نذير الخطاب العلة والمعلول
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

نذير الخطاب؟ العلة والمعلول!

 فلسطين اليوم -

نذير الخطاب العلة والمعلول

بقلم : حسن البطل

لا أعرف كيف ترجموا في مجلس الأمن إلى الإنكليزية «بعدكم ليس إلا سدرة المنتهى» لكن نهاية الخطبة سهلة ترجمتها الى كل اللغات: «نرجو منكم مساعدتنا على ان لا نقترف شيئاً لا يرضينا، ولا يرضيكم، ولا يرضي العالم».

الإسرائيلي اوري سافير فهم من خاتمة الخطبة، أن أبو مازن الذي بين «المطرقة والسندان» كان يعني أحد أمرين أو الاثنين: الاستقالة، وانتفاضة مسلحة.
على «الفيسبوك» كتب بعض الفلسطينيين مثل ما قاله المندوب الإسرائيلي، وكذا الأميركي بأن لا جديد في الخطبة، ولا جديد قاله الخطيب، لكن المخاطب كان: «أنتم قمة الهرم. وبعدكم ليس إلا سدرة المنتهى».

بين خطاب عرفات الشهير أمام الجمعية العامة ١٩٧٤: «جئتكم بغصن الزيتون وبندقية الثائر.. لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي؛ وخطاب أبو مازن أمام مجلس الأمن: ساعدونا على أن «لا نقترف شيئاً لا يرضينا، ولا يرضيكم، ولا يرضي العالم»، هناك هذه الاوسلو؛ وهناك مشروع «حل الدولتين»، وهناك خطة السلام الفلسطينية بعد خطة السلام العربية.

في العام ١٩٧٤ لم يجلس عرفات على كرسي رؤساء الدول، قبل مخاطبة الجمعية العامة من على المنصة .. لكن في العام ٢٠١٨ جلس ابو مازن على الكرسي في مجلس «حذوة الحصان» وأمامه عبارة «دولة فلسطين».

«بعبع» الفيتو الأميركي حال دون مجلس الأمن والاعتراف بقرار غالبية أعضاء الجمعية العامة بدولة فلسطين عضوا مراقباً. بهذا الاعتراف كانت لوحة التعريف «دولة فلسطين».

أميركا الترامبية التي تهدد بالانسحاب من اتفاق ڤيينا حول إيران النووية، انسحبت من موافقتها على «حل الدولتين» فانسحبت فلسطين من قبولها الاحتكار الأميركي لعملية السلام تفضي في ختامها الى «حل الدولتين».

هذه أول مرّة تقترح فيها فلسطين، رسمياً، على «قمة الهرم» في الشرعية الدولية عقد مؤتمر دولي صيف هذا العام، وأول مرة تعلق فيها وزارة الخارجية الأميركية، رسمياً، على الاقتراح بأنها ستدرس المسألة، اذا رأت ان في ذلك فائدة.

مجلس الأمن مجبر بروتوكولياً، على ان يجلس الرئيس ابو مازن خلف هذا التعريف «دولة فلسطين» لكن الخطيب الفلسطيني ليس مجبراً على الاستماع الى ثرثرة متوقعة من نايكي هيلي، التي جلس خلفها كوشنير وغرينبلات، ولا تخرصات المندوب الإسرائيلي دانون عن أبو مازن: «لم تعد جزءاً من الحل، بل جزءاً من المشكلة».

هل خطاب ٢٠ شباط هو الأخير أمام محفل دولي، بعد ان ردّ أبو مازن، خلال ساعة، على خطاب ترامب حول القدس، ثم خاطب مؤتمرا إسلامياً في إسطنبول، ومجلس جامعة الدول العربية، ومؤتمر أديس أبابا للقمة الإفريقية، وبين هذا وذاك تحدث الى المجلس المركزي الفلسطيني، وأمام وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل .. عدا العديد من لقاءاته مع رؤساء الدول.

كانت السلطة الفلسطينية، التي هي ذراع تنفيذية لمنظمة التحرير، قد لمحت الى سحب اعترافها بدولة اسرائيل، لكن في خطاب مجلس الأمن جاءت الصيغة «تبادل الاعتراف بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل، على حدود العام ١٩٦٧، مع قبول تبادل طفيف للأرض، بالقيمة والمثل، بموافقة الطرفين».

كما يبدو من تعليق الخارجية الأميركية، وتعليق نتنياهو، أن توقعاتهما كانت طرح أفكار جديدة وبناءة، تساعد الإدارة الترامبية تعديلات لاحقة لخطاب الاعتراف بالقدس، لكن ابو مازن لم يتزحزح قيد أنملة عن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، ومفتوحة للديانات الثلاث، وعن رفض دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وان يشمل اي حل شامل عناصر الحل كلها، بما فيها حل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه.

«الخطبة» أمام مجلس الأمن تضمنت لأول مرة «خطة» فلسطينية للسلام تشمل مبادرة السلام العربية «من ألفها الى يائها»، لكن البعض الفلسطيني رأى المشكلة في موقف الخطيب، الذي كان شديداً وخاطفاً في الرد الحاد على خطاب ترامب، سواء كان رداً فورياً، أم أمام مؤتمرات دولية، لكن المخاطب هذه المرة كان مجلس الأمن، او «قمة الهرم» في قرار الشرعية الدولية، وانتهى مع هذا النذير. «نرجو منكم مساعدتنا على أن لا نقترف شيئاً لا يرضينا، ولا يرضيكم، ولا يرضي العالم».
هل هذا تهديد بقلب الطاولة، ومن فوضى خلاقة أميركية الى فوضى غير خلاقة، او تحطيم الأواني، او هو «خيار شمشوني عليّ وعلى أعدائي»؟
«المعلول» هو فلسطين والسلام، وموطن العلة في انحياز الولايات المتحدة الى إسرائيل، بما أخرجها عن دور احتكار الوسيط النزيه.

يرى أبو مازن أن «الوقت المناسب» لإنقاذ عملية السلام هو منتصف هذا العام، بينما ترى إدارة ترامب ان «الوقت المناسب» لإعلان خطة الصفقة لم يحن بعد، لكن سواء أعلنتها واشنطن ام لا، فهي غير مناسبة منذ إعلان مقدماتها.

يبدو ان ابو مازن يراهن على روسيا والاتحاد الأوروبي والصين، ولا يراهن على استقالة نتنياهو التي يراها لن تؤثر على استمرار الائتلاف اليميني - الديني في الحكم، وربما يراهن على خسارة ترامب في الانتخابات، لكن رهانه الأول على شعبه الذي طالما فاجأ إسرائيل، التي يصعب عليها خوض حرب على عدة جهات، بينما تكون فلسطين في انتفاضة مسلحة ثالثة!
الشرعية الدولية والقانونية في يد، وفي الأخرى قلب الطاولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نذير الخطاب العلة والمعلول نذير الخطاب العلة والمعلول



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday