حتى صار الفلسطينيون «توينبيين»
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

حتى صار الفلسطينيون «توينبيين»

 فلسطين اليوم -

حتى صار الفلسطينيون «توينبيين»

حسن البطل

سأقتبس: «لا يوجد أي منطق في أن يجري طبيب عربي في «هيلل يافا» عملية قلب مفتوح لضابط كبير، بينما لا يُسمح لجاره أن يشرّف أرضية مصنع تكنولوجيا عليا يعمل للجيش» الاقتباس من الصحافي يارون لندن (يديعوت 7 تموز) وهي خلاصة جلسة إفطار رمضانية في ضيافة عائلة فلسطينية.. لكن أية عائلة هذه؟ يقول: الأم تحمل شهادة دكتوراه، وتعمل رئيسة دائرة في كلية. الأب يحمل لقب دكتوراه، ويحاضر في الجامعة. الابن البكر يدرس دكتوراه في جامعة أميركية معتبرة، ويتواجد في إجازة، الابن الشاب يدرس في كلية بالبلاد، ابن أخت ربة البيت يدرس الطب في الخارج، وسيعود للبلاد للاختصاص، ربة البيت قالت إن أمها أمية، لكنها أوصت بناتها أن يتعلمن.. وفي النتيجة؟ لا واحدة بينهن لم تنل لقباً جامعياً».
تتذكرون ماذا قال محمود درويش، قبل دخوله مستشفى هيوستن الأميركي عندما علم أن الطبيب الجرّاح عراقي ومساعديه عرب: «ألا يوجد أميركي» سأل: «واحد فقط هو طبيب التخدير».
فإلى نصيحته يارون لندن: نشأت فرصة تاريخية سيفوتها اليهود (في إسرائيل) إن لم يعملوا على أن يشعر العرب فيها بأنهم في وطنهم.
دعكم من أسطورة أسباط إسرائيل الـ 12، فإلى رئيس دولة إسرائيل الحالي، رؤوبين ريفلين، الذي قال إن إسرائيل الحالية أربع قبائل وهي: العلمانيون. الأصوليون «الحريديم».. والعرب، وما قاله غيره: سيشكل «الحريديم» والعرب نصف السكان، والأولون لا يتعلمون الرياضيات واللغات، والأخيرون مقصيون من العمل في ميادين حساسة، مثل التكنولوجيا، وفي التخنيون حصلت هذه القصة: طالب عربي حادث زميله العربي باللغة العربية، فقالت الدكتورة: مسموح بالعبرية والإنكليزية فقط.. وطردت الغالبية من القاعة!
نائب وزير الخارجية قال في الكنيست: نحن نمنّ على العرب أنهم في الكنيست.. لكن النواب الفلسطينيين هم من يمنّون على الديمقراطية الإسرائيلية بوجودهم!
ديمقراطية.. وتكنولوجيا، حيث تقول إحصاءات إسرائيلية إن نسبة العاملين فعلاً من التكنولوجيين الفلسطينيين في إسرائيل 2% الآن، وسترتفع خلال سنوات إلى 10%.
فإلى قصيدة توفيق زياد عن عبور 1973:
جميع أساطير العهر النظري/ عن الشعب الأرقى
والشعب الأدنى/ انهارت في نصف نهار
ليس نصف نهار، وإنما منذ طلب اللاجئون خيمة مدرسة قبل خيام يقيمون فيها أول سنوات النكبة، وقت قال أوري لوبراني: لو بقي العرب (في إسرائيل) مجرد حطابين وسقائي ماء!.. إلى ان يجري طبيب فلسطيني عملية قلب مفتوح لضابط إسرائيلي!
يقودنا هذا إلى المؤرخ أرنولد توينبي (1889 ـ 1975) ونظريته في «التحدي والاستجابة» المعادية لنظرية تفوق العرق الآري، وتفوق اليهود، فإلى استجابة الفلسطينيين عامة على تحدي هزيمتهم على أيدي يهود كانوا أكثر تقدماً منهم. وكان توينبي معجباً بابن خلدون.
الاستجابة للتحدي على نوعين: استجابة سلبية، والنكوص إلى الماضي والانطواء عليه (حالياً: الحركات القومية العروبية والأصولية الإسلامية، والصهيونية واليهودية أيضاً) الثانية: استجابة إيجابية، وهي امتصاص الصدمة وبذل جهد للتغلب عليها وهذه استجابة انبساطية.
عام على حرب غزة الثالثة، حيث مئات من جنودهم يعانون صدمة الحرب، ومئات آلاف الفلسطينيين يعانونها. لكن تلميذة غزية انتشلت من تحت الأنقاض أحرزت 98.3% في امتحان التوجيهي.
فإلى مخيم اليرموك حيث أحرزت الفلسطينية ندى خالد شواهين بعد الامتحان خارج المخيم على المرتبة الأولى في سورية.
.. فإلى لبنان، حيث أحرز طلبة فلسطينيون المراكز الأولى في امتحانات الثانوية العامة هناك.
هاك نموذجا يقدمه محمد محمود زكريا، الذي ولد في مخيم البص، وأصوله من طيرة حيفا، وهو أكثر الحاصلين على شهادات في كوكب الأرض، منذ تخرج من معهد تدريب تقني ومهني تابع للأونروا، فإلى دكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة في لاتفيا، وأيضاً 13 درجة جامعية أخرى بين دكتوراه وماجستير.. وصار سويدياً منذ العام 2000.
ثمة خبر طريف: جامعة الأزهر ـ غزة تقبل في كلية الطبّ بنات بمعدل 97% وذكور بمعدل 96%، أي أن البنات «قوّامات» على الذكور.
***
من صادرات فلسطين الحجر والرخام، وأيضاً تمر «المجول».. لكن هناك صادرات العقول، أيضاً.
التحدي والاستجابة؟ استجابة نكوص للماضي، واستجابة إيجابية للتغلب على الصدمة.. دعم من الاستجابة النضالية والسياسية؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى صار الفلسطينيون «توينبيين» حتى صار الفلسطينيون «توينبيين»



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday