها أطلب تاكسي من المقهى الى الجريدة، وفي غير أيام موجة حمّ قد تبطح موجة حم صيف 2010، أمشي نصف المسافة لتشغيل دماغي وإملاء عمودي. وكذا لبرودة مكيّف السيارة.
حظي كان بيروتياً، فقد لف ودار الشوفير الى أطراف رام الله، لتوصيلة ثانية، وكان مكيف السيارة معطلاً!
الشاعر الذي قال أن يد الفوضى تنظمنا، قال ان رام الله «مدينة تنمو على عجل، وتكتشف هذا، خصوصاً، في أطراف المدينة، حيث ورشة البناء على قدم وساق.
لكن، كما في مركز المدينة، كذا في أطرافها، كل عمارة قيد البناء لا تشاكل أخرى، سوى أن الشكل يرتدي الحجر الأبيض، وحالياً يعتمر على سطوح العمارات خزانات بيضاء بعد ان كانت سوداء.
في شارع ركب، توجد أربعة او خمسة أنواع وأشكال وألوان من «غَلَق» المحلات. هذا لا تفطن اليه نهاراً، لكن ليلاً تلبس أبواب المحلات، في معظمها، دروع الفرسان القدامى الحديدية والمدرعة.
شوي شوي، بدؤوا في ارتداء «زي صيفي» لأبواب المحلات، بما يترك لك فرصة للإطلال على محتوياتها، خاصة اذا تركوا نوراً خفيفاً شفيفاً، ومن ثم قد تفكر في صباح اليوم التالي بشراء شيء لفت نظرك مع هذا النور الخافت والناعس!
بودي أن أحمل كاميرا وأصوّر نوافذ بيوت قديمة في رام الله التحتا. نوافذ حديدية - فولاذية لا تترك سوى فرجات ضئيلة للهواء، او لنسيم الليل، او لتهوية رطوبة وعفونة البيوت.
الآن، تغّير الحال وصارت نوافذ البيوت واسعة، والغرف مضاءة حتى ساعة متأخرة من الليل.
زار بريطاني مدينة رام الله، وقال لي في لندن انها مدينة. لماذا؟ لأن فيها KFC يعني كنتاكي فرايدتشيكن في مبنى كامل، وليس في حوانيت صغيرة، اذا زار المدينة مرة ثانية سآخذه الى رام الله - التحتا. لماذا؟ لأن مدينة الابنية الحجرية هذه، تشكل مدينة الحجر والبشر والسيارات والشوارع الضيقة، لكن نمط البناء الحجري انقلب.
كانت البيوت تُعطي واجهة حجرية من الحجر الملطش، ونادراً من الحجر الصقيل، بينما تغطى حيطانها الأُخرى بجدران من الحجر النافر «طوبزة».
الآن، صار الأمر معاكساً، لأن مناشر الحجر الآلية تعطيك حجراً مالساً «رخيصاً»، او حجراً ملطشاً، ولا تعطيك حجراً نافراً وسميكا (طوبزة).
المؤسف والناشز ان المغرمين بالديكورات الجديدة يقومون بإكساء جدران من الحجر النافر بغطاء من معدن الألمنيوم القبيح.
لا بأس بأبنية عالية جدرانها من الألمنيوم والزجاج المعتم، لكن هذا الافتئات على هيبة حجر قديم وسميك أمر غير جمالي وغير مقبول، وعلى البلدية ان تضع له حداً، كما وضعت حدوداً لعرض مظلات المحلات على الشوارع.
مهما كبرت رام الله وامتدت وطغت على التلال، فيبدو لي أنها ستظل محرومة من شبكة قطارات للنقل الخفيف، نظراً لتفاوت كبير في ارتفاعات التلال التي أقيمت عليها المدينة، وسيظل نظام النقل العام فيها يتسيّده نظام السيارات 7 + 1 وليس باصات النقل الكبيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هامش تحولات مدينية هامش تحولات مدينية



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday