سلطة خرائط
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

سلطة خرائط !

 فلسطين اليوم -

سلطة خرائط

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

الفريق الأميركي الترامبي الثلاثي يفاوض نفسه في واشنطن للاتفاق على موعد الضم، والفريق الثنائي (نتنياهو ـ غانتس) يفاوض نفسه حول مكان وتوقيت وحجم الضم، والخلاف الداخلي في الفريقين هو حول حجم وحدود خارطة «فلسطين الجديدة»، أي اقتسام وتقسيم خارطة حبّة الفاصولياء العريضة، المسمّاة الضفة الغربية.

تعرفون أن الشهية تأتي مع الأكل، وهذا يبدأ بالمقبّلات والشوربة وينتهي بالوجبة الرئيسة. وجهات نظر الفريق الترامبي الثلاثي بين الضم بأسلوب «خبطة واحدة.. وانتهينا»، كما يرى السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أو وجهة نظر المستشار جاريد كوشنر على مراحل.

أولاً، تضم إسرائيل ثلاث كتل استيطانية («معاليه أدوميم»، «أريئيل» و»غوش عتصيون») على مدى عامين، ثم تدعو السلطة الفلسطينية إلى التفاوض، وإن رفضت كما هو منطقي ومتوقع ستضم إسرائيل الأغوار ومعظم المستوطنات شرق جدار الفصل، أي 30% من «حبّة الفاصولياء» الفلسطينية، وما سيتبقى سيكون «فلسطين الجديدة» المربوطة أركانها بخيوط من الشوارع والأنفاق.

في «بيت إيل»، شرق الجدار ومقر الحكم العسكري والإداري الإسرائيلي خطب غانتس «ما يعطونك خذه، وما يتبقى عالجه لاحقاً» وهذا شعار مؤسس دولة إسرائيل، دافيد بن غوريون، وفحواه: «ما هو بأيدينا لنا، وما هو بأيديهم لنا ولهم».

نتنياهو الذي يحلم بدولة أرض إسرائيل، وكان ينوي البدء بالطبق الرئيس في الأغوار، يرى أن الكتل الثلاث تحصيل حاصل، وموضع إجماع أو شبه إجماع إسرائيل على ضمها، يريد البدء بالمستوطنات بين الغور والجدار، تحت شعار: لا مستوطنة تزال، ولا مستوطن في أي منها يخسر بيته ويرحل منها.

قدّم ترامب في خطة «الصفقة» هديتين لنتنياهو في القدس والجولان، ونصف هدية في الضفة، والنصف الآخر ستعترف به أميركا بوصفة «فلسطين الجديدة».
نتنياهو لن يعترف بأي فلسطين، حتى لو كانت في رام الله فقط، وهو يخشى أن تعترف بقية دول العالم بفلسطين الأميركية، إن أجبرت دولة فلسطين على الاعتراف بها... وإلاّ سيبقى الاعتراف الدولي بحدود دولة إسرائيل في خطوط العام 1967، وهي ذاتها حدود الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل.

لفلسطين الأوسلوية قانون أساسي، بمثابة دستور مؤقت يرسم حدود سيادتها، ورداً على خطط الضم في «صفقة ترامب» تفكر السلطة بجمعية تأسيسية ينبثق عنها دستور دائم يرسم حدودها، بينما ستبقى إسرائيل محكومة بقوانين أساس دون دستور يحدّد حدودها الجديدة بعد الضم، ولا يعترف العالم بها.

لن تقبل فلسطين التفاوض على حدود خرائط الضم، كما رفضت «الصفقة» جملةً وتفصيلاً، لكنها تقبل التفاوض حسب قرار مجلس الأمن (2334) للعام 2016 الذي لا يعترف بأي تغييرات على الحدود الفلسطينية ـ الإسرائيلية للعام 1967.

ما دام الحديث عن الخرائط، وخلاف أركان «الصفقة الترامبية»، وأركان الحكومة الإسرائيلية عليها، سنعود إلى اتفاقية رودس للهدنة، حيث طلب موشي دايان ضم واحد سنتيمتر على الخارطة إلى إسرائيل، وكان في منطقة المثلث، والآن يفكر بعض الإسرائيليين بالتنازل عن المثلث، وحتى حرب العام 1967 كانت إسرائيل تشكو من خصرها الضيّق في منطقة قلقيلية وطولكرم، والآن تريد حدود سيادتها السياسية والأمنية على نهر الأردن.

أول وآخر مفاوضات بين السلطة وبين حكومة كان يترأسها نتنياهو جرت في «واي ريفر» (بلانتيشن) الأميركية عامي 1998 و1999 في شرم الشيخ، وعرفت باتفاق «واي ريفر الثاني»، وبموجبها وافقت إسرائيل على الانسحاب من 13,1% من الضفة معظمها صحراء شرق الخليل حتى البحر الميت، على أن تبقى مناطق ممنوع البناء الفلسطيني فيها، أي «محمية طبيعية»، وفي النتيجة لم تنسحب إسرائيل سوى من 1%.

الآن، يريد نتنياهو الانسحاب من نصف المنطقة (ج) البالغة 60% على أن تبني إسرائيل مستوطنات وتوسعها في نصف المنطقة ، وتُمنع السلطة من البناء في النصف الثاني.
تريد إسرائيل فرض سيادتها السياسية على ثلث الضفة الغربية، وفرض سيادتها الأمنية المطلقة على كل ما يتبقى من الضفة الغربية.

تتصور «الخطة الترامبية» فرض خارطة الضم بالواقع المفروض وبالتفاوض اللاحق على قبوله، وتتصور «خطة نتنياهو» فرضه دون تفاوض، لأن فلسطين السلطوية لم توافق على «الصفقة الترامبية»، ولن تقبل بـ «فلسطين الجديدة».

كانت حدود الضفة مع إسرائيل 307 كم، ومع الأردن 97 كم، وشريط 7 كم على البحر الميت، وبعد إقامة الجدار الفاصل صارت 670 كم العام 2005 وفي حالة إكماله ستصير 730 كم، لكن حسب خارطة «فلسطين الجديدة» ستصبح 1600 كم، أي أطول من كل حدود إسرائيل مع الدول العربية المجاورة.
بدأ تعديل الخرائط بواحد سنتيمتر في منطقة المثلث، وانتهى بـ 1600 كم.

بدأ الكفاح المسلح الفلسطيني بسلاح السامويال المربوط بخيط، ولم ينتهِ بالانتفاضتين، أو بـ «حل الدولتين»، أو بحدود 1600 كم، سوف يكون طول الجبهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

قد يهمك أيضا :   

  الدفرسوار الغزي

«حتى أنتَ..» يا بوتين ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطة خرائط سلطة خرائط



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday