ابراهام بورغ منشق، متمرد أو مرتد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ابراهام بورغ: منشق، متمرد.. أو مرتد؟

 فلسطين اليوم -

ابراهام بورغ منشق، متمرد أو مرتد

حسن البطل

ليس إلى «ميريتس» مثلاً، بل إلى «حداش» نواة الجبهة. لماذا؟ الحزب الأول يسار ـ صهيوني؛ والثاني يسار ـ لا صهيوني. 
هكذا فإن عضوية ابراهام بورغ في ما كان «ماكي» وصار «راكاح» ثم «حداش» والجبهة، لا تقل عن انقلاب ثوري: شخصي، وسياسي، وأيديولوجي.
الانتقال من حزبه القديم «العمل» إلى «ميريتس» يشبه، نوعاً ما، انتقالات لاعبي الأندية الرياضية، والـ «فيفا» لها موسم انتقالات، والأندية لها «أسعار» للاعبين!
في مواسم الانتخابات الإسرائيلية، بالذات، تكثر انتقالات شخصية من أحزاب إلى أحزاب جديدة (فقاعات كل موسم انتخابي) لا تلبث أن تخبو في موسم انتخابي جديد.
ابراهام بورغ ليس أي يهودي، أو أي إسرائيلي، أو أي صهيوني.
هو يعتمر الكيبا كوالده (لكنه على النقيض من نفتالي بينيت) وقد جاء من بيت سياسي يهودي، لأن والده يوسف بورغ كان زعيم حزب «المفدال» القومي الديني ووزيراً مزمناً حتى وفاته (المفدال صار جزءاً من «البيت اليهودي»).
هو ليس أي إسرائيلي، فقد شغل منصب رئيس البرلمان (الكنيست) وفي منصبه هذا تولى «مؤقتاً»، رئاسة الدولة في مرحلة الانتقال من الرئيس عيزر وايزمان إلى الرئيس موشي كتساف.
هو ليس أي صهيوني، فقد ترأس لفترة معينة المؤتمر الصهيوني العالمي، وكذا ترأس الوكالة اليهودية.
لذا، فإن «مفاجأته»: الشخصية، والسياسية، والأيديولوجية تذكّر، نوعاً ما، بالانقلاب الأيديولوجي الإسرائيلي العام 1977، عندما فاز «حيروت» بزعامة مناحيم بيغن على الحزب التاريخي الصهيوني، الذي أسس الدولة والجيش، أي حزب «العمل».
لماذا المقارنة بين انقلاب أيديولوجي ـ سياسي، وانقلاب شخصي وسياسي وأيديولوجي؟
كان الرئيس الأول لحزب «العمل» وحكوماته دافيد ـ بن غوريون، قد وضع للائتلافات الحكومية الحزبية ما يشبه القانون الصارم، وهو: «دون حيروت وماكي» أي دون حزب الصهيونية التنقيحية، ودون الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي كان اسمه «ماكي».. وصار «راكاح» (القائمة الشيوعية الجديدة، ثم «حداش»).
لماذا «الفيتو» العمالي الصهيوني على «ماكي»؟ لأنه ليس حزباً صهيونياً، لكن لا فيتو على أحزاب دينية غير صهيونية، كانت شريكة مزمنة في الائتلافات الحكومية منذ تأسيس إسرائيل، سواء في حكم «العمل» أو حكم «الليكود» (الذي أساسه «حيروت»، ثم «جاحل») وحتى «كاديما».
العمالي القديم بورغ كان أيضاً عضواً في حركة «السلام الآن» (شالوم أخشاف) وحتى قبل تشكيلها شارك في تظاهرة الـ 400 ألف التاريخية، المحتجة على حرب لبنان الأولى 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا، حيث ألقى متطرف يميني قنبلة على المتظاهرين قتلت إميل غرينتسفايغ، كأول اغتيال سياسي منذ إقامة الدولة (وقبلها اغتال اليمينيون العمالي أورلوزوف).
كان يكفي ابراهام بورغ أن يذهب، يوم سبت بالذات، إلى مهرجان «حداش»، أو أن يصير نصيراً وعضواً غير عامل في هذا الحزب، لكنه صار عضواً كاملاً وعاملاً.
صحيح، أن ماكي ثم راكاح كان حزباً شيوعياً يهودياً ـ عربياً، ثم صار حزباً يسارياً عربياً ـ يهودياً، وأن رئيسه «الستاليني» مائير فلنر كان يهوديا، وصار رئيسه عربياً، لكنه بقي مصراً على نائب يهودي في قائمته الانتخابية، وأعضاء في قيادته العليا (اللجنة المركزية، والمكتب السياسي) لكن عضوية ابراهام بورغ في حزب مختلط شعاره: «السلام والمساواة» تعتبر أمراً جديداً من سياسي ومفكر «غير شكل» يحمل تراثاً يهودياً وصهيونياً وإسرائيلياً.
هل أن بورغ هو منشق، أم هو متمرد، أم هو مرتد.. أم هو انقلابي ـ ثوري؟ لنتذكر أن المنشقين عن الحزب الشيوعي السوفياتي (مثل العالم النووي سخاروف، أو الأديب سولجنستين) كانوا طلائع ما صار «البيروسترويكا» ثم الانهيار السوفياتي مع يلتسين.
إسرائيل الحالية تنحرف نحو اليمين، والليكود ينجرف نحو اليمين الفاشي، أو الصهيونية ـ الدينية، وهذا ما رصده بورغ في كتابه الشهير «لننتصر على هتلر» وكان الكتاب يشير إلى «متمرد» على الفاشية والعنصرية، وتوطئة لبورغ المتدين «المنشق» عن الصهيونية الدينية، ما دفع أحزاب اليمين الفاشي إلى وصفه بـ «المرتد».
كان هناك «مرتدون» سياسيون أو مؤرخون لما عرف بتيار ما بعد الصهيونية (بوست زيونيزم) مثل بني موريس، الذي أدان التهجير العرقي 1948، ثم صار نادماً لأنه لم يكن تهجيراً عرقياً شاملاً، بينما بقي المؤرخ إيلان بابيه وفياً لتيار ما بعد الصهيونية.
السؤال الذي يُسأل: هل سيكون بورغ في قائمة «حداش» الانتخابية، أي عضواً في الكنيست العشرين، ليدافع عن إسرائيل «دولة كل مواطنيها»؟
منذ بعض الدورات الانتخابية، ورفع نسبة الحسم، تعالت المطالبات العربية في إسرائيل بتشكيل قائمة مشتركة للأحزاب العربية الثلاثة، بما يجعلها القوة التصويتية الثالثة في البرلمان (15 ـ 16 مقعداً مقابل 11 مقعداً حالياً).
أياً كانت الصفات: منشق، متمرد، أو مرتد، فإن الصفة الحقيقية هي رجل سياسي ومتدين.. شجاع وانقلابي ـ ثوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابراهام بورغ منشق، متمرد أو مرتد ابراهام بورغ منشق، متمرد أو مرتد



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday