« راح الشعب راح »
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

«.. راح الشعب راح !»

 فلسطين اليوم -

« راح الشعب راح »

حسن البطل

«كنا نغني وإحنا صغار: يا بوعبدو السفّاح، راح الشعب راح. نصّو عالمزّة ونصّو عالدحداح».
من كان يغني الهتاف ومتى؟ أولاد مخيم اليرموك، بعد محاولة انقلاب فاشل قاده العقيد السوري الناصري جاسم علوان.
المخيم هو المخيم، والمزّة كان السجن الرهيب السوري (قبل سجن تدمر) والدحداح ساحة الإعدام للعسكريين الفلسطينيين والسوريين المعارضين لحزب البعث.
من هو «أبو عبدو»؟ هو العقيد/ اللواء/ الفريق أمين الحافظ، وفي عهده بدأ حزب البعث السيطرة على الجيش بعد السيطرة على الحكم في العام 1964.
في 18 تموز من ذاك العام، قاد العقيد جاسم علوان مجموعة من فدائيي الفرقة الفلسطينية في الجيش السوري (قبل تشكيل جيش التحرير الفلسطيني) وهاجم المقر العام لقيادة الجيش في «ساحة الأمويين». كان هناك جاسوس ونصب قائد الجيش «ابو عبدو» كميناً.. وفي ساعة الصفر أجهزوا على عشرات الفدائيين فور أن تحركوا، وأسروا العشرات للإعدام في «ساحة الدحداح».
يتذكر أحمد يعقوب أن المداهمات، بعد فشل الانقلاب، طالت بيته وبيوت الفلسطينيين في مخيم اليرموك.. ويتذكر أنه، بعد سنوات، التقى في بغداد أمين الحافظ منفياً، ودار نقاش بعضه طريف. «ما رأيك بأنديرا غاندي؟» قال: «واحد جدع» قالوا: هي امرأة. قال «وحدة جدعة»!
ما هو غير طريف نقاش في مؤتمر القمة العربي الأول بين ناصر و»أبو عبدو» حول خطة عسكرية عربية لمنع إسرائيل من استجرار بعض روافد نهر الأردن.
«القبضاي» و»الجدع» أمين الحافظ أصرّ على «تحرير فلسطين» وقال لناصر: لديّ خطة من 3 ساعات لتحريرها؟!
تعرفون النتيجة في حزيران 1967، وحينها لم يكن «ابو عبدو» حاكماً لسورية، بل أطاح به اللواء صلاح جديد، رئيس مجلس الدولة، ثم أطاح حافظ الأسد بجناح صلاح جديد.
ما المغزى من قصة أبو عبدو؟ الذي انتهى لاجئاً بعثياً سورياً إلى القيادة القومية البعثية في بغداد، التي انتهت مع الحزب والجيش بنهاية صدام حسين.
قبل الإطاحة به، كان «ابو عبدو» هو قائد الجيش، رئيس مجلس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، الحاكم العرفي العسكري، أمين عام الحزب الحاكم.. إلخ!
من هنا، بدأت النكبة السورية الجارية منذ خمس سنوات، لأن الحزب العروبي القومي، صار النظام، وهذا النظام قام «بتبعيث» الجيش إلى «الجيش العقائدي»، وهذا بدوره انتهى إلى هتاف يقول: «رئيسنا إلى الأبد الرفيق الأمين حافظ الأسد»، فإلى هتاف لخلفه وابنه بشار: «الله. سورية.. وبشار وبس» فإلى «الأسد أو نحرق البلد»!
من هتاف الأولاد في اليرموك: «يا بو عبدو السفاح/ راح الشعب راح» إلى واقع الشعب والبلد في سورية، حيث فقد النظام السيطرة على معظم أرض البلاد، وسقط 210 ـ 230 ألف قتيل، وأدّت الحرب الأهلية (الإقليمية العالمية) إلى تهجير ونزوح 7 ملايين مواطن، أي ثلث سكان سورية.
في بداية الانتفاضة السورية كان الهتاف: «سلمية.. سلمية إسلام ومسيحية» و»سلمية سلمية سنّية وعلوية».. والآن؟ تقرؤون على صفحات «الفيسبوك» شعار السوريين الجديد: «يا الله.. ما النا غيرك»!
لا.. ليست مصيبة سورية في تحول حزب عروبي إلى حزب طائفي، بل في تحول الجيش السوري إلى «جيش عقائدي» وتحول الجيش من الكفاءة العسكرية إلى الولاء الحزبي والاستزلام، فالولاء لرئيس الحزب «الله. سورية.. وبشار وبس».
في بغداد، سألوا «ابو عبدو»: لماذا قتلت الفدائيين الفلسطينيين، وكان بإمكانك اعتقالهم؟ قال: والله كانوا «جدعان.. وزلام»!
بالفعل، كان ابو عبدو «جدعا» لدى الانقلاب الحزبي المسلح عليه، وقاتل في منزله الذي احتمى به في شارع ابو رمانة حتى نفدت ذخيرته، ومات الجنود المدافعون عنه.
الآن، ارتبط مصير سورية البلد والشعب بمصير الرئيس، الذي هو «الكل بالكليلة» كما كان الفريق أمين الحافظ، أو كما كان صدام حسين في العراق.
هذا الحزب الشعبي العربي القومي، انتهى إلى حكم الفرد، فإلى دمار العراق جيشاً وبلداً وشعباً، ودمار سورية جيشاً وبلداً وشعباً.. إلى دمار وخراب الفكرة القومية العربية.
في العراق، كان هناك عدي وقصي، وفي سورية كان هناك باسل وبشار، وفي مصر كان هناك مبارك وعلاء.. لكن في مصر بقي الجيش المصري وطنياً ومنضبطاً وتتم الترقيات حسب الكفاءة المهنية لا حسب الولاء للحزب والرئيس.
حافظ الأسد أعدّ ابنه باسل لخلافته حتى قبل مرضه.. وصار باسل بطل الفروسية في سورية، ولكن بالمحاباة والزور. كيف؟ كان يدربه ابن اللواء الفلسطيني ـ السوري محمد الشاعر (سفير فلسطين في موسكو) على الوثب فوق السيارات، فاستدعى الرئيس مدربه وقال له: لا تخاطر بحياة ابني، الذي مات في حادث سير، وقام الرئيس «بسلق» ابنه الدكتور بشار لخلافته.
من «رئيسنا إلى الأبد» في عهد حافظ إلى «الله. سورية.. بشار وبس» في عهد خراب سورية بلداً وشعباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

« راح الشعب راح » « راح الشعب راح »



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday