الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

"الصعود" اليهودي؛ "النكوص" الإسرائيلي؟

 فلسطين اليوم -

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي

حسن البطل

وجدتُ جوابي على "نصف اللغز" في مفردات الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. إنها تنقص عدد المهاجرين الألمان اليهود إلى إسرائيل.
دَأبتْ إسرائيل على وصف الهجرة الإيجابية اليهودية إليها بأنها "صعود ـ علياه" والهجرة السلبية منها بأنها "نزول". مثلاً الهجرة الكبرى الروسية ـ السوفياتية أواخر القرن الفائت أضافت مليوناً وأكثر إلى سكان إسرائيل، وشكل ناتان شارانكسي حزب "إسرائيل بعلياه". ثلث هؤلاء المليون ما كانوا يهوداً، وغالبية هذا المليون هاجروا لأسباب اقتصادية، وقت الانهيار السوفياتي.
"علياه" تعني "الصعود"!
هل الكارثة النازية (المحرقة ـ الهولوكوست) هي سبب إقامة إسرائيل، أم أن التوق الديني إلى "صهيون" واللبن والعسل هو السبب؟ في هذا يتساجل الصهاينة الكلاسيكيون مع اليهود المتدينين.
في آخر إحصائية لسكان إسرائيل أن عدد يهودها ناف على المليون السادس، ويفاخرون في إسرائيل بأنها المكان الوحيد حيث يزداد فيه عدد اليهود، مقابل تضاؤل عددهم في الشتات "الدياسبورا" بفعل قلة الولادات، والزواج المختلط.
برلين عاصمة ألمانيا قبل وبعد "الرايخ الثالث"، الذي أنجب دولة الهيكل الثالث، أي قبل "المحرقة" وبعدها، وبسبب "الهولوكوست" صارت عبارات يهودية مثل "لن ننسى ولن نغفر" و"لن تتكرر أبداً ـ Never Again" جزء من أعجوبة و"ملحمة" نجاح إقامة دولة إسرائيل!
أحد الصحافيين الإسرائيليين قال، حديثاً: "أكثر الأشياء إضحاكاً أن إسرائيل تبتهج بغواصة [نووية] رابعة اشترتها من ألمانيا [غواصة دولفين] فالألمان الذين تسببوا بالكارثة صاروا شركاء، أما الفلسطينيون فليسوا شركاء.. لأنهم منكرون للكارثة في ظاهر الأمر. حسن والله"!
بدأ "النسيان والغفران" اليهودي لألمانيا باجتماع فندق "والف استوريا" في نيويورك أواخر الخمسينيات، بين المستشار الألماني كونراد أديناور، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، دافيد بن ـ غوريون، ودفعت ألمانيا ما مجموعه أكثر من 120 مليار دولار تعويضات مباشرة مالية وسلاحية لإسرائيل، غير التعويضات الفردية لـ "الناجين" من "المحرقة" وذراريهم.. حتى آخر عمرهم. "كارثة" أقامت إسرائيل وتعويضاتها نشلتها من الإفلاس!
الآن، صارت برلين مربط خيل المهاجرين اليهود الإسرائيليين، والسبب هو البحث عن رفاهية العيش، لأن الأسعار في برلين نصف أو ثلث مثيلاتها في إسرائيل (البيوت، البضائع.. وحتى الجبنة والحليب).
الاقتصاد الألماني يعدّ الأقوى أوروبياً، والبطالة هناك هي الأقل أوروبياً (حوالي 6,7%) وتشكو ألمانيا من ضعف المولودية كما معظم دول أوروبا الغربية.
في موجة جديدة تسمى "احتجاجات برلين" في إسرائيل بسبب غلاء المعيشة فيها، طلب منظمو الحملة 25 ألف تأشيرة عمل ألمانية. "احتجاجات برلين" توسع نطاقها إلى نشدان الهجرة لنيويورك، لندن، واشنطن، براغ، كوستاريكا "أو أي بلد بالإمكان العيش فيه من الناحية الاقتصادية"!
حوالي ربع أو ثلث الإسرائيليين اليهود يحملون جوازات سفر بلد آخر، وحملة "الاحتجاجات" شملت التوجه إلى حكومة إسبانيا لتسريع العمل في تشريع إسباني جديد يمنح الجنسية لذراري اليهود السفارد، الذين طردوا من إسبانيا في "حرب الاسترداد" و"محاكم التفتيش" وهم يشكلون، اليوم، في إسرائيل أكثر من ثلاثة ملايين يهودي شرقي "سفاردي".. معظمهم عربي الأصل!
لا يعني هذا جدّية النكتة الإسرائيلية، التي شاعت منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتقول: ان هناك لافتة في مطار اللد كتب عليها "على آخر المغادرين إطفاء الأنوار".. لكنها تعني أن ما ينطبق على شعوب سائر الدول للهجرة طلباً لرخاء العيش يسري على الإسرائيليين اليهود.
يعيش في نيويورك عدد من الإسرائيليين اليهود يفوق عدد الأميركيين اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل، وربما فاق، مستقبلاً، عدد الإسرائيليين اليهود في ألمانيا وبرلين عدد الألمان اليهود المهاجرين إلى إسرائيل.
لافت للانتباه أن وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي صعد وحزبه "يوجد مستقبل" على موجة احتجاجات أسعار "جبنة الكوتيج" وصف القائمين على حملة الهجرة إلى برلين بأنهم "ما بعد صهيونيين" و"معادون للصهيونية" علماً أنه من دعاة "الإسرائيلية" لا اليهودية ولا الصهيونية!
كان وصف "ما بعد الصهيونية ـ بوست زيونيزم" يُطلق على جماعة مؤرخين أكاديمية إسرائيلية من نقّاد الصهيونية الكلاسيكية، وصار يُطلق على المهاجرين من إسرائيل لسبب اقتصادي؟!
كانت المحامية اليهودية التقدمية فيلتسيا لانغر قد هاجرت إلى ألمانيا، موطنها الأصلي، يائسة من الدفاع غير المجدي عن المناضلين الفلسطينيين أمام عدالة المحاكم الإسرائيلية.
"أرض اللبن والعسل" كانت جاذبة لأسباب سياسية واقتصادية أولاً ودينية ثانياً، وصارت طاردة لأسباب اقتصادية "إلى مكان يكون بالإمكان شراء بيت أو دخول سوبر ماركت من دون أن يُذبحوا".
"أين يذهب المال؟" سؤال حملة لبيد الانتخابية التي رفعته إلى وزير المالية. إنه يذهب للجيش والاستيطان اليهودي. ميزانية الجيش أكبر من ميزانيات جيوش الدول العربية المحيطة بإسرائيل! البيت في المستوطنة رخيص، وفي إسرائيل باهظ الثمن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday