فكرة أخرى عن الموت والحياة
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

فكرة أخرى عن الموت والحياة

 فلسطين اليوم -

فكرة أخرى عن الموت والحياة

بقلم : حسن البطل

 من له فكرة أخرى عن الموت، له فكرة أخرى عن الحياة، للطقوس أن تنوس بين الفكرتين:

أميركي سأل يابانياً: هل تعتقد أن هذا الميت في هذا القبر سيتذوق الرز، أجابه: كما تعتقد أنت أن الميت في ذلك القبر سيشم الورد.

لا أعرف سبباً لفكرة سلفت، حيث كانت الأمهات الوالدات «يقمطن» أطفالهن وهم في المهد، وسن الرضاعة.

ربما كانت البنات الصغيرات، في انتقالهن الفجائي من الإمساك اللاهي بلعبة من جماد، إلى الإمساك المرتبك بوليد من حياة، يواصلن تقاليد طفولتهن العابرة، أو يبدو لهن الوليد هشاً، قابلا للتكسر .. إن سقط سهواً بين ذراعي الأم - الطفلة.

ربما كانت العادة الغابرة، إرثا من حياة الكهوف الباردة، أو «درعاً» يحمي الوليد، برهة من الوقت، يمنع عنه أنياب الوحوش، حتى تنجده أمه.
ربما للتسهيل على أمه، أن «تخطفه» من خطر .. وتفر به إلى النجاة.. أو لأن وفيات الأطفال الرضع كانت عالية، فيكون الطفل جاهزاً للنقل من المهد إلى اللحد.

اندثرت تقاليد «تقميط» الوليد، وبقيت تقاليد «تقميط» الشهيد، كأنه ينتقل لا إلى موت، بل إلى حياة أخرى. يزفونه كأنه عريس مضمّخ بدمه، طاهر بدمه.
كانت شرائط «التقميط» مزخرفة بدورها، ترسم أشكالا من الطيور، أو أشكالا من الورود .. سوى أن الأسود يحضر في تقميط الشهداء، ويغيب في تقميط الأطفال الرضع في المهد.

يحضر اللون الأسود، زيحا يطوق باقة من: الأخضر، الأبيض، الأحمر، ويحضر الأسود، أيضا، لونا من ألوان العلم الفلسطيني، ومن لون «كوفية القتال» الفلسطينية، ذات اللونين: الأبيض والأسود.

الميت في تابوت، والشهيد على محفة.. وفي «صلاة الميت» على الشهيد، يبدو الجثمان وكأنه مسكبة صغيرة من الورود، أو هكذا، يبدو «قماطه» بالعلم الفلسطيني .. هذا مشهد أفقي.

الشهيد في تشييعه الصاخب، ومن على الشرفات تبدو المحفات المرفوعة على الأكف، لا على الأكتاف، كأنها باقة ورود ألقيت على صفحة ماء البحر، تترنح المحفات شاقولياً، كما تترنح أفقيا، لأن الذين يحملون الشهيد على أكفهم يختلفون في طول قاماتهم، ولأنهم يطلقون صراخا بملء حناجرهم، ومن عمق رئاتهم. هكذا يبدو مشهد التشييع من رؤيا شاقولية.

من له فكرة أخرى عن الموت، له تقليد آخر عن تشييع الميت الشهيد إلى حياة الخلود. ومن له فكرة أخرى عن الحياة له فكرة أخرى عن الموت.

فكرة الناس عن الحرية متقاربة، لكن عندما تصطدم الحرية بفكرتي الحياة والموت المختلفتين في ثقافات الشعوب، يدعي أصحاب الفكرة الأخرى عن نظام الحكم، وعن الحقوق غير المتساوية في الحياة، أن لخصومهم «ثقافة موت» غير مفهومة، وأنهم يعيشون ليموتوا جزافاً.

كلا، تبقى الحياة عزيزة، ولكنها ليست أكثر معزة من فكرة الحياة عن الحرية، تبدأ الحياة بصرخة أولى، وليس صراخ المشيعين في توديع الشهيد، سوى تأكيد أن الشعب يصرخ: ألماً وغضباً وعهداً على الثأر، لأنه شعب حيّ.

للهتاف والصراخ في تشييع الشهيد «المقمط» بالألوان، المحمول على الأكف، أن يصد «الصدمة» الأولى عن أحباء الشهيد .. عن ذويه وأصدقائه، وأن يشد

من أزرهم.. لتبقى للجمهور فكرته الأخرى عن الموت، وفكرته الأخرى عن الحياة .. ودونهما قد يصعب عليه، على مناكبه وعلى روحه، أن يتحملا وطأة ثمن الحرية.
لذلك، فإن ميزانية الإرادات هي التي تعدل اختلال ميزان القوى، وفداحة ميزانية الموت: اليومي، الأسبوعي .. السنوي.
كان الفراعنة «يقمطون» موتاهم على مهل، وكان الذهب الخالد استعارة أخرى لخلود الميت، غير أن مراسيم تشييع الشهداء أبسط من ذلك، لكنها أعمق فلسفيا وفكريا.

في النوم وفي الموت، يأخذ الجسد / الجثمان اتجاهه الأفقي؛ وبينهما يأخذ اتجاهه العامودي.

الإنسان، ككتلة حية، هو الأكثر انتصابا بين المخلوقات. على قدمين يشكلان جزءاً بسيطاً من كتلة الجسم، ثم على محفة الموت، وعلى الأكف يأخذ شكله الأفقي من جديد، كأنه يعود إلى رسم قطبي الحياة والموت.

إسرائيل لن تهزم فكرة الفلسطيني عن حريته، لأنها لن تهزم فكرته المختلفة عن الموت وعن الحياة، صحيح: «من المهد إلى اللحد»؟ لكن لهذا قطب ولذاك قطب .. وفكرة الفلسطيني عن الحرية أن تجمع القطبين، بحيث يبدو الموت سفراً إلى حياة أخرى.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة أخرى عن الموت والحياة فكرة أخرى عن الموت والحياة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 14:26 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نجوى إبراهيم ضيفة إسعاد يونس للمرة الأولى منذ سنوات

GMT 07:34 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

"مطعم القطط" يعتبر من أجمل الأماكن لتناول الطعام

GMT 11:49 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لهدايا كتب الكتاب للعروس

GMT 22:21 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

فهرية أفجان تستعد لتصوير إعلان جديد مع جينيفر لوبيز

GMT 10:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

روجينا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث جلسة تصوير

GMT 20:33 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

كفيتوفا تتجه بإيجابية إلى مستقبلها بعد عام على إصابتها

GMT 15:20 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

رينو الفرنسية تفتتح مصنعًا لها في الصين

GMT 16:59 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

سيارات رياضية يمكنك شراؤها بأقل من 10 آلاف دولار أميركي

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

عزوزة يوضح المشاكل ومعوّقات الاستثمار في الجزائر

GMT 04:54 2017 الإثنين ,31 تموز / يوليو

"كوفالوب" شمال كيب تاون يتكون من 8 غرف نوم

GMT 17:07 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المخرج كوستا جافراس بضيافة سينما زاوية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday