مفتاح الصول وسلم الاعترافات
آخر تحديث GMT 11:33:52
 فلسطين اليوم -

مفتاح "الصول" و"سلم" الاعترافات!

 فلسطين اليوم -

مفتاح الصول وسلم الاعترافات

حسن البطل

على الصفحة الأولى، من أيام الخميس، صورة تغني عن مقال. سفيرنا لدى فرنسا، هايل الفاهوم، جالساً إلى يمين رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جان بيار رافان، قبل نقاش اعتراف البرلمان الفرنسي بدولة فلسطين.
هايل الفاهوم، كما عرفته في لقاء العام ١٩٧٨، كان ممثل م.ت.ف لدى "اليونسكو". رجل شهم وأنيق، دبلوماسي لبق، وبالطبع يجيد لغة موليير كأهلها.
بعد قرابة أربعة عقود، صار الشاب هايل "شيخاً" ولعله فكّر، جالساً إلى جانب شيخ مجلس الشيوخ، أن حياة إبراهيم الصوص، ممثل المنظمة بباريس لم تذهب هدراً، ولا جهود سالفته ممثلة السلطة، ليلى شهيد.
لو أن السفير الإسرائيلي بباريس حضر ولم يغب، فإن مكانه على منصة النقاش، وحسب البرتوكول، سيجلس الى يمين الشيخ رافان، والفاهوم الى يساره.
صحيح، أن مملكة السويد هي من وضع علامة المفتاح الموسيقي (الصول) في الاعتراف بدولة فلسطين، لكن برلمانات بريطانيا وإسبانيا وفرنسا (ولاحقاً: بلجيكا وإيطاليا .. حتى الآن) وضعت علامات سياسية، لا موسيقية، على سلم الاعترافات، الذي ستكّر سبحته وتتجاوز العلامات السبع المعروفة في السلم الموسيقي.
أن "تغني" أوروبا الغربية "كورال" على "كونشرتو" الاعترافات، أحسن من أن "تغرّد" السويد وحدها باعترافها الرسمي بدولة فلسطين.
صحيح، أن السويد هي القدوة الرائدة للاعترافات الأوروبية، لكن في الاتحاد الأوروبي ثلاث دول رائدة هي: فرنسا، بريطانيا .. وألمانيا، مثل "سيجة".
هذه الدول الثلاث تعكف على صيغة مسودة قرار يقدم لمجلس الأمن ويدعو لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.
السويد وضعت علامة "دو" على سلم الاعتراف، وفرنسا كأنها وضعت علامة "ري"، وبريطانيا علامة "مي" وإسبانيا علامة "فا".
المهم أن فرنسا أقنعت بريطانيا، والدولتان أقنعتا ألمانيا لوضع مسودّة مشروع قرار اوروبي. هذا يعني، ربما، أن "البوندستاغ" الالماني سيصوّت في وقت قريب على الاعتراف بدولة فلسطين.
لا كثير أهمية، إلاّ في التوقيت، لكون اعترافات البرلمانات الاوروبية "غير ملزمة" لحكوماتها، وهناك أهمية لكون المشروع الثلاثي الاوروبي "ملزماً" لباقي دول الاتحاد الأوروبي (٢٨ دولة) وبعضها كانت دولاً اشتراكية واعترفت بالدولة قبل دخولها في عضوية الاتحاد.
الصيغة البرلمانية البريطانية والإسبانية والفرنسية للاعتراف، تقول بالمفاوضات، ومن ثم تحديد أجل لها من عامين، وبعدها (او خلالها!) ستعترف حكوماتها بالدولة الفلسطينية .. في الوقت المناسب.
يبدو ان المشروع الثلاثي الأوروبي، بتأثير من ألمانيا المتحفظة قليلاً. يقول بالمفاوضات، ثم الحل النهائي والانسحاب الإسرائيلي. ما الفرق بين "حلّ نهائي" و"الانسحاب الإسرائيلي" و"دولة فلسطين
إن وتيرة الاعترافات، الرسمية منها (كالسويد) والبرلمانية "غير الملزمة" توالت سريعاً خلال أسابيع، لكن إسرائيل ستذهب الى الانتخابات بعد أربعة شهور (١٠٢ يوم)، وبعدها مخاض عسير لتأليف الحكومة .. ومن ثم، فالانتخابات الإسرائيلية ذريعة لتأجيل المفاوضات.
من شبه المؤكد، ان يجتاز المشروع الثلاثي للدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، حاجز الأصوات التسعة، ومن ثم فالولايات المتحدة سوف تمتنع، على الأغلب، عن استخدام حق النقض .. لكن، المشروع الفلسطيني - العربي الذي ستقدمه الأردن لن يجتاز حاجز التسعة، وسيصطدم بجدار "الفيتو" الأميركي.
هل ستؤثر "مسودة" المشروع الأوروبي الثلاثي على صيغة المشروع العربي قبل تقديمه على "ورقة زرقاء" للتصويت، ام سيؤثر المشروع العربي على مسودة المشروع الأوروبي، كما أثّرت ألمانيا على صيغة المشروع الفرنسي؟
على الأرجح، لن يصّوت مجلس الأمن على المشروع او المشروعين قبل بداية العام الجديد، ومن هنا حتى أوائل شهور العام المقبل، ستلحق الاعترافات البرلمانية البلجيكية والإيطالية بباقي الاعترافات.
المهم، أن السويد وضعت مفتاح "الصول" على الاعترافات، ولا بأس ان تغني دول الاتحاد على السلم الموسيقي: دو. ري. مي. فا. صو. لا.. سي، وستكون العلامة الأخيرة هي الاعتراف الأميركي، وربما ليس عن طريق الكونغرس، بل الحكومة الأميركية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتاح الصول وسلم الاعترافات مفتاح الصول وسلم الاعترافات



GMT 06:34 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا المستقبل… لا تقسيم ولا إيران

GMT 05:44 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

بدايات

GMT 05:42 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

GMT 05:40 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

حرب السودان... كيف قلب الجيش الموازين؟

GMT 05:36 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مفاهيم فلسفية وتحديات سياسية

GMT 05:35 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

أميركا تقاطع نفسها

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف...المزيد

GMT 11:57 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 18:05 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 08:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العذراء" في كانون الأول 2019

GMT 10:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 16:06 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

عين الزمان "استثمار السياحة الأثرية"

GMT 01:23 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود عباس يقلد السفير الياباني السابق نجمة الصداقة

GMT 09:54 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل إليك هذا اليوم تجدداً وتغييراً مفيدين

GMT 18:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

لاعب البايرن يردّ على تصريحات لاعب السد

GMT 04:57 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد عديدة ومُذهلة لتناول القهوة على حركة الأمعاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday