ويا أحمد الفلسطيني
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

ويا أحمد الفلسطيني!

 فلسطين اليوم -

ويا أحمد الفلسطيني

بقلم - حسن البطل

بين الفخر والتأسّي، كان إميل حبيبي يهزج أحياناً وينوح أحياناً: «جيلي.. جيلي!».

ما الذي ذكرني بذلك في مجلس عزاء أحمد دحبور؟ ربما عبارتان أسفل الملصقات على جدران «قاعة الزهراء. الأولى: «ذاكرة المخيم»، والثانية: العاشق الأبدي لحيفا.

إميل وأحمد (وآخرون كثيرون) من جيل النكبة. الأول، عايشها في البلاد، والثاني، عايشها في المنفى. ذاكرة المخيم اختصار، أيضاً، لذاكرة الفدائيين.

في مطلع مكوثه بالمستشفى، زرت أحمد مع صديق، وسألتني زوجته، التي رحلت قبله: ألست أخ «أبو مشهور»؟ أحمد بين الوسن واليقظة قال: آه.. أبو مشهور.

كيف يتذكر أن فدائياً رحل قبل أكثر من 45 عاماً؟ ذاكرة المخيم هي، أيضاً، ذاكرة فدائيي الانطلاقة وشهداء معاركها المبكرة.

أبو مشهور يصغر أحمد بعام؛ وأحمد يصغرني بعامين، ومعظم الجيل الفدائي الأول كان من جيل السنة الأولى حتى العاشرة عام النكبة.. وهو مفجّر الانطلاقة.

أحمد ولد في المدينة الأجمل، وأنا ولدت قبله في طيرتها الأكبر. لمّا سألت أحمد امرأة عجوز عن مسقط رأسه وعرفت أنه من حيفا، قالت: «يعني كلّ اللاجئين صاروا يقولون إنهم هجّوا من حيفا»!

قرأت واقعة عن زيارة أحمد الأولى لمدينته. سأل: أين كان فرن أبي. على رصيف ما كان الفرن، زودوه بـ»طرّاحة ولحاف ومخدّة وزجاجة ماء» وآوى.. ليلته الأولى على الرصيف، كأي «مشرّد» أو «هوم ليس».

أحمد الأصغر من حسن بعامين، سبقه إلى حركة فتح وصار شاعرها: «أنا الولد الفلسطيني». كان هذا في أولى مراحل مسيرة حياته: من اللهيب إلى الجمر.. فإلى ما بدا له أول الرماد.. ولغيره، أيضاً من جيل النكبة.

التقيت أحمد وجاهياً للمرة الأولى في شارع 29 أيار بدمشق، بعد خسارة الفدائيين ساحة الأردن عقب معركة الأحراش 1971. كنت أتسكّع مع صديقيّ: عدنان الأسدي وفاروق أبو العينين.

أحمد «عيّب» علينا، واقتادنا إلى قبو عمارة في الشارع، وأعطانا أوراقاً واقلاماً: اكتبوا في جريدة «فتح». كتبنا أياماً يسيرة في جريدة «الثورة» التي كانت توزع 100 الف نسخة، بما فيه طبعاً في الأردن.

هذا مسار اثنين فلسطينيين من جيل النكبة في المنفى، ثم صارا كادرين في «فتح» والمنظمة، انتهى إلى مصادفة زمالة في العام 1998؛ زمالة قلمية كان تتويجها لما نال أحمد دحبور جائزة فلسطين في الشعر «جائزة توفيق زياد» ونلتُ أنا جائزة المقالة، لما كانت الجائزة برئاسة الشاعر محمود درويش.

خِرِّيجا دفعة واحدة، وليس في دفعات تخريج مدرسية، أو أكاديمية، أو عسكرية مثل «ويست بوينت» الأميركية، أو «فرونزوة» السوفياتية أو ناصر العربية.

لعلّ دفعة تخرجنا «الإبداعية» كانت مميّزة، فهي ضمّت سلمى الخضراء الجيوسي، عبد اللطيف عقل، إلياس خوري، مسرح القصبة، الموسيقي سليم عبود أشقر، وجائزة القدس لوليد الخالدي.

كانوا يخطّون على الجدران: «فتح مرّت من هنا» وأحمد مرّ من عمّان؛ من بيروت؛ من تونس؛ من غزة.. ومن رام الله. شاركته في كل محطات الترحال عدا عمّان.

لا أعرف متى كانت بداية مرض أحمد، لكن صدمة غزة 2006 جعلت درويش يقول: «أنت منذ الآن غيرك» لكنها جعلت عاشق فلسطين والمخيم والثورة يذوق طعم الرماد، بعد اللهيب، وبعد الجمر.. ثم عاد من مخيم حمص إلى رام الله مثواه الأخير، كما مثوى محمود درويش، والكثير من كوادر جيل الفدائيين الأوائل.

في الجنازة ومجلس العزاء (يسمونه «بيت الأجر») ترى رفاق المسيرة والدرب؛ كأنك ترى عمرك على صفحات وجوههم، صاروا كهولاً بعضهم ما زال يقبض على جمر لهيب البدايات، وبعضهم كأن الرماد تحت ألسنتهم.

هو الشاعر والكاتب والصحافي ومؤلف الأناشيد والأغاني، والمثقف في هذه المجالات، وأنا الذي كتبت شيئاً في جريدة «فتح» انتهيت محرراً للمجلة المركزية، وصاحب الأعمدة المزمن.

لجيل النكبة والانطلاقة والثورة والمنظمة والسلطة أن يمارس دوره وواجبه في تحويل التجربة إلى الوعي.

نيسان ـ 1

نقل شاعر عن شاعر قوله: نيسان أقسى الشهور. الفلسطينيون ملؤوا شهور العام والأعوام بالمناسبات، والعرب منذ نيسان وسقوط بغداد 2003، ثم منذ الربيع العربي 2011 ربما يعيشون أقسى سنواتهم وشهورهم وأيامهم وأشدها حلكة.

.. أو هم في حلكة ظلام وديجوره الذي قد يسبق فجرا يأتي بعد سنوات وشهور وايام قاسية.. وقد لا يأتي.

نيسان ـ 2

شاعر يرى في نيسان أنه شهر «تردّد نيسان» بين الشتاء والربيع. نهاراته دافئة غالباً، ولياليه تميل إلى برودة الشتاء أحياناً. بعد ست سنوات على «الربيع العربي» ربما نمرّ في مرحلة «التردّد» بين أوّل الفجر والفجر الكاذب.
نيسان ـ 3

في مناخ وطقس بلادنا يقولون «نوار نيسان» حيث ترتدي الأرض حلّة من الزهور، أو تستيقظ زهور الأرض البرية من سباتها الشتوي.
كان آذار هذا العام بخيلاً في المطر، ويبدو أن نيسان هذا العام «بخبخ» القليل من المطر الذي يحيي الأرض والإنسان. في نيسان قبل خمس سنوات أثلجت!

هذه «داعش»!

العالم يخوض حرباً عالمية على «داعش» التي تخوض ضد العالم حرب إرهاب عالمية، آخر ضرباتها نالت من كنيستين قبطيتين في مصر، بعد ضرباتها في شمال سيناء ضد جيش مصر.

وكالة أنباء «داعش» تسمى «أعماق»، وورد فيها وصف جديد للعمليات الانتحارية، وهي العمليات «الانغماسية»، بعدما كان البعض يصفها «تفجيرية» أو «استشهادية».

إذا سلمت مصر من هذا «الربيع العربي» الوخيم لن يعود نيسان أقسى الشهور!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويا أحمد الفلسطيني ويا أحمد الفلسطيني



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday