كثير من التفكير قليل من التدبير
آخر تحديث GMT 06:42:53
 فلسطين اليوم -

كثير من "التفكير" قليل من "التدبير" !

 فلسطين اليوم -

كثير من التفكير قليل من التدبير

بقلم - حسن البطل

متى توقف عرفات عن مرّ الشكوى من «زمن عربي رديء» الذي تكرّر على لسانه إبّان الحقبة اللبنانية في العمل الثوري الفلسطيني؟

أنعشت ذاكرتي فقرة من شهادة زميلي أكرم مسلّم عن «التيارات الجديدة في الأدب الفلسطيني» («أيّام الثقافة»، الثلاثاء 28 شباط).

الانتفاضة الأولى كانت شرارة أولى في إنتاج الزميل مسلّم الروائي، كما في «هواجس الاسكندر». آنذاك شارك الروائي فيها برمي الحجارة، ويبقى في ذاكرته فقرة من حديث إذاعي لعرفات، قال فيها: «من ليس له وجود على الجغرافية، لا وجود له في السياسة».

هذا أساس الجغرافية ـ السياسية (الجيوبولوتيكا)، وقد نجده في تعبير أدبي لشاعرنا القومي: «من لا برّ له لا بحر له»، أمّا في تعبير الشاهد الأدبي، فإن قول عرفات ودرويش، صاغه في هذه العبارة: «عودة إلى قليل من الجغرافية بدل الكثير من التاريخ».

لو نطق لسان الرئيس الممأسس أبو مازن، وأضاف إلى شكوى الرئيس المؤسس «زمن عربي رديء» لشكا من جملة أزمان رديئة: عربية (منذ سقوط بغداد، إلى حال الربيع العربي، وفلسطينية (الانقسام الغزّي) وإسرائيلية (أعتى حكومة يمينية) ودولية (بدء حقبة الرئيس ترامب).

الانتقال من جغرافية الشتات، إلى جغرافية البلاد، ومن حقبة المنظمة والثورة المسلحة، إلى حقبة السلطة والدولة، موضع سجال فلسطيني وإسرائيلي، وإقليمي، أيضاً.

أفرقاء الصراع السوري ـ الإقليمي ـ الدولي، يذهبون إلى أستانا وجنيف، لا الى الرياض والقاهرة، وأفرقاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي الإقليميين ذهبوا إلى طهران واستانبول وستذهب السلطة إلى انتخابات بلدية في الضفة ومؤجلة في غزة!

توصيات مؤتمر استانبول أهم من خطب حماسية لمؤتمر طهران، والأهم في المؤتمرين أنهما لم ينسقا مع م.ت.ف، التي عاشت واجتازت بنجاح محاولات اختلاق منظمة بديلة، أو موازية ومنافسة للممثل الشرعي المعترف به عربياً وعالمياً.. وحتى إسرائيلياً في أوسلو.

حركة «فتح» القائدة ـ الرائدة عقدت مؤتمرين لها في الجغرافية الفلسطينية (بيت لحم ـ رام الله) وليس في دمشق والقاهرة والجزائر وتونس؛ لكن المجلس الوطني للمنظمة عقد مؤتمراً ـ جلسة ملتبساً في غزة بحضور الرئيس كلينتون.

من الواضح أن مؤتمراً حقيقياً ـ تمثيلياً للمجلس الوطني في هذه الجغرافية الفلسطينية أمر صعب التحقيق دون اجتماع جناحي رام الله ـ غزة، واتفاقهما على سبيل لإنهاء انقسام طال أكثر من عشر سنوات، بينما مؤتمرات عديدة لرأب صدع الانقسام انتهت إلى انتخابات بلدية، أولاً، في الضفة، ولاحقاً في غزة، إن وافقت «حماس» التي كانت محورا فلسطينيا في مؤتمر استانبول، تركز على دور اللاجئين والمغتربين.

السلطة، ذراع م.ت.ف، حققت «القليل من الجغرافية» في سعيها السياسي إلى قليل من الدولة على أرض «الجزء المتاح» من البلاد، حسب تعبير الشاعر أحمد دحبور، وتتحالف مع الشرعية الدولية والقانون الدولي لتحقيق هذا.

رداً على مؤتمر استانبول وطهران وربما القاهرة، جرت في رام الله حلقة بحث لسياسيين وأكاديميين، خرجت بتوصيات إلى السلطة والمنظمة حول تفعيل دور المغتربين واللاجئين الفلسطينيين خارج الجغرافية الفلسطينية، أساسها تفعيل دورات منتظمة للمجلس الوطني، تطبيقاً لقرارات متكررة للمجلس المركزي في اجتماعاته كل ثلاثة شهور.

في حفل الختام لـ «أراب آيدول» قيل إن ما لم يتحقق بوحدة الشعب في الشتات والضفة وغزة، تحقق في الأغنية، وفي ثلاثة من المغنين: من الشتات والضفة وغزة!

إسرائيل الحالية تطالب الفلسطينيين الاعتراف بها وطناً للشعب اليهودي، والبعض الفلسطيني مثل الزميل توفيق أبو شومر (مقالة الأربعاء) يقول إن إسرائيل هي دولة سبطين يهوديين من الأسباط الـ12، هما بنيامين ويهودا، وهي تريد استغلال صعود اليمين في أميركا وفرنسا بالذات (أكبر تجمعين يهوديين في الدياسبورا) للتغلب على خطر الديمغرافيا الفلسطيني المستقبلي.

هل يمكن القول إن «أسباط» الشعب الفلسطيني هم في جغرافية البلاد (الضفة وغزة وإسرائيل) وكذا في الشتات والاغتراب؟

إن التجاذب الإقليمي السني ـ الشيعي (تركيا ـ إيران) والعربي (مصر، والسعودية وقطر) يؤثر على الشتات الفلسطيني، أو بالذات المخيمات الفلسطينية، كما تداعيات الفوضى في دول «الربيع العربي».

مصير الشتات الفلسطيني في سورية يتلخص بالوضع المأساوي الحالي، وخاصة في عاصمة الشتات (مخيم اليرموك) حيث تحالف النظام مع «حماس» المناوئة لـ «فتح» ثم خسرت «حماس» السيطرة على المخيم لصالح متطرفين أكثر منها.

لا تسيطر المنظمة «فتح» سوى على ثلاثة مخيمات في جنوب لبنان: البص، الرشيدية، برج الشمالي... لكن المتطرفين والجهاديين الإسلاميين في المخيم يتحدون سيطرة «فتح» بتشجيع من أطراف لبنانية سنية، وخاصة سياسيين سنة لبنانيين، يرون في مخيم عين الحلوة عقدة ربط لعرقلة حركة حزب الله من الجنوب إلى بيروت؟!

سيقال الكثير في نقد أو تأييد سياسة السلطة والمنظمة في «عدم التدخل» في فوضى الحروب العربية، والنزاع السني ـ الشيعي، لكن محاولات الدول الإقليمية للتدخل في الشأن الفلسطيني أضيفت للتدخلات العربية الفاشلة!

قليل من الجغرافية الفلسطينية، أي السلطة الفلسطينية وفصائل المنظمة تواجه حقول ألغام ليس من اسرائيل فقط، لكن من أزمان رديئة: عربية، إقليمية، مذهبية، عدا زمن دولي رديء.

من الواضح أن توصيات استانبول، وخطابات طهران، وحتى توصيات حلقة البحث في رام الله لن تتحقق، ولو تعدد «التفكير» فيها، بينما «التدبير» لتحقيقها يشكل فجوة كبيرة بين التفكير والتدبير.

صمدت المنظمة سنوات أمام «زمن رديء عربي» وخرجت بجلدها من اجتياح العام 1982، وعلى السلطة أن تصمد في القليل من الجغرافية، مع أزمان رديئة.
السلطة، بما لها وبما عليها، هي السارية المرفوعة في الجغرافية الفلسطينية. إنها الروح السياسية الفلسطينية، وعن الروح قال درويش: «على الروح أن تجد الروح في روحها.. أو تموت هنا»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثير من التفكير قليل من التدبير كثير من التفكير قليل من التدبير



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 02:46 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 فلسطين اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 06:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 فلسطين اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 09:54 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل إليك هذا اليوم تجدداً وتغييراً مفيدين

GMT 07:10 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

الشـفـرة ؟!

GMT 06:00 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"رواد عليو" ضيفة شرف مسلسل "مافيي"

GMT 17:14 2018 الخميس ,09 آب / أغسطس

محمد رجب يصدم جمهوره بوشم جديد على ذراعه

GMT 03:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

المكسرات تساعد على تحسن مستويات السكر في الدم

GMT 14:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الشناوي يُجهّز نفسه لتمثيل مصر في مونديال روسيا

GMT 12:19 2015 السبت ,19 أيلول / سبتمبر

التركمان في فلسطين

GMT 04:59 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تنضم إلى مسلسل "اللهم إني صائم"

GMT 06:06 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

نجوى فؤاد تبهر جمهورها بفستانها الأسود الأنيق

GMT 06:10 2017 الإثنين ,20 آذار/ مارس

مشعل فواز يحلم بخوض تجربة احتراف خارجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday