صعبة وطويلة
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

صعبة وطويلة

 فلسطين اليوم -

صعبة وطويلة

حسن البطل

.. وإذن؟ لعلّها حرب الاستنزاف الثانية التي تخوضها مصر. الأولى كانت في عامي 1970ـ1971 ضد الجيش الإسرائيلي؛ والثانية ضد الإرهاب الجهادي الذي تصاعد في سيناء بعد إزاحة الإخوان المسلمين عن الحكم.
في الواقع، كانت مصر الناصرية قد واجهت إرهاباً إسلاموياً عابراً منتصف خمسينيات القرن المنصرم، وذروتها كانت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر.
في ذروة أخرى، تمّ اغتيال الرئيس أنور السادات في «حادثة المنصّة» الشهيرة، وفشلت محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك أثناء وجوده في قمة أفريقية بأديس أبابا.
الموجات الإرهابية السابقة، وبخاصة في حكم مبارك تركزت على عمليات ضد السياح الأجانب في صعيد مصر، ومنطقة الأهرامات، ومنطقة شرم الشيخ.
في هذه الموجة، الأصعب والأخطر، تتركز العمليات الارهابية في سيناء ضد الجيش المصري، وقليلاً ضد أجهزة الأمن وأفرادها في «بر مصر».
لماذا هي صعبة؟ لأن مساحة صحراء سيناء ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، وهي تدور بين جيش نظامي وحركات عصابية.
جميع الموجات الإرهابية، منذ جمال عبد الناصر حتى عبد الفتاح السيسي مرتبطة بشكل أو بآخر، بحركة الإخوان المسلمين، التي وصفها السيسي بأنها «أقوى تنظيم سرّي في العالم»؟!
الجيش المصري أنهى في 30 حزيران حكم الإخوان المسلمين في مصر. لماذا؟ لأن السيسي سمع من قائد كبير في تنظيم الإخوان المسلمين قوله، قبل أيام من ثورة التصحيح، «ستجد من كل ربوع الدنيا ناس ستأتي لمقاتلتكم» لهذا السبب، يتم تركيز العمليات الجهادية ضد الجيش المصري، المقيّد في انتشاره بسيناء ببروتوكولات معاهدة كامب ديفيد، حتى دون هذه القيود فالحرب شاقة بين جيش وحركات عصابات. 
لا حاجة لمزيد قول إن أمن سيناء من أمن مصر، والأمن العربي من أمن مصر، وبخاصة بعد العام 2011، وبالذات بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر.
ضمناً لا صراحة اتهم السيسي حركة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الهجمات الارهابية، لكن محكمة مصرية أصدرت، في اليوم السابق حكماً إثر دعوى من محام، اعتبر أن الجناح العسكري لـ «حماس» هو تنظيم ارهابي.
أحد قادة «حماس»، صلاح البردويل، وجد مفارقة بين هذا الحكم القضائي من محكمة مصرية، وبين رفع محكمة أوروبية حركة «حماس» من قوائم الارهاب.
هذه ليست مفارقة إلاّ شكلاً، لأن أوروبا ميّزت بين «شين فين» السياسية الايرلندية وبين جناحها العسكري المتهم بالإرهاب «الجيش الجمهوري الايرلندي» IRA، كما تميز بين حركة «فتح» السياسية والسلطة الفلسطينية وبين كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري للحركة.
في المقابل، «حماس» لا تميز نفسها عن ذراعها العسكرية «القسام»، من الصعب التمييز بين حركة في غزة هي جزء من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والتنظيم الأم في مصر، أو حتى بين «القسام» و»كتائب بيت المقدس» التي أعلنت البيعة للدولة الإسلامية في الشام أو العراق.
تصاعدت العمليات في سيناء بعد إعلان مصر عن توسيع قناة السويس، ويشمل هذا المشروع الضخم، ستة أنفاق تحت قناة السويس، تمهيداً لإعمار سيناء وإسكانها، لكنه سوف يسهل نقل الدبابات إلى سيناء في حالة حرب بين مصر وإسرائيل، الأمر الذي لا تنظر إليه إسرائيل بارتياح، فهي ترى في جزء من سيناء إمكانية مستقبلية لتوسيع قطاع غزة ثلاثة أضعاف واعتبارها «دولة فلسطين»، أو «إمارة غزة الإسلامية».
مصر ستعاني، سنوات قد تطول، من الارهاب، لكن الشعب الفلسطيني في غزة سيعاني من حصار مزدوج: إسرائيل من جهة ومصر من جهة أخرى، ومعه ستعاني السلطة الفلسطينية بين تأييدها لمصر ومتاعب شعبها في غزة، كما يعاني الشعب الفلسطيني في سورية لأنه في سورية التي تعاني «حرباً عالمية» من الحركات الإسلامية المسلحة ومن عزلة دولية.. وخراب عميم!
المشكلة أن الحركات الإسلامية ترفع «المقاومة» شعاراً وحجة ضد السلطة الفلسطينية، بينما أن المقاومة الحقيقية هي تكامل النضال العسكري مع النضال السياسي الذي تخوضه السلطة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل قوية عسكرياً، لكن ضعيفة سياسياً بسبب الاحتلال لفلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعبة وطويلة صعبة وطويلة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday