هَـــوَس
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

هَـــوَس

 فلسطين اليوم -

هَـــوَس

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

1 ــ الجمجمة
من أين يضربك برق الشهوة؟ من رأسك، تحت الجمجمة. ترى منصّة «القفز البعدي» في أفلام الخيال العلمي للسفر بين المجرّات، أو يضربك برق الشهوة فتحسّ بـ «القفز البعدي» هزة تسمى «هزة الروع». «إذا أخذتها هزّة الروع أمسكت/ بمنكب مقدام على الهول أروعا».
« العالم ليس عقلاً» حاجج بذلك أحد العقول، وصدّر حجته في مؤلف أثار هزة فكرية وأدبية، غير أن البني آدم هو عقل في إهاب جمجمة، وإلاّ ما قالوا «سلامة رأسك» من ضربات الشمس، من ريح صرصر الباردة، «سلامة رأسك» تحت خوذة الحرب، أو تحت خوذة عامل البناء، عامل المنجم والمصهرة، سائق سيارات السباق. «رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها».
هكذا يعمل العقل: شيء كالبرق الذي في صفحة السماء يحرك شيئاً كالزلزال الذي تحت قشرة الأرض. بين برق الشهوة وزلزلة «هزّة الروع» تُضيء الشاشة في دماغك، في تلك القشرة الرمادية - السنجابية.
للأرض طبقات من لبّها إلى قشرتها، وللسماء طبقات (يا معشر الجن والإنس..).. وللجمجمة طبقات من شعر، وجلد، وذلك القفص العظمي، ثم هذه الطبقة أو القشرة سنجابية اللون، كتلك القشرة وردية اللون التي تغلف القلب، أو يسمونها شغاف القلب (الشعراء) ثم مهجة القلب وسويداء القلب (الأدباء).. لعلماء التشريح مصطلحات جافة.
«السرّ في التكوين».. وموطن السر، أيضاً، في عقل رمادي تحرسه جمجمة من ثماني عظام مُسترقّة، وعينين - نافذتين محدبتين قليلاً، تستحيلان، بعد الموت، محجرين يشكلان مع ثغرة الخيشوم علامة استفهام عجيبة.
رأس مكوّر، أقل استدارة من كرة الأرض، الأقل استدارة بقليل من طابة الأولاد وكرة لجنة الـ «فيفا». خط استواء وهمي بين نصفي كرة الأرض، وخط استواء فعلي بين فصّ الدماغ الأيمن وفصّه الأيسر. إن كنت سوي العقل أهم من أن تكون سوي الجسد.
«القلب ينبض في اليسار» ولمعظم بني البشر «عقل يساري»، لأن معظم هؤلاء يأتون يمينيين في قوة واستخدام الأطراف: الذراع والقدم.. هكذا شاءت الحكمة الإلهية، أو هكذا فسرت نظرية «النشوء والارتقاء» هذه الحكمة.
ما الحكمة؟ إن سقط الجد - القرد من على شجرة (أو لم تنفتح مظلة جندي المظلات) قد يسقط على رأسه، فإن سقط على الجانب الأيسر من رأسه، بقي قادراً على تحريك ذراعه اليسرى وساقه اليسرى.. والعكس صحيح.
عندما نزل الجد - القرد عن الشجرة، ذهب إلى النار يفكّ سرّها، فلا تطارده وحوش الغاب إلى أغصان الأشجار. عندما توقف الجد - القرد عن صعود الأشجار، كان عليه أن ينتصب في قامته، حتى يرى الوحش الكامن خلف الأعشاب الطويلة. عندما انتصب على قدميه أمسك بالعصا. لم يعد يجيد الإمساك بأغصان الشجر، لأن إبهامه صار أقصر، ثم صار عمودياً على أصابع يده الأربع.. وعندما تعامد إبهامه مع أصابعه صار عقله، داخل جمجمة رأسه، قادراً على إصدار عشرة أوامر منفصلة إلى أصابعه العشر، وصارت اصبع الإبهام هي «المايسترو».. وهكذا «علّم بالقلم». جرّب أن تقطع اصبعاً أو أكثر، وسيقدم الإبهام عوناً لا يقدر للأصابع الباقية. جرّب أن تقطع اصبع الإبهام، فترى الأصابع الأربع في حيرة كبيرة أو صغيرة! الإبهام سرّ أو مفتاح سرّ العقل.
«العالم ليس عقلاً» ولكن الإنسان جمجمة تحوي عقلاً (مخاًّ، مخيخاً.. وبصلة سيسائية) وجسداً هو مثل ذنب طويل طول باعه من اصبع إبهام قدمك، إلى اصبعك الوسطى.
هناك شتائم متدرّجة القسوة: «ما فيك دم». «ما فيك قلب».. وأقساها «ما فيك رأس، ولا مخ ولا عقل». «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»؟ فلا تستوي الدهماء من الناس مع أصحاب الحجى من العقول.. ولكن قلب المؤمن الطيب أقوى من عقل الشرير.

2 ــ كابوس
دخلت القبر، أمسكوا بي، شعرتُ أنهم يلمسونني كما يصافحونني في الصباح، حضنني واحدهم بساعديه، تذكرت عناق الأصدقاء، وضعني في القبر، بصق في وجهي وبال على بذلتي البيضاء الرخيصة، مسح أنفه بأطرافها وعفرني بالتراب ثم أخذ يقذفني بالحجارة، ما عدت أرى أحداً، لماذا سقط كل المتظاهرين فوقي، أسقط في بئر أريد أن أصل إلى الهواء، ليس ثمة برد، أخلع بذلتي البيضاء فإذا عظامي بيضاء جداً.

3 ـ سؤال
لماذا تبدو تحولات الفراشة أجمل من تحولات الضفدع، بينما الماء هواء مكثف؟

قد يهمك ايضا :  

إسرائيل من أمامكم، وورائكم.. وفي ما بينكم!

   عاديات خربطت عادات؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هَـــوَس هَـــوَس



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday