زمن الأسئلة الصعبة والأجوبة السهلة
آخر تحديث GMT 11:03:39
 فلسطين اليوم -

زمن الأسئلة الصعبة والأجوبة السهلة!

 فلسطين اليوم -

زمن الأسئلة الصعبة والأجوبة السهلة

بقلم : حسن البطل

من بين التعقيبات على عمود، أول من أمس، الأحد، سأختار ثلاثة:

حمادة جابر: «لماذا يتعمد عباس التواجد خارج البلاد في ذكرى النكبة من كل عام»؟

جمال شاهين: «الاستجداء على موائد اللئام! من وين الذكاء.. دخلك؟».

سليمان الفيومي: «نظير مجلّي يا حسن ليس من فلسطينيي إسرائيل. هو فلسطيني من فلسطين المحتلة».

كل واحد من هؤلاء القرّاء اختار فقرة وعقّب عليها باعتراضه خارج سياق مقال معنون: «تمهيداً لما هو آت»، الذي نال خمسة إعجابات لا غير، و261 قراءة، و26 مشاركة!

في السنوية الـ69 للنكبة، يبدو لي أن الأجوبة السهلة على مسار أوسلو لا تغني عن الأسئلة الصعبة الآن. من الأجوبة السهلة مظاهرات، قبل أسبوع من الانتخابات البلدية، تطالب بتأجيلها. من الأسئلة الصعبة: كيف سيكون الجواب الفلسطيني والإسرائيلي على أفكار «حل سهل» يراه ترامب لهذا الصراع الكؤود والطويل؟

لدى الفلسطينيين هوية وطنية متبلورة، وليس لهم كيان سياسي سيادي. لدى الإسرائيليين كيان سياسي سيادي، قوي ومزهر، وأزمة هوية، كما تتجلّى في «قانون القومية».

لدى الفلسطينيين قانون أساس، بمثابة دستور مؤقت، مبني على وثيقة إعلان الاستقلال 1988، وخلاصته أن حدود سيادة الدولة الفلسطينية ترتسم على حدود 1967، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح. ماذا لدى الإسرائيليين في مشروع قانون «الهوية القومية»: تكريس النشيد القومي (هاتكفاه) والعلم الوطني، والرمز الرسمي للدولة (الشمعدان).. لكن ما الذي ينقصه؟ الاعتراف بأن «الحل بدولتين» يعني ترسيم الحدود وفق خطوط 1967 المعدّلة.

لا يوجد دستور لدولة عمرها 69 سنة، وكل دساتير الدول، حتى طازجة الاستقلال، ترسم حدود دولها.

لدى إسرائيل، منذ احتلالها للضفة وغزة نوعان من الحدود: حدود السيادة غير المحدّدة، وحدود الأمن غير المحدّدة بدورها، ولو أن الجدّة غولدا مائير قالت: الحدود حيث يقف الجنود. كان الجنود يقفون، مرتين، على ضفاف قناة السويس، والآن يقفون على نهر الأردن، لكن حدود أمن إسرائيل تعني حرية العمل في سماء وأرض الدول المجاورة لها، وحتى البعيدة عنها!

ما هو المعنى من «قانون القومية»؟ ظاهرياً هو تسبيق الهوية اليهودية على الهوية الديمقراطية، ولو تعارضت مع وثيقة إعلان استقلال إسرائيل المعلنة بصوت بن ـ غوريون عن المساواة بين رعاياها، التي بقيت بين «متساوين أكثر» لليهود و»متساوين أقل» لغير اليهود، ثم تطوّرت بعد احتلال 1967 إلى محاولات لفرض سيادة قانونية على المستوطنات، وحرمان الفلسطينيين من السيادة على أراضيهم.

المستوطنات أرض خاصة ومغلقة بالديمغرافيا اليهودية، أي هي شكل من المعازل العنصرية، والخطير في قانون القومية المطروح هو حق اليهود في إسرائيل، وهم الغالبية، بإقامة «معازل» ديمغرافية «لكل أتباع مجموعة دينية أو قومية»، بما يعيد دولة إسرائيل ذات الـ69 سنة إلى بدايات الاستيطان والكيانيات اليهودية في زمن «الييشوف».

ما هو الفرق بين «دولة يهودية» تطالب إسرائيل العالم بالاعتراف بها، وبين «دولة اليهود» وحدهم كما هو فحوى قانون القومية؟ إن دولة يشكّل يهودها 80% من سكانها غير «دولة قومية لليهود» دون سواهم، أي إنكار أنها دولة لشعبين، علماً أن الفلسطينيين في إسرائيل هم الشعب الأصلاني المنكوب منذ 69 سنة، ويعيشون أحياناً في مدن مختلطة مع اليهود، كما في القدس، التي تطالب إسرائيل العالم الاعتراف بها عاصمة لها وحدها، علماً أن زهاء 30 ـ 40% من سكانها غير يهود، بينما يطالب الفلسطينيون والعالم بقدس عاصمة دولتين، وذات حدود مفتوحة بينهما، مع بلدية عليا للبلديتين فيهما.

عموماً، في خلاصة مسار أوسلو، فإن القيادة الفلسطينية تبدو، ولو مرغمة، أكثر عقلانية وواقعية من شعبها، بينما القيادة الإسرائيلية الحالية خصوصاً، تبدو أكثر تشدداً وتطرفاً من عموم شعبها، خلافاً لما كان الحال عليه حتى حقبة أوسلو.

هذا يعني أن المسار السياسي والأيديولوجي لدولة إسرائيل له علاقة طردية عكسية بحق تقرير المصير الفلسطيني. هذا الحق الذي لمح إلى اعتراف ترامب به، عبر مستشاره للأمن القومي، يعني حق الاستقلال، الذي يعني حق إقامة دولة خاصة له.

الفلسطينيون يرزحون تحت نير آخر استعمار مباشر في العالم، وكانت الأمم المتحدة قررت، أوائل ستينات القرن المنصرم، تصفية الاستعمار الأوروبي لأفريقيا، وحصلت دول كثيرة على مظاهر الاستقلال دون بنية مؤسساتية وإدارية محلية ووطنية تدعمه، لكن صار لدى الفلسطينيين بعد حقبة أوسلو مؤسسات دولة على الطريق.

في مقابلة نشرتها «إسرائيل اليوم» مع أبرز الكتّاب الصهاينة العلمانيين في إسرائيل والعالم، عاموس عوز، حول كتابه «سلام للأصوليين» يقول إن الأصولية هي «جين» موجود لكل إنسان، بمن فيهم أنا، المؤيد لتقسيم أرض البلاد بين شعبين. ترى ما الفرق بينهما؟

يقول: الفلسطينيون يديرون حرباً عادلة من أجل إنهاء الاحتلال، وحرباً أخرى ضد الإسلام المتطرف. أما دولة إسرائيل فهي تحارب من أجل حق الشعب اليهودي أن يكون شعباً حراً في بلاده، لكنها تخوض حرب قمع ضد الفلسطينيين لإضافة 3 ـ 4 شقق على حساب الجار الفلسطيني «وأحياناً يكون الشخص نفسه في هاتين الحربين».

***

مع جولة ترامب وأفكاره العبيطة والساذجة و»المجنونة» لحل سهل، يبدو أن زمن الأسئلة الصعبة سيكون صعباً على الفلسطينيين الضعفاء، وربما أكثر صعوبة على الإسرائيليين الأقوياء؛ صعباً على قيادة فلسطينية أكثر عقلانية من عموم شعبها، وأكثر صعوبة على قيادة إسرائيلية أقل عقلانية من عموم شعبها.

قبل أوسلو هذه، سُئل عيزر وايزمان: هل تعترف بوجود شعب فلسطيني؟ قال: وماذا عن الفلسطينيين في إسرائيل.. لهذا قلت: إن نظير مجلّي من فلسطينيي إسرائيل، لأن أيمن عودة قال: نحن فلسطينيون 100% ومواطنو إسرائيل100%. - See more at: http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=120d9971y302881137Y120d9971#sthash.TIh9WnVx.dpuf

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن الأسئلة الصعبة والأجوبة السهلة زمن الأسئلة الصعبة والأجوبة السهلة



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 10:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

انتخابات رابعة وخارطة سياسية وحزبية مفخّخة في إسرائيل

GMT 11:26 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

التطبيع.. إسرائيل والعرب في سلة واحدة..!

GMT 12:53 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أسرانا المنسيين

GMT 13:52 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الثلاثاء الكبير: إسرائيل بانتظار بايدن!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday