السوريون ومن في حكمهم
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

"السوريون ومن في حكمهم"!

 فلسطين اليوم -

السوريون ومن في حكمهم

بقلم حسن البطل

"أحمد، المنسي بين رصاصتين"؟ أو قل أدهم القتيل بين هدنتين "مخروقتين" في ستالينغراد في حلب "المحرّرة"، "الساقطة"؟ هو الفلسطيني أدهم درويش (45 سنة) بين وقفين لإطلاق النار، سقطت قذيفة عشوائية من شرق المدينة إلى حي الحمدانية غربها.. وأصابت مقتلاً من أدهم.

ولد أدهم في مخيم النيرب على حواشي حلب، ومات والده في المخيم بعد نزوح أهل ترشيحا. من النيرب إلى مخيم حندرات في حواشي المدينة، ومنها إلى حي "الحمدانية" غرب المدينة.

من يكون القتيل الأول في الحروب؟ من يكون القتيل الأخير في حرب السنوات الست في سورية وعليها؟ هناك مزيج من نباح، نواح، وصياح على/حول "النكبة السورية". لسبب ما أتذكر فقرة من رواية "الأمل" للأديب الوزير الفرنسي السابق أندريه مالرو عن "التفجع غير الضروري لعملية اختيار الإرادة"!

واحد من أقرباء أدهم صار لاجئاً في السويد. واحد آخر طرد من عمله عشرات السنوات في "الإمارات" وفتح دكانة لأجهزة الاتصال في حلب كلفته 150 ألف دولار.. ذهب طعماً للسلب والنهب والخراب.

شيء يذكّر في خروج المدنيين والمسلحين من شرق حلب، بخروج بيروت الفلسطيني؛ وأشياء كثيرة لا تذكر. شيء يذكّر بما جرى في مخيم اليرموك، بما جرى في مخيم صبرا وشاتيلا.. وأشياء عديدة لا تذكّر.

وحدها، سورية، يقول قانونها المدني "السوريون ومن في حكمهم". تقول السلطة الفلسطينية: لا نتدخل في الشأن السوري، لكن 60 عاماً من اللجوء الفلسطيني جعلت العلاقات بين الشعبين متداخلة جداً: في العمل. في الحياة. في الزواج.. وفي الحروب والموت.
صحيح، أن بلاد الشام انقسمت أربع دول، لكن لولا إسرائيل لتشكلت فيها "أمة سورية ـ فلسطينية" عربية طبعاً، لأن الأردن ولبنان دولتا هامش لسورية.

2 ـ سعيد
لم يبدأ "ربيع سورية" من شارع بورقيبة التونسي؛ من ساحات صنعاء؛ من ساحة التحرير.. بل من قرى ومدن الأرياف. كان الهتاف الأبرز "سلمية ـ سلمية ـ سنّية ـ علويّة".

كان السوري ـ الفلسطيني سعيد، على اسم شقيقي الفدائي الشهيد وخاله، ثمرة زيجة بين بنت أختي وسوري ـ شيوعي ـ شيعي في طرطوس. صار سعيد نشيطاً جداً في تمرد دوما والزبداني، وكتب نصاً صار عموداً بين أعمدتي. قلتُ له: تروَّ. قال: "أنا سوري يا خالي"!

أمّه، نبيلة بنت أختي وفيقة، بقيت تحمل هُويّة فلسطينية ـ سورية. الابن يتبع هُويّة أبيه.. وهكذا، قال لي "أنا سوري يا خالي". من يومها صرت أقل من يكتب عن محنة سورية، ومحنة الفلسطينيين السوريين. "السوريون ومن في حكمهم"!

لأسباب، يفضل الشبان السوريون الاقتران بلاجئة فلسطينية، قويّة ومدبّرة. لأسباب أخرى، يفضّل شبّان سوريون الزواج من شامية أو حلبية. هذا التداخل لأن فلسطين "سورية الجنوبية" وسورية "فلسطين الشمالية".

3 ـ غازي
ستصدر في دمشق أسبوعية ثم يومية اسمها "الأيام" وهي رابعة الصحف السورية: البعث، الثورة، الوطن ورابعة صحيفة عربية تحمل اسم "الأيام" بعد "الأيام" السودانية والإماراتية.

محرّر "الوطن" السياسي حسن م. يوسف هو صديقي من أيام جامعة دمشق، ويرسل لي مقالته الأسبوعية، له كتب وله مسلسلات تلفزيونية، أحدها عن محمود درويش، عندما علقت على المسلسل سألني: "من أنتم أيها الفلسطينيون" قلت له: "نحن شعب محمود درويش. لسبب ما، اعتبر جوابي "لدغة" أو "قرصة" لمسلسل كتبه .. زعل قليلاً، ثم وصفني "بطل الأيام".

صدقاً، ما سألته أيام جامعة دمشق: هل أنت علوي، بعثي.. ها هو يكتب مقالته كعربي سوري، تقدمي، علماني، تزوج من حبيبته المسيحية، وابنته موسيقية بارزة.

صديقي غازي سلامة أعرفه، كان موظفاً في "اتحاد شبيبة الثورة"، وندردش أحياناً عن "يا تلك أيام الشباب والصداقة الجميلة في دمشق".

كما صدرت "الايام" الفلسطينية عشية الميلاد ورأس السنة، كذا قد تصدر "الأيام" السورية عشية العام الميلادي الجديد، وسيكون غازي هو المحرر السياسي لها، كما حسن م. يوسف في جريدة "الوطن"، سيطرح غازي سؤالاً عليّ وعلى آخرين، وسيكون عليّ أن أكتب جوابي.
كانت بدايتي الصحافية أدبياً في "الطليعة" السورية، كما نشرت في "جيش الشعب" العسكرية مقالتين صحافيتين علميتين ـ جغرافيتين.
قبل انقلاب حافظ الأسد، كان مثقف سوري من عائلة الجندي المثقفة، رئيس تحرير جريدة "البعث" ونجحت في امتحان القبول بها، لكن النتائج ألغيت من رئيس تحرير بعثي آخر.

كتب زملاء لي في جريدة "الثورة" السورية، منهم كنعان فهد وجلال خير بك رسالة مفتوحة لحافظ الأسد: لماذا ينجح حسن البطل ويبقى عاطلاً عن العمل؟ السبب الذي أعرفه ولا تعرفونه أنني لم أوقع الولاء لحزب البعث. ماتت أمي وأختي، وكذا أخواي الكبيران وأنا ممنوع من زيارة سورية "إلى الأبد".
***
إليكم فقرة من صحيفة "يديعوت" 14 ـ 12 ـ 2016، بقلم نداف إيال: "سارع بعض مستشرقينا لتعريف الحرب السورية كحرب طوائف: علويون وشيعة ضد سنّة، حتى نسوا الحقائق الأساس: سورية هي البلد الأكثر علمانية في العالم العربي. تنقّلت في أوروبا مع اللاجئين السوريين لفترة قصيرة، ورأيت بعيني الآلاف، وربما عشرات الآلاف، ولم أر في أي مرة، ولا حتى مرة واحدة، ولم أصوّر صلاة لعدة رجال معاً. مرّة رأيت رجلاً واحداً يصلي. سألته من اين هو: سوري كان يعيش معظم السنين في أبو ظبي. باستثنائه، الباقون كانوا علمانيين. كان هذا ما شاهدته عيناي".
***
عندما سألني غازي أن أكتب شيئاً للعدد الأول، كتبت له ما قاله جمال عبد الناصر عشية انفصال سورية عن مصر 1961: "أعان الله سورية الحبيبة على أمورها، وسدّد خطاها، وبارك شعبها..".
أدهم مات كفلسطيني سوري. سعيد نشط في الثورة السلمية المغدورة كفلسطيني لجهة الأم وسوري لجهة الأب. غازي سوري ـ عروبي ـ تقدمي ـ بعثي. مع الدولة لا مع النظام، ومع النظام لا مع رئيس النظام. مع الشعب في الحرب السورية، كما هو حسن م. يوسف.
"السوريون ومن في حكمهم". 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوريون ومن في حكمهم السوريون ومن في حكمهم



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday