بين المسميتين
آخر تحديث GMT 11:33:52
 فلسطين اليوم -

بين المسميتين

 فلسطين اليوم -

بين المسميتين

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

حضنته أخته «الحاجة ليقة» المخضرمة وحمّلته وصيتها: «سلّم يا خوي أحمد سلام تسليم على أخوي أبو حسن». هل بكت عيناها بدموع جافة.. أم تلاشت المسافة بين حلقي وقلبي؟
«ليقة الكنعانية، أو «ليئة العبرانية؟ تاريخهم تاريخنا، لولا الخلاف على مواعيد «القيامة ... وعلى المسمية».
2- صبح كل يوم، في سنوات الأربعينيات
كانت عربتان تنطلقان من المسمية الكبيرة محملتين بخيرات الأرض. عربة الحاج حسن سيف تتجه شرقاً إلى جبال الخليل؛ وعربة نجله البكر شمالاً إلى جبال رام الله. ويلتقيان في العشية بالمسمية.
3- ليس غير صاحبي أحمد
هو، من بين إخوته وأخواته، من يقطع الجسر غرباً (أو شرقاً)، ويعبر المعبر شمالاً (أو جنوباً). ليس غيره في العائلة من يرى بلدة المسمية التي لم يولد فيها. ولد في مخيم «عقبة جبر» بأريحا.
.. ليس غيره يهتف من بيت أخته الكبرى من أبيه في مخيم دير البلح، إلى بيت أخيه الأكبر من أبيه، في مخيم البقعة: «حامل لك سلام من ليقة. أطعمتنا ثلاثة زغاليل محشوة.. ومحمرة، وملوخية، وسمك بلبوطي بحري».
ليس غيره مراسلاً للسلام بين إخوته، ونائباً للاحتضان بين الأخت وأخيها .. الذي هتف، من «البقعة» بوصيته: «لما تقطع المسمية اقرأ عليها سلامي».
بين تقاطع طرق Junction المسمية وسكة الحديد، و»معسكر الحدار» لكزت أحمد، وألقينا السلام معاً «عليكِ منا السلام يا مسمية».
بين المسميتين: الصغيرة والكبيرة، تتناثر دونمات المرحوم الحاج حسن سيف. كم سعى ابنه «أبو حسن» بمحراثه بين 57 دونم أرض؟. يكنّى الابن الأكبر باسم أبيه .. إن لم يخلف حفيداً ذكراً.
4- ما هو سمك «البلبوطي» هذا يا أحمد؟
سألته في «مستوطنة الحاجة ليقة» في مخيم دير البلح. أجاب: «ولو يا صاحبي أبو نادر إنه لحم نهر الأردن، الذي كان يكمل حليب الوكالة وطحينها وسمنها. في مخيم «عقبة جبر» قرب أريحا، ما كان مع أبي مصاري لنشتري لحمة. كان «أبو حسن» يصطاد «البلبوطي» من النهر. «البلبوطي» النهري أخو «البوري» البحري.. الذي اصطاده الشباب الصبح من بحر غزة .. لنأكل بالهنا والعافية!
5- في مخيم دير البلح فهمت..
.. لماذا عريشة الدار في مخيم البقعة قوية ووافرة العناقيد اللذيذة. يد أبو حسن فلحت حقول المسمية، وزرعت البيارات وشجيرات الكرمة فيها. يده انتقت شجيرات الكرمة أصيلة في «عقبة جبر». يده زرعت شتلات كرمة أصيلة في «البقعة». بين المسميتين كررت التحية: «عليكِ مني السلام يا أرض أبو حسن». وصية «ليقة»: «سلام تسليم لأبو حسن. بادي عليّ مش مطولة».
6- صيف العام الفائت..
.. زرت بيت أبي حسن في مخيم البقعة. أولمنا على «طبخة كرشة».. كان شواظ الشمس يتكسر على عرائش تظلل صحن الدار، وترسم عليه نجوماً مضيئة وباردة. وفي الليل يرى أبو حسن نجوم السماء من خلال أوراق الكرمة وعناقيدها.
قال: «لو رجعت بكرة الصبح على المسمية، أموت بكرة المسا. يا حيف كيف انقضت بيديك أيامنا».
7– «سلام تسليم»..
بين أخوين كانا في المسمية الخضراء جداً، ويقيمان في مخيمين كالحَيْن، تفصل بينهما دول وحدود. فهمت لماذا أصروا: يا ضيفنا كل زغلولك كله، او تزعل منا الحاجة ليقة. قالت: «هاي آخر مرة أذبح زغاليل».
8- من تقاطع المسمية إلى خط سكة الحديد..
أحمد سارح تماماً. لكزته: «قل سلاماً..» قال: بالضبط هناك، قرب «معسكر الحدار» بعض أراضي أبو حسن. هذا أكبر معسكرات الجيش البريطاني وسط فلسطين الانتدابية، وفي منتصف المسافة بين الضفة والقطاع. اسمه «معسكر الحدار» لأنه يجاور «وادي الحدار». هنا كان عسكر الإمبراطورية العثمانية، وعسكر الإمبراطورية البريطانية كانوا هنا، والآن عسكر جيش الاحتلال الإسرائيلي. إنه يحتل أراضي «أبو حسن» فهو جيش احتلال.
9- 33 نفراً في بيت الحاجة ليقة..
.. أولاد وحفدة.. وأولاد لحفدة. كل عيلة في طبقة من بيت بثلاث طبقات. الجد «الشاب» يمد يده، وحفدته يبوسونها، ويدسون فيها «غلة اليوم» ليزوجهم جدهم عما قريب.
أي حفيد ستحضر «الحاجة ليقة» عرسه قبل «يوم التسليم» بالقضاء والقدر؟ ابنها الكبير يدير شؤون «العشيرة». اثنان من أصغر حفدتها «يشتغلون بالحكومة» السلطة الوطنية هي «حكومة» على لسان «الحاجة ليقة» المبسوطة لأن الحفيد في زي الشرطة. «أنتم كمان أولاد الحكومة»؟ كلا. قال أحمد: «نحن أولاد الوكالة والثورة والمنظمة ، كلا. قال صديقنا طلعت: «أولاد الحكومة .. ونص»؟!
على حافّة الطريق العريضة مدرسة المسمية الابتدائية باقية صامدة حجارتها، ومهجورة. هنا تعلم أبو حسن. هناك مدرسة المسمية الثانوية حيث تعلم أخوه إسماعيل الضابط في الجيش الأردني، تحت إمرة سعد صايل (الشهيد اللواء/ أبو الوليد، قائد القوات الفلسطينية المسلحة).
«عليكِ مني السلام .. يا مسمية» قلنا.
«عليكِ مني السلام يا أرض أجدادي / ففيك طاب المقام وطاب إنشادي». تردد الصدى القديم في المدرسة القديمة، التي تبعثر أولادها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المسميتين بين المسميتين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف...المزيد

GMT 11:57 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 18:05 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 08:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العذراء" في كانون الأول 2019

GMT 10:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 16:06 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

عين الزمان "استثمار السياحة الأثرية"

GMT 01:23 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود عباس يقلد السفير الياباني السابق نجمة الصداقة

GMT 09:54 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل إليك هذا اليوم تجدداً وتغييراً مفيدين

GMT 18:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

لاعب البايرن يردّ على تصريحات لاعب السد

GMT 04:57 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد عديدة ومُذهلة لتناول القهوة على حركة الأمعاء

GMT 04:42 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تدشين صالون ابن رشد في المجلس الأعلى للثقافة الأحد

GMT 01:23 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أعمال النحات الأميركي ألكسندر كالدير تجسّد حركة الحيوانات

GMT 13:53 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المطربة أحلام تنفي تسجيل أغنية باللهجة اللبنانية في بيروت

GMT 05:27 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أسباب نزول الدم بعد الأربعين

GMT 17:51 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ماريو بالوتيلي يؤكد أن علاقته ببريندان رودغرز سيئة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday