على الأغلب، سيكون أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، من بين ضيوف جلسة افتتاح المؤتمر السابع لـ»فتح».
كان عودة المتحدّث الرئيسي الثاني في افتتاح متحف عرفات، وما قاله باسم القائمة، والشعب الفلسطيني في إسرائيل، ذكّرني بما قاله عيزر وايزمان، عندما كان وزيراً في حكومة بيغن خلال سبعينيات القرن المنصرم.
آنذاك، سُئل وايزمان: هل تعترف بوجود شعب فلسطيني؟ فقال: إن اعترفتُ بذلك، فماذا أقول عن عرب إسرائيل؟ .. وأضاف «أين أنت يا عيزر، وعلى أي غصن تجلس يا وايزمان»؟
دار الزمان دورته، وفي 8 تشرين الأول 1996 استضاف رئيس دولة إسرائيل، عيزر وايزمان، رئيس م.ت.ف ياسر عرفات في منزله بقيسارية، على شاطئ البحر.
عشيّة «زلزال» انتصار دونالد ترامب قدم النائب جمال زحالقة باسم القائمة المشتركة مشروع قانون الى الكنيست للاعتراف بالشعب الفلسطيني في إسرائيل «اقلّية قوميّة»، وهو من 11 بنداً، ومستمدٌ من القانون الدولي لـ»حقوق الأقلّيات» وبنده الأول يقول: «إرساء مكانة المواطنين العرب كأقلّية قوميّة ومساواة تامّة».
لم يدعم الاقتراح الفلسطيني سوى نواب حركة «ميرتس» اليسارية، بما يذكّرني بما كتبه، قبل ذلك، جدعون ليفي في «هآرتس» من أن اليسار السياسي الإسرائيلي في الكنيست يقتصر على نواب «المشتركة» و»ميرتس»!
تعرفون أن برنامج «حداش»، قبل تشكيل القائمة «المشتركة» تختصره كلمتان: «المساواة والسلام» الأولى للشعب الفلسطيني في إسرائيل، والثانية للسلام الإسرائيلي مع دولة فلسطين.
الآن، بعد فوز ترامب، يقول زعيم «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت: إن صفحة دولة فلسطينية طُويت. أمّا وزيرة العدل في الحكومة وعضو «البيت اليهودي» اييليت شكيد، فقد ردّت على اقتراح القائمة المشتركة، بالقول: حقوق مدنية نعم، وقطعاً لن نسمح بحقوق قومية «ومن يريدها ليذهب إلى بلاد العرب»؟
عندما قال ليبرمان للنائب محمد بركة، قبل الانتفاضة الثانية: «اذهب إلى بلاد العرب ومكة» ردّ عليه بركة: أنا هنا قبلك وباقٍ بعدك.. تبّاً لك.. اذهب إلى الجحيم»!
في ردّه على كلمة عودة في ذكرى غياب عرفات، قال من صار وزير الجيش: إنه سيعمل على شطب النائب عودة من عضوية الكنيست، لأنه لم يشارك في تشييع بيريس، وشارك في ذكرى عرفات.
قبل خطابه في «المقاطعة» قال عودة: نحن فلسطينيون بنسبة 100% ومواطنون في إسرائيل بنسبة 100% وفي خطابه قال: أن نكون عرباً فلسطينيين مكتملين، وفي الوقت ذاته نناضل من أجل مواطنيّة كاملة (في إسرائيل).. «هذه معادلتنا، وتلك معادلتهم» ومعادلة إسرائيل أن تبني الشخصية الفلسطينية في إسرائيل خارج الانتماء للشعب الفلسطيني.
في إحدى شعارات ماوـ تسي ـ تونغ: «ريح الشرق تغلب ريح الغرب» ورياح «فلسطنة» ما كان يُدعى «عرب إسرائيل» تغلب، منذ ما بعد اوسلو، خصوصاً، ريح «أسرلة» الفلسطينيين فيها.
استطلاعات الرأي في إسرائيل متذبذبة بين أحزابها في حصصهم بالبرلمان، لكن حصة القائمة المشتركة ثابتة على 13 نائباً، قابلة للزيادة لا للنقصان، وكان يمكن في الكنيست الحالية الوصول إلى 14 نائباً، لو عقدت اتفاقية توزيع فائض الأصوات مع «ميرتس»، وهي اليسار الحقيقي الإسرائيلي، وبرنامجها «الحل بدولتين» هو برنامج السلطة (والعالم).. والقائمة المشتركة.
في اقتراح أخير بقانون لوزيرة العدل، اييليت شكيد، أن إسرائيل هي «الدولة القومية للشعب اليهودي» وأن «يهودية الدولة» تتقدم على «ديمقراطية الدولة»؛ ومعنى اقتراح نواب «المشتركة» أن إسرائيل دولة لشعبين لهما حقوق مواطنيّة متساوية.
منذ أن طرحت فصائل م.ت.ف في العام 1974 برنامج النقاط العشر حصلت تطوُّرات في الواقع السياسي، والآن فإنه منذ طرح برنامج النقاط الـ11 فإن تطورات ستحصل في علاقة الشعب الفلسطيني في إسرائيل بالدولة (المساواة)، وبهُويّته الفلسطينية.
في النقطة السابعة جاء «يحق للمواطنين العرب إقامة مؤسّسات تمثيلية عامّة وفي كل المجالات» هذا قد يعني حقهم في «حكم ذاتي» في اطار دولة إسرائيل، وكذا برلمان قومي، إذا كان البرلمان الإسرائيلي سيصير خاصاً بالأحزاب الإسرائيلية، وانسحب منه النواب العرب، ومارس الناخبون العرب حق الامتناع عن التصويت للكنيست.
يشكّل الفلسطينيون في إسرائيل 14% من القوة الناخبة، و20% من تعداد السكان، لكن حسب معطيات إحصائية إسرائيلية، الشهر الماضي، فإن 35% من طالبات معهد التخنيون هنّ عربيات، بينما نسبة الطالبات اليهوديات في الجامعات الإسرائيلية هي 55%.
هناك 13 ألف طالب من فلسطينيي إسرائيل في الجامعات الأردنية، وعدد كبير آخر في جامعات الضفة، وغيرهم في دول أجنبية.
الجامعات الإسرائيلية صارت تطلب من الطلاب العرب امتحاناً في اللغة العبرية لقبولهم فيها، وأظنّ أن أيمن عودة يعرف العبرية أحسن ممّا يعرفها ليبرمان.
طرافة لغوية
لزلزال «ترامب» أسبابه، ومنها لغوية، مثل أن Dump تعني نفاية (زبالة)، وTrump تعني ورقة (يانصيب) رابحة، وأن Trampoline هي لعبة القفز الارتدادي، وأن Drum تعني صوت قرع الطبل الأجوف.
لهذا اختارت السمكة تشاينكا صوت ترامب كما فعل القرد غودا لأن «الأذن تعشق قبل العين أحياناً».
هو نفاية وورقة يانصيب «مليونير» ولعبة نطّ.. وطبل أجوف