كائنات معص وفعص
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كائنات.. معص وفعص!

 فلسطين اليوم -

كائنات معص وفعص

بقلم : حسن البطل

جلستُ على حافّة مدخل "الأيّام" ألتمس شمساً ربيعية شاحبة، كما جلس الروائي البرتو مورافيا على مقعد في الحمّام. رحتُ أرقب دبُّوراً أحمر يلوب بحركة حلزونية، ويخفق بجناحيه محاولاً الطيران. إنه يقوم، على الأرجح، بحركات إحماء (وورمينغ أب)!

في قصة، أو جزء من رواية، جلس الروائي الإيطالي على كرسي في حمّام بيته، وراح يرقُب كيف ستخرج دويبة حمراء قميئة سقطت في حوض المرحاض ساعة انصرمت والحشرة تتعربش على منحنيات حوض المرحاض. تسقط تنهض ثانية. تسقط.. تنهض، وأخيراً نجحت في الخروج. مؤلف رواية "السأم" لم يسأم، ولم يضغط على شاطوفة (نياغرا) تذهب الحشرة إلى حتفها.

في حركات الإحماء للدبُّور الأحمر، فكّرت أنه لا يطير لأنه مهيض الجناح المكسور.. لكن كلاّ يخفق بجناحيه عبثاً. أنا من كائنات الدم الحار وأتشمّس، وهو من كائنات الدم البارد، خرج من وكره صباح يوم متقلب بين شمس شاحبة لا تلبث أن تستر أشعتها غيوم، وتهبّ ريح باردة!

كما في مسرح وروايات العبث، خرج زميل سمين من بوّابة "الأيّام"، وداس دون قصد على الدبُّور المجتهد و"معصه". هذه أوّل مرّة أرقب ميتة عبثية لدبُّور أحمر، أغبى من أن يعي "تردّد" نيسان" بين الشتاء والربيع، أو بين الربيع والصيف.

الدبُّور هو الدبُّور، وهو شيخ "الزلقطة" المخططة بالأصفر الزاهي والأسود، هي في الشام "زلقطة" وفي فلسطين هي "صَمَل". كنا صغاراً في الغوطة، ودوما بالذات، وكنا نعرف أن لسعة سمّ الدبُّور في قوة سبع لسعات للزلقطة"، وأن لسعة الدبُّور الأسود تفوق لسعة الدبُّور الأحمر!

تذكّرت شيطنة أولاد دوما، حيث كانوا "ينعرون" وكر الزلاقط وفي أيديهم عصا ملتهبة، فتتساقط "الزلاقط" كما كان جنود الحرب الغابرة يتساقطون بنيران قاذفات اللهب!

كانت دوما بخاصة عاصمة العنب الدوماني فائق الحلاوة، رقيق القشرة، بحيث تنخرها الزلاقط وتمتص رحيقها. انقرض العنب الدوماني في التوسع العمراني، فانقرضت الزلاقط، وصارت كروم الأعناب ذات حبّات سميكة القشرة، كأنها "بلاستيك"، أو مغبّرة بالكيماويات، لكن نحل العسل لم ينقرض بعد، لأنه صار "مدجّناً" كما البسس والهررة.

2ـ لم تكن "زرقاء اليمامة"!
"زلقطة" في الشام و"صَمَل" في فلسطين. أيضاً، يمامة (حمامة برية) في فلسطين و"ستيتية" في ديار الشام، حيث يمتهن البعض مهنة "كشاش الحمام" الداجن على السطوح، و"يتسارقون" فيما بين أسرابهم. خصومات ومصالحات!

العصفور الدوري لا يألف الإنسان (ربما كان شاهداً على قتل قابيل لهابيل)، على عكس الحمام واليمام شيئاً ما. أبداً تقريباً لم أرَ عصفوراً دورياً تدوسه عجلات السيارات، لكن رأيت في شارع ركب كيف داست وفعصت سيارة مسرعة يمامة لاهية، لعلها "طمعت" في التقاط "فتوتة" خبز أخرى.. فدهمتها سيارة و"فعصتها".

لو كنت أنا السائق لتمهّلت قليلاً، أو أطلقت زموراً صاخباً، ولكن ركلت جثة اليمامة المفعوصة من منتصف الشارع إلى حافة الرصيف!

3ـ البسّة واليمامتان الحذرتان
في شارع بهية فرح خليل، حيث مقر الكمنجاتي ومؤسسة "تامر" تمهّلت في سيري. توقفت ورحتُ أرقب بسة شارع تكمن خلف عامود كهرباء، كما تكمن النمور بين الأشجار لفرائسها في أشرطة فضائية "ناشيونال جيوغرافي".
الزلقطة أخت النملة، والبسّة سليلة النمور أو "القطط الكبيرة" ولها عاداتها، ولكنها لا تعدو في سرعتها (يُقال إن سرعة الفهد الصيّاد القصوى هي 120كم/س).

رأيتُ في طفولتي وولدنتي كيف كَمَنت بسّة لعصفور أو حمامة، وكيف أفلحت أحياناً في افتراسها. لم أخبط بقدمي أرض الشارع لتهرب البسّة، فتهرب اليمامتان وهما تلتقطان قوتهما، لكن في حركة عفوية متعاكسة، تمنع البسّة من وثبة "النمر" للإمساك بواحدة من اليمامتين. أفلتت اليمامتان من كمين البسّة، لأن ولداً على درّاجته جعل اليمامتين تطيران، فتغادر البسّة موطن كمينها الفاشل.

من مراقبته للطيور تعلّم الإنسان كيف يطير، وكيف يصنع الطائرات، ومعظم الطائرات الحربية والمدنية تحتاج أن "تدرج" على مدرجات لتقلع، وإلى جنيحات لتهبط على أرضية المدرجات، لكن ذوات الأجنحة من الكائنات الطائرة، كالنحل والزلاقط، أو كالعصافير والحمام واليمام وأضراب الطير، تحطّ من عليائها بحركة أجنحتها كما تفعل الطائرات بجنيحاتها، لكنها تُقلع دون مدرجات برفرفات سريعة من أجنحتها.

انقرضت الديناصورات اللاحمة والعاشبة على السواء، لكن ديناصورات ذات ريش كانت تُقلع ركضاً، كما الطائرات على المدرجات.. ثم بفعل النشوء والارتقاء، صارت الطيور ديناصورات صغيرة متطورة، كما صارت "القطط الكبيرة" ذات نسخة مصغّرة من القطط الداجنة.
الإنسان قمة "النشوء والارتقاء" والمدجّن الأكبر للكائنات.. لكنه، أيضاً، المفترس الأكبر!

السلطان و"ميزان الميّه"
قال أردوغان: "لا نيّة للتخلي عن التحالف مع أميركا، أو الشراكة مع روسيا، أو التعاون مع إيران. علاقاتنا مع روسيا وإيران ليست على حساب الغرب وأميركا".

المصدر :جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كائنات معص وفعص كائنات معص وفعص



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday