اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

اختلفت "حرب الصورة" في القدس وفلسطين

 فلسطين اليوم -

اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين

حسن البطل

هل تابعتم أهداف المونديال البرازيلي الأخير؟ حيث الأهداف والمخالفات بالسرعة البطيئة جداً (١٣٠ صورة في الثانية) بينما الصور المتحركة سينمائياً تكتفي بـ ٢٤ صورة في الثانية.

وثّق المصورون الأوائل، بدءاً من العام ١٨٣٩، صورا فوتوغرافية، وكانت كل صورة تحتاج ١٠ - ١٥ دقيقة في ضوء النهار .. ودون حركة، وبعد إعداد المسرح جيداً.

المصورون الأوائل قصدوا القدس، ووثقوا صور مقدساتها وأسوارها وحياتها اليومية .. ولكن بعين هؤلاء، لا ترى سوى البحث عما يثبت ما جاء في التوراة والإنجيل، أي أن المصور كان يحمل أفكاراً مسبقة ترتبط بتصاعد الاهتمامات بالدراسات التوراتية والإنجيلية الأوروبية، خاصة أن المبشرين شكلوا جزءاً مهماً من مصوري فلسطين في القرن التاسع عشر. إنها جاذبية الأرض المقدسة.

على هامش "اليوبيل الذهبي" لاتحاد الصحافيين العرب (القاهرة ١٩ - ٢٢ تشرين الثاني) وزّع الباحث هشام كايد الرجبي - من القدس كتيباً مصوراً معنوناً "حكايات مقدسية ترويها الصور" وحمل الكتيب، اكثر من مائة صورة فوتوغرافية قديمة عن الحياة في القدس وفلسطين بعنوان "الراوي".

الندوة على هامش اليوبيل، كانت ثمرة تعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) واتحاد الصحافيين العرب، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وأخذ المعرض اسم "الراوي"، شركة الاتصالات الوطنية الفلسطينية تقول "انت الراوي" والمعرض يقول إن المصورين الأجانب غالباً كانوا هم "الرواة" ولم يكن بعضهم محايداً. لماذا؟

- طغيان تصوير المواقع الدينية.

- تجنب تصوير السكان المحليين .. ما أمكن!

- تصويرهم، غالباً بطريقة تؤكد صحة الرواية والتراث الإنجيلي والتوراتي.

- غياب صور النساء.

- تصوير المواقع ذاتها ومن الزوايا ذاتها باستمرار.

كان الهدف هو المقارنة بين تعريف أوروبا لذاتها كحضارة، والحياة المتخلفة في الأرض المقدسة. مثلاً، كثير من الصور لأناس مقدسيين مرضى "بالبرص"، أي تأكيد أن أناس فلسطين عموماً هم متخلفون. هذا تجاهل للطاعون الأسود الذي فتك بربع سكان أوروبا مثلاً.

معظم الصور لمدينة القدس تشير الى أنها فارغة وبيوتها مهجورة، وشوارعها تسكنها الأشباح لتأكيد الزعم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

صور الكتّيب المنشورة تنقل للمشاهد عينات من الصور تتراوح بين الأعوام ١٨٥٦ وحتى الاحتلال الإسرائيلي ١٩٦٧. مصور لئيم صور فلسطينياً في الحرم القدسي عام ١٨٨٠ وهو يؤدي الصلاة عكس اتجاه القبلة الإسلامية، أي دفع مالاً لرجل مُعدم ليسجد ١٥ دقيقة بلا حراك مقابل بعض المال. أيضاً، لا بد من صور الأغنام والجمال وهي تطلّ من بوابات سور القدس (لقطة ثابتة من ١٠ - ١٥ دقيقة؟).

لا مقارنة بين ما كان عليه التصوير وما صار إليه، ولا بين صورة القدس العتيقة وصور القدس الحديثة.

القدس العتيقة جميلة ليس فقط في الأغنية والقصائد، وكذا الأمر في الخليل ونابلس، وحتى بعد الاحتلال الإسرائيلي قام الأردن بكساء قبة الصخرة بالذهب لتغدو اكثر جمالاً وبريقاً.

نعرف أن "حرب الرواية" هي جزء من الصراع، وأن "حرب الصورة" القديمة كانت جزءاً منه .. والآن، فإن صور القدس، منذ الانتفاضة الاولى مثلاً، تعطي "حرب الصورة" ما ينقصها من "حرب الرواية".

المعرض اشتمل على ١٢٠ صورة فوتوغرافية، قديمة ونادرة، ومنها ١١٥ صورة لمدينة القدس، وخمس صور لمدينة الخليل، ولوحتا رسم استشراقي.

الاحتلال الإسرائيلي ليس هو من بنى أزقة القدس العتيقة وبيوتها الجميلة، ولا مقارنة بين جمالها الأخاذ والتاريخي، وصور الأحياء والمستوطنات التي تحيق بالقدس، وهي بشعة، وأشبه بصف وأرتال من الجنود، وعمارة لا علاقة لها بالمعمار العربي والإسلامي والشرقي الذي يحج إليه السياح، وخاصة في مدن الأندلس.

الآن، صورة القدس تختلف، الآن "حرب الرواية" و"حرب الصورة" تختلف، ولأن الناس يختلفون من مواجهة مع جنود الانتداب، إلى مواجهة مع جنود الاحتلال، ومن البيوت العتيقة إلى بيوت المستوطنات.

صورة الفلسطيني تختلف من نزوح النكبة والنكسة إلى صورة الفلسطيني فدائياً ومنتفضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين اختلفت حرب الصورة في القدس وفلسطين



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday