على مقاعد الصف الخامس
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

على مقاعد الصف الخامس

 فلسطين اليوم -

على مقاعد الصف الخامس

حسن البطل

"عضلة القلب" من عمل التلميذ أحمد، و"الجمجمة " من عمل زميله خيرالدين.. و"الجهاز العصبي" من عمل زميلهما محمد. الأعمال معلّقة على جدران الصف الخامس، في مدرسة بيرزيت الأساسية للذكور.
.. وأنا الذي كنت في الصف الخامس، منتصف الخمسينيات، أجلس، مرّة أخرى، على مقاعد الأولاد في قاعة الصفّ، وكنّا نسمّيها "الرِّحلاي" ولعلّها من "الراحلة " أيّ المطيّة، أي أية دابّة من الدّواب.
"العمر أولاد هربوا من القبلة ".. أو أولاد شرفتني إدارة المدرسة بالوقوف مع مدير المدرسة الأستاذ بدر شريتح، وهيئة التدريس، لتسليم "كومة" من جوائز التفوق على طابور من الأولاد الشاطرين.
هذا الامتياز أنعش جهازي العصبي وعضلة قلبي.. ودماغي، خصوصاً عندما بكى غلام في الصفِّ السّادس "المتخرّج" وقد ارتدى زيّ الأمير، ولكن المرتبة الأولى خطفها تلميذ منافس، ربّما بالقرعة بعد تساوي العلامات.
المدير السابق للمدرسة، الأستاذ وليد، أدارها عشرين عاماً.. ربّما بعض تلاميذه يدرسون في جامعة بيرزيت القريبة، وكل ما في المدرسة، من باحة مرتبة لتكون ملعب كرة سلة أيضاً، إلى أصص زهور صناعية في الشرفات، إلى مجلس الآباء تحمل بصمات المدير السابق وليد، أو مربي الأجيال، الذي سلّم المدير الجديد، الأستاذ بدر أمانة إدارة المدرسة الأساسية، وتطويرها لتكون نموذجية.
فوجئت أن زميليّ في القسم الرياضي لـ "الأيام" محمود وإياد، زميلان أيضاً في الهيئة التدريسية؛ الأوّل معلّم لغة عربيّة؛ والثّاني معلّم رياضيّات.
الولد حسام، ابن زميلي فيصل قرقطي، حاز المرتبة الأولى على الصفِّ الخامس (وللمرّة الخامسة). نظرت في لائحة علاماته فكانت كالتالي: في تسع مواد حاز درجة ممتاز وفي المادة العاشرة درجة جيّد جداً.. ومعلّموه نجحوا معه أيضاً فقد حاز علامة ٩١ في العربية، بينما ولد في تونس، ودخل صفَّه الأوّل في قبرص في مدرسة إنكليزيّة اللغة (٩٩ علامة). أما في اللغة الفرنسيّة، فعلينا أن نشكر المدير السابق وليد الذي أدخلها لغة أجنبيّة ثانية.
اقترحتُ على المدير الجديد فكرة تطوير نشاطات لا منهجيّة، فبإمكان محرِّرنا الرياضي أن يلقي محاضرة بسيطة وشيِّقة عن الرياضة، وزميلي الشاعر درساً في الإلقاء الشعري، وطرائف الشعراء الأقدمين.. ما دام هؤلاء الآباء أعضاء في مجلس الآباء.
التلامذة: أحمد، محمد، وخير اللّه صعدوا صفّاً، وبقيت أعمالهم معلَّقة في الصفِّ القديم.. الذي سيغدو المدرسة القديمة. كم أودّ لو أزور "مدرسة سيف الدولة الابتدائية الزراعية للبنين" في ريف دمشق، وألقي نظرة على وجهي كما كان في "الصورة التذكارية" لـ "خرِّيجي" الصفِّ الخامس.
حسناً، فعل عبدالجواد صالح، عندما ناضل لتحويل "المدرسة الهاشمية " في البيرة إلى مركز "بلدنا" للفن الشعبي. بدلاً من هدمها وبناء عمارة تجارية مكانها.
* * *
لديّ "شهادة "معلَّقة في غرفة أولاد صافي صافي، ابن بيت نبالا، وهي مقالتي (الثلاثاء ٢٨ / ٤ /١٩٩٨، العدد ٨٢٤)، بعنوان "النبالي الصغير" التي كتبتها عنه وعن ولده عندما تعارفنا في الشارع الرئيسي لرام الله، وكان صافي صافي منهمكاً في لجنة نكبة أعدّت لها "جمعية بيت نبالا الخيريّة ".
في الشارع ذاته، أمس، استوقفني صافي صافي، فإذا بي أمام "عائلة نبالية" من ستة أنفار (مع الأبوين) وفي أيدي الجميع قرون بوظة.. وقال لي: "النبالي الصغير" عن "برواز" معلَّق في غرفة الأولاد، إلى جانب صور عن "بيت نبالا".
خجلي غالب فخري، وإحساسي بمسؤولية الكلمة في نقش وعي الصغار غلب الخجل والفخر.
قبل أقلّ من خمسين عاماً كنت في عمر أولاده، وكنت أحلم بفلسطين وأبيع قرون البوظة أيضاً في حَواري قرية في المنفى السوري.
"العمر أولاد..".. وابنتي الكبرى توشك على التخرُّج من الجامعة، وثماني عيون "نبالية " لأولاد صغار تحدِّق في هذا "الأستاذ" الذي شرَّفوه.. وجعلوا مقالته صورة في "برواز"!
* * *
من تسليم شهادات للأولاد، إلى تعليق "شهادتي" في غرفة أولاد، وضعني طلاّب قسم الصحافة في جامعة بيرزيت على... "المشرحة".. فقد صارت مقالاتي موضوعاً للدراسة، ولاستطلاع الرأي.. وهكذا غدوت "كلاسيك".. بعدما، كنت قبل أربعين عاماً، مجرّد تلميذ شاطر، يقرأ أستاذ العربية مواضيعه على صفوف المدرسة في مادة "الإنشاء" و"الوصف".
أما طالبة قسم الصحافة عبير فتسألني عن "سر الأسلوب" في الكتابة الصحافية.. وأنا لا أدري ماذا أقول.. وربّما لأنّني أقارن بين "عضلة القلب" كما يرسمها ولد في الصفِّ الخامس.. وصورتها في أطلس طبّي.. وذلك الإحساس عندما جلست في عمر الخمسين على مقاعد أولاد الصفِّ الخامس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مقاعد الصف الخامس على مقاعد الصف الخامس



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday