يا بلدية أو يا ناس
آخر تحديث GMT 11:50:11
 فلسطين اليوم -

يا بلدية.. أو يا ناس!

 فلسطين اليوم -

يا بلدية أو يا ناس

بقلم - حسن البطل

مشكورة، ضبطت بلدية رام الله (الممتازة!)، منذ سنوات، فوضى عشوائيات، كانت قذى للعيون، في أشكال مظلات المحلات التجارية، وهذا كان في إطار تحديث وتجميل البنية الفوقية والتحتية، بمناسبة مئوية البلدية 2008.

سارعت، أيضاً، مشكورة لتصويب غلطة إملائية ـ نحوية رصدتها جانب صرح شهداء رام الله في نص قصيدة محمود درويش المحفورة على الحديد الزهر، حول حذف حرف "الألف" من مطلعها: "عندما يذهب الشهداء إلى النوم/ أصحو.

عندما كتبتُ عن "فضيحة" الحجر المغشوش لضريح القائد ـ المؤسس، قامت مؤسسة ياسر عرفات بتغيير نوع الحجر إلى الأحسن.

متى تلتفت البلدية إلى وضع ضوابط لأسماء المحلات الجديدة، حيث تغلب عليها، حتى الطغيان الفاحش، الحروف اللاتينية، ومفردات اللغات الأجنبية، الإنكليزية.. وحتى الفرنسية، مثل: Toi et moi (لك ولي).

لا غضاضة في ازدواجية الحروف والكلمات، لكن أليس من المشين لكرامة لغتنا القومية، هذا الإهمال التام للحرف والكلمة العربية؟

يقول الخطاطون إن الحرف العربي مطواع جمالياً في أشكال رسمه، وبهذا يبرع بها الفنانون التشكيليون في لوحاتهم.

لا أظن أن مطواعية لغتنا لاشتقاق الأسماء والكلمات، وغناها بالمفردات، ذات الوقع الموسيقي الجميل، يضاهيها كثير من اللغات.

أذكر أنه، في ستينيات القرن المنصرم، قامت بلدية دمشق، الممتازة اسماً وفعلاً، بحملة لتعريب الأسماء، وكتابتها بالحرف العربي الكبير، مرفقاً بالحرف اللاتيني الصغير إن لزم مثلاً، استبدلت كلمة "الدورادو" على مقهى بكلمة "الدار".

صحيح، أن معجزة إسرائيل هي، أولاً، في إحيائها للغة العبرية، كما لاحظ محمود درويش، ويحرصون هناك على استخدامها في كل ما يلزم وما لا يلزم.

في مناسباتنا الشعبية والرسمية، نرى الكوفية تتوج الرؤوس أو الرقاب، هذا جيد، لكن ايضاً، مع وشاح قماشي حريري على الرقاب، مدندش في حواشيه بخيوط ألوان علمنا الوطني..

وأيضاً بعبارة PALESTINE مكررة وغير مرفقة بكلمة "فلسطين" سواء بحروف موصولة أو مفصولة!

لاحظت في جريدة "الأيام" 23 آذار صورة لمنصة لقاء لإطلاق "خطة عمل" إقامة أربع محطات لتوليد الكهرباء.

صحيح أن الرباعية الدولية، وممثلية النرويج، ودولا مانحة تستحق الشكر لدعمها هذه الخطة، لكن "سلطة الطاقة والموارد الطبيعية"، كانت العبارة الأصغر بين ست عبارات بالإنكليزية، أكبرها اسم رئيس الوزراء!

ستكون بلدية رام الله، وسائر بلديات المدن، مشكورة، إن راقبت وضبطت فوضى أسماء المحلات التجارية لتغليب الحرف والكلمة العربية، ولو دون طمس الحرف اللاتيني والكلمة الأجنبية بخط أصغر.

حجر وخشب وألومنيوم

لا تتهاون بلدية لندن، مثلاً في أمر نسق واتساق ودرجة علو واحدة لمنازل البيوت السكنية المتشابهة حد الملل، كما حال منازل المستوطنات!

نعم، صارت العمارات الشاهقة في مدن العالم يغلب في بنائها استخدام مزيج من الألومنيوم والزجاج. نحن نبني بيوتنا من حجر، وغالب أبنيتنا التجارية كذلك... لكن الا يشكل مبنى من زجاج وألومنيوم وسط مبان من حجر نوعاً من النشاز القبيح!

يقولون في الأمثال: قلب له ظهر المجن، أو غادرات الزمان ودورته: من ذلك أن مكانة أنواع الأحجار في المباني تبدلت، وكان أسهلها في النقر حجر "الطوبزي" ثم "الملطّش" واما الصقيل "المسمسم" فكان يكسو الواجهات، وكان "الملطّش" و"الطوبزي" يتوارى خجلاً.. الحال انقلبت.

قد نقول: لا أجمل من "الطوبزي" وقد جلّله الزمان، ولا أسهل على آلات قطع ونقر وصقل الحجر التكنولوجية من تنعيم الحجر.

بعض المحلات تلجأ إلى كسوة واجهاتها الحجرية القديمة بـ "عباءة" من معدن الألومنيوم، بما يشكل إهانة لجماليات الحجر، وبعضها الآخر صار يستر حجر أبنية قديمة ومهيبة بالخشب. لا بأس بهذا، لكن جمالياً يجب أن يكون ذلك في مبان منفصلة، وليس مثل استخدام الألومنيوم والزجاج وسط أبنية حجرية متصلة.
على البلدية أن تستشير معماريي "رواق"!

الطاقة

خطة الطاقة الكهربائية الجديدة تتطلع إلى إقامة أربع محطات في رام الله ونابلس وجنين والخليل، لتقليل الاعتماد على استيراد الطاقة من مصادر خارجية، وخفض سعرها.

هذا ضروري وجيّد، والأكثر جودة هو توليد الطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة من أشعة الشمس والرياح، وما يعرف بـ "الطاقة الخضراء" نحن نحبو في هذا المجال الواعد.

الحبو الصحيح هو توليد الكهرباء في الشوارع بين المدن، أو في المدن، عن طريق محطات توليد الطاقة الخضراء بتجهيز الأعمدة بما يلزم من بطاريات شحن. كان هناك في هذا المجال تجربة رائدة بإضاءة أعمدة شارع "وادي النار" إلى بيت لحم بتمويل خارجي، كتجربة أولى.

هذه التجربة أجهضت للأسف، لأن اللصوص سرقوا البطاريات بعد أن فكّكوها من أعمدتها في طريق وادي النار الخطير، خاصة في ساعات الليل أو أيام الضباب، ومن ثم لم تتكرر هذه التجربة الريادية، مثلاً، في طريق المعرجات الجبلي من رام الله إلى أريحا، وهو طريق صعب و"أفعواني"، ولا في الشارع الذي يصل رام الله ببيرزيت، المضاء بالطاقة من مصادر أخرى مكلفة.

في نواح مما سبق قد نقول: يا بلدية..! لكن في نواح أخرى قد نقول: يا ناس.. يا مواطنين. لا تخربوا ولا تسرقوا حتى "عيون القط" التي ترسم بالانعكاس خط أمان السير والحركة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا بلدية أو يا ناس يا بلدية أو يا ناس



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday