الأوسلوي الأخير يذهب إلى الحرب
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

الأوسلوي الأخير يذهب إلى "الحرب"!

 فلسطين اليوم -

الأوسلوي الأخير يذهب إلى الحرب

حسن البطل

.. "وتهدأ البلاد أربعين عاماً" هكذا اقتبس مناحيم بيغن مطلع حرب اجتياح لبنان ١٩٨٢، لكن بين دورة الجمعية العامة الـ ٢٩ عام ١٩٧٤ ودورتها الـ ٦٩ عام ٢٠١٤ مرت أربعون سنة .. ولم تهدأ البلاد!
من خطاب عرفات أمام الجمعية العامة خريف ١٩٧٤ كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى خطاب عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية خريف العام الحالي.
من "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي" ١٩٧٤ الى "دقت ساعة استقلال دولة فلسطين" ٢٠١٤ مرت أربعون سنة. في منتصف هذه السنوات وقعت اتفاقية اوسلو.
هل أقول أن أبو مازن هو آخر الاوسلويين؟ منهم من قُتل (رابين وعرفات) ومنهم من تقاعد واعتزل (بيريس ويوسي بيلين ورون بوندك) ومنهم من غادر منصبه (بيل كلينتون وابو علاء)، للرئيس شمعون بيريس عبارة لا أنساها عن مفاوضات اوسلو: "كأننا نفاوض أنفسنا"!
الآن، بعد ٢٠ سنة أوسلوية و٤٠ سنة بين خطابين فلسطينيين، يذهب آخر الأوسلويين الأحياء في مناصبهم الى ما يشبه "حرب عبور" سياسية للانتقال بالمنظمة والسلطة الى دولة مستقلة.
بمعنى آخر، ضربت أميركا آجالاً ثلاثة لم تتحقق لقيام دولة فلسطينية بالتفاوض الثنائي وبالوساطة الأميركية .. والآن، جاء دور الفلسطينيين ليضربوا أجلاً للدولة بعد ثلاث سنوات.
في الأمر، أيضاً، وجه من وجوه المفارقة. في دورة العام ١٩٧٤ خاطب عرفات الجمعية العامة عندما كانت تضم ١٣٨ دولة، وكان رئيس تلك الدورة الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.. لكن، عندما صوّتت الجمعية العامة لصالح الاعتراف بعضوية فلسطين دولة مراقبة في الدورة ٦٨ حاز الاعتراف أصوات ١٣٩ دولة ومعارضة ٩ دول، وامتناع الباقي.
الآن، سيطلب أبو مازن تصويت مجلس الأمن على عبور سياسي لفلسطين دولة على حدود ١٩٦٧ متحدياً الولايات المتحدة ان تضع ثقلها لمنع التصويت من اجتياز أصوات ٩ دول، او لنقض القرار بالفيتو.
إذا نجحت أميركا في حجب التصويت او نقضه ستذهب فلسطين الى طلب عضويتها دولة في مواثيق ومعاهدات ومنظمات دولية، ومن بينها محكمة الجنايات الدولية.
ستركز فلسطين في دعواها أمام محكمة الجنايات على نقطة رئيسية، هي ان الاستيطان جريمة من جرائم الحرب، ومخالفة لقرارات الجمعية العامة بحظر نقل سكان الدولة المحتلة الى أراض محتلة .. ولكن مع حيثيات تستند الى مواقف الولايات المتحدة المعارضة والمنددة بالاستيطان بوصفه يعيق مقترحها السياسي حول "الحل بدولتين"!
هل تذكرون قصة فيلم "كرامر ضد كرامر" عن زوجين يتنازعان أمام محكمة أميركية حول شروط الطلاق وحضانة أولاد زواجهما؟
الآن، قصة عن حق الانفصال وتقرير المصير، حيث ستستخدم فلسطين حيثيات المواقف الأميركية المعارضة للاستيطان، والمحبذة للمفاوضات طريقا للدولة والاستقلال وحق تقرير المصير الفلسطيني.
المشروع الفلسطيني أمام مجلس الأمن لا يغلق الباب أمام مفاوضات .. ولكن يريدها لفترة ٩ شهور وحول ترسيم حدود الدولتين، وأين تنتهي إسرائيل وتبدأ فلسطين.
إسرائيل الرسمية وصفت خطاب أبو مازن أمام الجمعية العامة في دورتها الحالية على انه "خطاب لا سامي" لأنه اتهم إسرائيل بجرائم حرب وإبادة في غزة. أحد الصحافيين الإسرائيليين وجد مفارقة ساخرة ان تتسلم إسرائيل غواصة رابعة نووية من ألمانيا وتتهم أبو مازن باللاسامية.
أبو مازن ضد الحروب، وضد الانتفاضات المسلحة، ومع الحل السياسي، وهو يحتكم للشرعية الدولية كما عادة فلسطين منذ العام ١٩٧٤، علماً أن القتلى الفلسطينيين في الحرب الأخيرة على غزة يعادلون من حيث نسبة السكان مقتل ثلاثة ملايين أميركي، أي ما يفوق قتلى الولايات المتحدة في حروبها الاهلية للاستقلال وحروبها الدولية كافة.
كان بن غوريون يقول أن إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة وعلى شرعيتها دولة مقبولة دولياً، الآن تشكل أوروبا خاصرة ضعيفة للولايات المتحدة في موقفها المعارض لحصول فلسطين على مكانة دولة عن طريق الشرعية الدولية.
اذا اقتدت أوروبا بفرنسا في الاعتراف بمنظمة التحرير، فإن أوروبا ستقتدي بالسويد في الاعتراف بفلسطين دولة .. والمشكلة أن أميركا تقول ان توقيت الاعتراف سابق لأوانه، لكنها لا تضرب أجلاً رابعاً للأوان المناسب لدولة فلسطين.
عرفات "لا - شريك" في رأي ايهود باراك، وأبو مازن "لا - شريك" في رأي نتنياهو. هذه مهزلة سياسية ساخرة. "كأننا نفاوض انفسنا" قال بيريس .. والآن على نتنياهو أن يفتش عن شريك مفاوض .. أي يفاوض نفسه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوسلوي الأخير يذهب إلى الحرب الأوسلوي الأخير يذهب إلى الحرب



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday