مـركـب خـشـن
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

مـركـب خـشـن ؟!

 فلسطين اليوم -

مـركـب خـشـن

حسن البطل

ليت النضال الوطني كما في الأغنية: "موجتين والتالته تابته/ وتركبي الموجة العفيّه" كما كتب وغنّى أحمد نجم والشيخ إمام. يكفي أن مصر لم تركب بعد "الموجة العفيّه" منذ حرب حزيران 1967 وحتى يومنا هذا!
مركب فلسطين خشن، منذ الشرعية النضالية للثورة، إلى الشرعية السياسية للمنظمة.. والآن، الشرعية القانونية للسلطة والدولة.
لا أعرف، كم قانونياً ضليعاً في لجنة تنسيق وطنية عليا، شكلها بمرسوم، بالأمس، رئيس السلطة الفلسطينية. إنها "لجنة متابعة" بخصوص الاحتكام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
منذ أن وقّع أبو مازن، غرّة العام الجديد، وثيقة الانضمام لهذه الجنائية، والمبنيّة على اتفاقية روما، وباشرت العمل قبل 13 سنة، تتابعت، سريعاً، الخطوات المتبادلة، الفلسطينية والإسرائيلية والدولية القانونية.
الفلسطينيون جادُّون، ومثلهم إسرائيل، وكذلك المدعية الرئيسة للمحكمة، فاتو بن سودا، التي فتحت "فحصاً أولياً" في 17 الشهر الماضي.
إسرائيل ردّت على المدعية الرئيسة، بوثيقة "سرية" من ثماني نقاط وزعتها الخارجية الإسرائيلية على بعثاتها، والنقطة الرئيسة هي أن فلسطين ليست دولة حقيقية يحق لها التقاضي الدولي، وهذا ادعاء لم يقبله أمين عام الأمم المتحدة (فلسطين دولة مراقبة بقرار كاسح من الجمعية العامة، رغم "عمايل" خسيسة لأميركا في مجلس الأمن!).
إسرائيل أمسكت بنقطة "تضارب المصالح" في لجنة حقوق الإنسان ـ الأمم المتحدة، واضطر رئيسها الكندي، وليام شاباس، للاستقالة، لأنه كتب، قبل عامين ونصف العام، استشارة قانونية لصالح م.ت.ف حول تداعيات رفع مستوى مكانة السلطة في الأمم المتحدة.
لجنة شاباس تحقق في حرب غزة الثالثة 2014، كما سبق وحقّقت لجنة غولدستون في حرب غزة الثانية 2009. في الحالتين رفضت إسرائيل التعاون معهما، ثم اتهمت غولدستون، الجنوب أفريقي، بأنه منحاز، رغم أنه يهودي.
تدعي إسرائيل أن لجنة حقوق الإنسان تعكس "التسييس" في الجمعية العامة لصالح الجانب الفلسطيني، لكن، لا يمكن اتهام محكمة العدل الدولية ـ لاهاي بذلك، وقد أصدرت فتوى بلا قانونية "الجدار الفاصل"، كما لا يمكن اتهام المحكمة الجنائية الدولية بالانحياز.
استقال شاباس، بعد أن أنجزت اللجنة معظم تقريرها، وحلّت مكانه قاضية أميركية، هي ميري مكغافن في رئاستها، وهي يهودية، وقاضية محكمة عليا متقاعدة، وعلى الأغلب لن تغيّر الكثير في التقرير شبه الناجز.
تدعي إسرائيل أن الفلسطينيين، وبخاصة حركة "حماس" اقترفت جرائم حرب، عندما أطلقت صواريخ على إسرائيل، وشكلت لجنة إسرائيلية حول "تجاوزات" الجيش في الحرب، خلصت إلى أنه لم يقترف، حتى في تنفيذ إجراء "هانيبال" ما يوجب المسؤولية، خلاف تقرير "بتسيلم" وأطباء بلا حدود عن تلك الحرب.
سنعود إلى حكم سابق للمحكمة بخصوص سفينة مرمرة التركية، وقالت فيه إن هناك شبهة بجرائم حرب، لكن القتلى الأتراك كانوا قلائل، بما لا يبرر الاتهام بجرائم إبادة.
أيضاً، صدر حكم آخر حول اتهامات من صربيا وكرواتيا باقتراف جرائم حرب متبادلة تعدّ "تطهيراً عرقياً" ضد المدنيين، لم يُلق بمسؤولية جنائية على أحد الطرفين.
في الحرب الثالثة على غزة سقط 70 إسرائيلياً بينهم ثلاثة مدنيين فقط بصواريخ من غزة، والباقي كانوا جنوداً، لكن سقط أكثر من 2000 فلسطيني.
أكثر من 70% منهم مدنيون (أطفال ونساء وعجائز) هناك فارق في جرائم حرب أهلية، أو حرب بين الدول... وجرائم الاحتلال. 
إسرائيل التي يحق لها "الدفاع عن نفسها" كما تقول هي والولايات المتحدة، ردت بشكل غير متناسب، وأوقعت ضحايا وخراباً غير متناسبين مع ما ألحقته صواريخ "حماس" من قتلى مدنيين وخراب بسيط.
من الواضح أن إسرائيل تخشى أن يكون التحقيق في جرائم حرب ضد غزة، مقدمة لدعوى قضائية فلسطينية أكثر تماسكاً، وهي جريمة نقل سكانها إلى الضفة الغربية، خلافاً للقوانين الدولية، باعتبار الاستيطان غير شرعي.
بينما تستعين فلسطين بخبراء مرموقين في القانون الجنائي الدولي، مثل غولدستون وشاباس، فإن إسرائيل تلجأ إلى وسائل وذرائع سياسية وأمنية، وليس إلى خبراء إسرائيليين ودوليين في القانون الجنائي.
يقول بروفيسور يورام شاحر، مدرس القانون الجنائي في إسرائيل، إن القانونيين اليهود هم الذين وضعوا أسس المحكمة الجنائية الدولية، وكذا النظام القضائي الدولي المعاصر.. والآن، هم الطرف المدافع، بينما فلسطين الطرف المبادر.
يستند شاحر إلى أن إسرائيل لا تحتاج لاقتراف جرائم حرب لأنها الطرف القوي، والفلسطينيون يحتاجون لجرائم حرب لأنهم الطرف الضعيف، وكل ما على إسرائيل هو مواءمة حروبها مع قوانين الحرب الدولية.
يمكن القول إن الفلسطينيين ركبوا "المركب الخشن" سواء في مرحلة الثورة والشرعية النضالية، أم في مرحلة المنظمة والشرعية السياسية .. والآن، في مرحلة إعلان الدولة والشرعية القانونية والقضائية.
إسرائيل تخسر بالنقاط. واجه الفلسطينيون القوة الإسرائيلية المتفوقة.. والآن يواجهون ما يسمّى "الدهاء اليهودي" في القانون، والغباء الإسرائيلي في السياسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مـركـب خـشـن مـركـب خـشـن



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday