«الطبيعة ما سكتت عليهم»
آخر تحديث GMT 14:06:58
 فلسطين اليوم -
حركتا "الجهاد" و"حماس" تسلمان محتجزَيْن إسرائيليَّيْن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس وصول سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى موقع تسليم المحتجزَيْن الإسرائيليَّيْن في خان يونس المحتجزان الإسرائيليان موجودان بموقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة في انتظار سيارات الصليب الأحمر توقيف خمسة مشتبه بهم في حادث قتل رجل أحرق نسخة من المصحف في السويد إخراج إحدى الرهائن من ركام جباليا وحماس والجهاد تتجهزان لتسليم رهائن من أمام منزل السنوار استعدادات في خان يونس جنوبي قطاع غزة للإفراج عن محتجزين إسرائيليين هيئة البث الإسرائيلية تقدّر أن حماس ستفرج اليوم عن المحتجزين الإسرائيليين والأجانب على ثلاث دفعات سرايا القدس تعلن الإفراج عن الإسرائيليين أربيل يهود وجادي موزيس في الدفعة الثالثة متحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد يعلن الانتهاء من الإجراءات تمهيدا لتسليم اثنين من المحتجزين المقرر إطلاق سراحهما اليوم مسلحون فلسطينيون يبدأون بالانتشار في الموقع الذي من المقرر أن يشهد تسليم الرهائن في جنوب غزة
أخر الأخبار

«الطبيعة ما سكتت عليهم»!

 فلسطين اليوم -

«الطبيعة ما سكتت عليهم»

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

خالة ناهدة درباس، الطيراوية المقيمة في حيفا «انحرق» قلبها وبكت على قبور الأجداد التي صارت مسودة الشواهد في الطيرة..، لكن لناهدة، شقيقة ساهرة درباس، تحليلها البيئوي للكارثة.. بما يقودنا إلى كارثة تجفيف بحيرة الحولة، الذي طنطنت له الصهيونية كإنجاز لتحويل السبخات والمستنقعات إلى أرض زراعية خضراء.

تعليقات الصحف الإسرائيلية تأخذ الجانب الفني (قصور وعدم كفاية أجهزة الإطفاء. عدم وجود طائرة واحدة لإطفاء الحرائق)، والجانب الإداري (تقصير وزارة الداخلية و»الجبهة الداخلية» في الاستعداد لكوارث الطبيعة).

ما حدث هو حريق يعدّ الأكبر والأخطر في إسرائيل، وليس زلزالاً أمنياً وصفوه، في حينه، بالتقصير «محدال».. هذا «محدال» سلامة مدنية كشف دولة الأمن الأولى في العالم، وذات سلاح الجو الأقوى والأحدث من دول أوروبية رئيسية، باعتبارها دولة عالم ـ ثالثية، لا تتوفر فيها طائرة إطفاء وواحدة، ولا مخزون من «البودرة» المضادة للحرائق.

لنعد إلى بحيرة الحولة، حيث تسبب ردمها في نشوء ظاهرة تخمّر طبيعية من نباتات البوص المدفونة، وغازات وحرائق صغيرة.. ومن ثم اضطروا لفتح قنوات مياه في البحيرة لتنساب إلى بحيرة طبريا! الصهاينة لم يحترموا البيئة والتربة والغشاء النباتي الطبيعي في البحيرة (وشعب البلاد)، ولم يحترموها في جبل الكرمل. همهم «سويسرا الشرق» وغابات وصنوبر سويسري سريع النمو وسريع الاشتعال، على حساب شجر ونباتات بيئوية فلسطينية هي بنت التربة والطبيعة، ملأى جذوعها بالماء، مثل الصبر والخروب على أنواعه، والبلوط.. والتين والزيتون.

في النتيجة؟ «الطبيعة ما سكتت عليهم» كما تقول ناهدة. هم يفهمون بحاجاتهم لا بحاجاتها.. ويتغذون على الطبيعة كيفما بدا لهم. يريدون أن يشعروا أنهم «في أوروبا» وسويسرا الشرق، عن طريق محو الطابع المحلي الشرق أوسطي. اشتغلوا على تحوير وتغيير طابع الطبيعة، بزرع غابات أوروبية كثيفة غير ملائمة لمناخ البلاد.

سخرية الصحف الإسرائيلية لاذعة حقاً: كم ثمن طائرات إطفاء مقابل طائرة «أف 16» واحدة؟ وكيف فضح الحريق هشاشة أنظمة السلامة العامة في دولة الأمن الأولى عالمياً؟ يوجد كثير من المال للاستيطان و»للحريديم» ومدارسهم، ولجدار الفصل، ومختلف «القبب» المضادة للصواريخ.. لكن لا تتوفر رغوة كافية في مخازن الطوارئ (يلزم إسرائيل مخزون من 1000 طن والموجود لا يتعدّى 50 طناً)، علماً أن «تقصير» حرب 1973 نسب، جزئياً، إلى حال سيئة لمخازن الطوارئ العسكرية.. وهذا التقصير ينسب، جزئياً، إلى حال سيئة لمخازن الطوارئ المدنية.

حديثاً، أقاموا قيادة «جبهة داخلية» برئاسة جنرال لإعداد البلاد لكوارث حربية (هي في الخيال أكثر من الاحتمال). فكيف لم يحتاطوا لأجهزة الدفاع المدني وتعزيزها بالعناصر والمعدات (نسبة دولية لعدد الاطفائيين لكل ألف مواطن).

خطر الحرائق يزداد مع خريف حار وجاف، وتفاعل الأوراق المتساقطة تفاعلاً كيماوياً، والإسرائيليون أعلنوا أنه الشتاء الأكبر جفافاً خلال 150 سنة الأخيرة. الطقس المثلج في أوروبا يعني رياحاً غربية جافة.. ويعني «ريح على نار».

بعض النار صنعت حرائق صغيرة حتى في غابات شمال النقب، حيث يريدون هناك أيضاً «أوروبة» المشهد الطبيعي بغابات كثيفة مروية من الرافد القطري للمياه (بحيرة طبريا).
صحيح أن أشجار الصنوبر والسرو موجودة في فلسطين منذ القدم (وحتى في أريحا ذاتها) ولكنها متفرقة ومتأقلمة مع مناخ البلد، مثلما تأقلم «صنوبر رام الله» الفريد مع أزمان كانت فيه رام الله باردة شتاءً ومعتدلة صيفاً.. وهذا تغيّر أيضاً.

في السنوات الأخيرة بخاصة، تعرضت غابات دول أوروبية متوسطية، بما فيها قبرص، لحرائق هائلة، وكذا الغابات الروسية. لم يقل أحد إنها «تدبير مدبر» بل نتيجة تبدلات المناخ نحو سخونة أكبر.

في مطلع سنوات الانتفاضة الأولى نشبت حرائق متعددة، ضيقة النطاق، شمال إسرائيل، وتحدثت صحف إسرائيلية عن شكوك حول «حرب نار» فلسطينية.. وعندما أشارت «فلسطين الثورة» إلى الرواية الإسرائيلية.. اتخذوا الإشارة دليلاً على النية العمد، رغم أنها مأخوذة من مصادرهم!

عملية تحوير إسرائيل بلداً أوروبياً تمتد لتشمل مستوطناتها في الضفة، حيث كل مستوطنة مزنّرة بأشجار سريعة الاشتعال، بدل الأشجار المحلية ذات الجذع الثخين، الذي يحوي ماء كالتين والزيتون والصبر والبلوط والخروب.

في كارثة متعددة الفروع، تبقى هناك نقطة مضيئة واحدة، وهي محاولة إخلاء السجناء (الفلسطينيين والإسرائيليين)، ودفع العديد من رجال أمن السجون حيواتهم مقابل هذا.. لكن، إذا اعتبرت حكومة نتنياهو فقد تقوم بنفضة شاملة في أجهزة الطوارئ والدفاع المدني، وكذا بإقالة بعض الوزراء المتقاعسين، مثل وزير الداخلية الذي كل همه الاستيطان وأموال مدارس «شاس».

تظل حيفا المدينة الأثيرة لدى قلوب الفلسطينيين، و»الكرمل» هو الجبل الأجمل.. وحزن الفلسطينيين كبير فعلاً، لأن الأرض أرضهم في الأصل.

قد يهمك أيضا :  

.. و"هل أتاك حديث.." كيموي وماتسو؟

   الـ «كورونا» التي تتداولنا !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطبيعة ما سكتت عليهم» «الطبيعة ما سكتت عليهم»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 01:44 2015 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دانا جبر تنضم إلى مسلسل "خاتون" وتشارك في "سليمو وحريمو"

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

أسباب فشل نادي أحد السعودي في ضم مهاجم الوداد

GMT 05:39 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال السادات

GMT 22:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريو فرديناند يشيد بأداء ريناتو سانشيز نجم "بايرن ميونيخ"

GMT 01:10 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود دونجا يُركّز حاليًا مع الزمالك للظهور بأفضل مستوى

GMT 17:47 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

السمان يؤكد أن حرق النفايات تهديد خطير لصحة البيئة

GMT 14:04 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

جماهير ميلان ترفع لافتة جديدة ضد وكيل دوناروما

GMT 16:51 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

لوبيز يؤكد التنس لن يعود مثلما كان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday