أوان الشـدّ
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أوان الشـدّ ؟

 فلسطين اليوم -

أوان الشـدّ

حسن البطل
بقلم :حسن البطل

يُقال: اللبيب من الإشارة يفهم. اللا الفلسطينية الثالثة ليست إشارة ثالثة. صدرت اللا الأولى القاطعة بعد ساعة من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ والثانية قبل أسبوع على الاقل، من إعلان الشق الاقتصادي للصفقة في مؤتمر المنامة المشهدي.. والآن، صدرت اللا الثالثة للشق السياسي قبل يوم من لقاء ترامب مع نتنياهو وغانتس، أو بالعكس. السيد ترامب ليس لبيباً كما ليس بليداً، ولهذا

فهم من اللا الثالثة الفلسطينية أن «ماكيت» الشق السياسي ينتظر أربع سنوات لتنفيذه، ولكن ليس في رئاسة أبو مازن، وإنما في فترة رئاسية ثانية لترامب إن نجح، أو رئاسة رابعة لنتنياهو إن فاز، أو رئاسة أولى لرئيس حزب الجنرالات، بني غانتس.. أو حكومة مشتركة! لا بأس من العودة إلى الوراء ربع قرن سلطوي فلسطيني، حيث كانت (م.ت.ف) تحتاج لحضور مؤتمر مدريد إلى مظلة

أردنية، ومشاركة وكلاء فلسطينيين باسمها. بعد اللا الفلسطينية الثالثة صارت «صفقة القرن» هذه، تحتاج عربياً إلى مظلة قبول فلسطينية بها. قيل بعد أوسلو إن الفلسطينيين «خانوا» القضية المركزية لهم وللأمة العربية، فإن حصلت «الصفقة» على «فيزا» عربية يحق للفلسطينيين القول إن الدول العربية الشقيقة «خانت» نفسها وفلسطين معاً! نعم، هناك فريق فلسطيني يفضل بدلاً من اللا

الثالثة أن تضع السلطة جملة من التحفظات والاشتراطات، أي «نعم.. ولكن»، كما وضع شارون 14 شرطاً لقبول خطة الرئيس جورج بوش ـ الابن، وبخاصة حول إخلاء إسرائيل للبؤر والمستوطنات «غير الشرعية»، كما عطل نتنياهو خطة الرئيس أوباما التي تولاها وزير خارجيته جون كيري عام 2014. نعرف أن التكتيك التفاوضي الإسرائيلي في المسألة الفلسطينية هو:

لنعرض نحن، وليرفضوا هم نيابة عنّا، لكن إدارة ترامب انضمت إلى هذا التكتيك الإسرائيلي، منذ العام 2017، بإعلانها الخطوة الأساس في «الصفقة» حول مستقبل القدس، بمرسوم رئاسي أميركي. هل نعود، أيضاً، إلى العام 2002 حيث استبعد  حضور رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، من مؤتمر قمة بيروت الذي صادق على مبادرة السلام العربية كما طرحتها السعودية،

وميزت بين السلطة التي كانت تخوض غمار انتفاضة ثانية مسلحة، وبين مركزية القضية الفلسطينية.. إلى أن صارت أميركا الترامبية تركب صهوة انهيارات «الربيع العربي»، وتبنّي وجهة نظر إسرائيل حول تحالف أميركي ـ إسرائيلي ـ عربي سنّي ضد ايران، فإعلان كوشنر الشق الاقتصادي للصفقة في عاصمة عربية. بعد اللا الفلسطينية الثالثة تفكر واشنطن باستدعاء السفراء العرب

لإطلاعهم على «الصفقة»، للموازنة مع قادة المستوطنات الإسرائيلية الذين قد يعارضون إخلاء بعض البؤر، كما يعارضون أن تسفر الصفقة، بعد أربع سنوات، حتى عن دولة فلسطينية هجينة على 70% من «فلسطين الجديدة»، تكون علاقتها بإسرائيل، مثل علاقة أميركا مع بورتوريكو! مهّد الرئيس بوش ـ الابن لموضوعة «الحل بدولتين» بإعلانه «خارطة طريق» للسلام الفلسطيني ـ

الإسرائيلي، ويبدو أن «صفقة القرن» التي سيعلنها الرئيس ترامب ستكون «خارطة طريق» يتم تنفيذها في الولاية الثانية له، وفي رئاسة نتنياهو لحكومة رابعة، أو رئاسة مشتركة مع الجنرال غانتس.. وانتظار رئاسة ثالثة للسلطة الفلسطينية بعد غياب أو استقالة الرئيس الثاني أبو مازن.كم مرّة، مع كل مشروع سلام أميركي، قيل إنها الفرصة الأخيرة. الآن، يقول ذلك نتنياهو. قيل مثل ذلك

بعد «كامب ديفيد 2000»، وأيضاً بعد مشروع أولمرت 2006، ثم بعد مشروع أوباما ووزير خارجيته جون كيري. سأكرر سؤالاً من ثلاثة سألتها لمحمود درويش، لكن بصيغة أخرى. صيغة السؤال أصلاً: هل نحن قادرون، الآن، على وراثة إسرائيل؟ جوابه: كلا. صيغة السؤال الجديدة: هل إسرائيل قادرة على وراثة فلسطين؟ لما كانت (م.ت.ف) في المنفى وسط جاليات فلسطينية لاجئة كان

السؤال: ماذا بعد حسم عسكري لوجود المنظمة؟ بعد السلطة لا مجال لسؤال حول حسم عسكري إسرائيلي للمسألة الفلسطينية، لأنها صارت وسط شعب هو شعبها، وعلى أرض هي أرضها، ولا تستطيع إسرائيل حسماً سياسياً، بعد أن عاد اسم المكان فلسطين، وصفة سكانها كفلسطينيين، حتى وإن ساعدتها الولايات المتحدة. عرض الرئيس ترامب «صفقة العصر» لكن مع «شعوذات» سياسية تذكر بشيوخ من «كاشفي الغطا» .. وبمكر ثعلب ولؤم ذئب.
***
لم تكن أوسلو نوعاً من خيانة فلسطينية لعروبتها، بل كانت انحيازاً لوطنيتها.. الآن، .. هذا أوان الشدّ فاشتدّي.

قد يهمك ايضا :  

  جمل «تحت سطح البحر» !

  انشغالات شتّى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوان الشـدّ أوان الشـدّ



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday